الانتخابات الفرعية في صور: معركة محسومة لـ"حزب الله"

الانتخابات الفرعية في صور: معركة محسومة لـ"حزب الله"

16 اغسطس 2019
المفاجآت مستبعدة في هذه الانتخابات (باتريك باز/ فرانس برس)
+ الخط -
يستعد "حزب الله" لخوض انتخابات نيابية فرعية في قضاء صور، جنوب لبنان، لملء المقعد النيابي الذي شغر بسبب استقالة نائبه نواف الموسوي، في معركة تبدو محسومة لصالح "حزب الله"، على الرغم من توجّه شخصيات مستقلة للترشح في وجهه لتسجيل موقف لا أكثر، في قضاء يُعتبر أحد معاقل الحزب الشعبية.

وقررت قيادة "حزب الله" ترشيح مسؤول وحدة العلاقات العربية والأفريقية، الشيخ حسن عز الدين لهذه الانتخابات. وستجري الانتخابات في 15 سبتمبر/أيلول المقبل، في دائرة تضم وفق أرقام العام 2018 ما يقارب 190 ألف ناخب.

وكان الموسوي قد استقال إثر إشكال وقع بين ابنته غدير وطليقها حسن المقداد، نجل محمد المقداد، الذي يشغل منصب مدير مكتب الوكيل الشرعي للإمام خامنئي في لبنان، على الطريق الرابط بين مدينة بيروت ومدينة صيدا، توجّه بعده الموسوي إلى أحد المخافر مطلقاً النار وبرفقة مسلحين لإخراج ابنته. كما أن الموسوي عبّر عن مواقف تتعارض مع "حزب الله" في قضايا الأحوال الشخصية ورفع سنّ الحضانة عند الطائفة الشيعية.

ويُعتبر قضاء صور أحد الأقضية الجنوبية التي تتمتع فيها الثنائية الشيعية، أي تحالف "حزب الله" و"حركة أمل"، بأغلبية ساحقة، إذ نال الحزب في الانتخابات الأخيرة التي جرت في العام 2018 نحو 48 ألف صوت في هذه الدائرة، فيما نالت حركة "أمل" نحو 35 ألف صوت، أي ما مجموعه أكثر من 82 ألف صوت في هذا القضاء.

ووفق نتائج الانتخابات الأخيرة، فقد حققت لائحة ثنائي "حزب الله" -"أمل" فوزاً كبيراً في دائرة الجنوب الثانية ومن ضمنها قضاء صور، في منافسة مع لائحة وحيدة تألفت من وجوه مدنية وأخرى محسوبة على الحزب الشيوعي، لكنها لم تنل إلا ما مجموعه 4 آلاف صوت في صور.

بلغة الأرقام، يبدو من المستحيل مقارعة "حزب الله" أو الثنائية الشيعية في هذه الدائرة، لكن في المقابل علم "العربي الجديد" أن ثمة توجهاً في اللائحة المنافسة التي خاضت الانتخابات الأخيرة تحت اسم لائحة "الزهراني- صور معاً" لترشيح أحد وجوهها لخوض الانتخابات في وجه عز الدين لتسجيل موقف وفرض خيار المعركة، واستبعاد خيار التزكية.

وفيما تبدو المعركة محسومة بالنسبة لـ"حزب الله"، الذي يريدها معركة لإثبات حضوره وتأكيد الالتفاف الشعبي حوله، فإن صفوف المعارضة في المنطقة تعاني من التشرذم، وسط معلومات تفيد بأنه على الرغم من ضعف الخيارات البديلة، من أحزاب يسارية، أو من المجتمع المدني، إلا أنه حتى الساعة لم يتم التوافق على اسم واحد لخوض المعركة في وجه "حزب الله"، بل يسعى أكثر من طرف إلى ترسيخ شخصية محسوبة عليه، وبالتالي قد يرسو العدد على 3 مرشحين في وجه مرشح الحزب. وجرت اتصالات في الساعات الماضية في محاولة للتوافق على اسم واحد.

أما على ضفة "حزب الله"، فيبدو أنه مطمئن إلى المعركة المقبلة استناداً إلى الأرقام وإلى المشهد السياسي في صور، على الرغم من أن المشاورات وفق ما تقول مصادر سياسية في مدينة صور مقربة من حركة "أمل" و"حزب الله"، مفتوحة لتحديد نسبة التصويت التي يريدها الحزب، مع ترجيح خيار الحشد لمشاركة واسعة في الانتخابات لتوجيه رسالة حازمة تتعدى إطار الانتخابات النيابية، في مرحلة دقيقة تشهد تصعيداً ضد "حزب الله" ومن خلفه إيران، من قبل الولايات المتحدة الأميركية.