واشنطن تفرض عقوبات على نائبين من حزب الله اللبناني

واشنطن تفرض عقوبات على نائبين في حزب الله اللبناني

09 يوليو 2019
الأمين العام لحزب الله اللبناني (باتريك باز/ فرانس برس)
+ الخط -
فرضت الولايات المتحدة الثلاثاء عقوبات على نائبين في حزب الله اللبناني لاتهامهما بـ"استغلال النظام السياسي والمالي" اللبناني لصالح حزبهما وإيران الداعمة له، مستهدفة لأول مرة نواباً من الحزب الذي تصنفه منظمة "إرهابية"، حسب ما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان.

وأوضح البيان أن العقوبات تستهدف النائب أمين شري لاتهامه بـ"استغلال منصبه الرسمي لتحقيق أهداف حزب الله التي تتعارض في غالب الأحيان مع مصالح الشعب والحكومة اللبنانيين"، والنائب محمد حسن رعد الذي "يواصل إعطاء الأولوية لأنشطة حزب الله وارتهان ازدهار لبنان". كذلك استهدفت العقوبات مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا.

وقال سيغال ماندلكر، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: "حزب الله يستخدم عناصره في البرلمان اللبناني للتلاعب بالمؤسسات ودعم المصالح المالية والأمنية للجماعة الإرهابية، ولتعزيز الأنشطة الخبيثة لإيران."

وأضاف: "يهدد حزب الله الاستقرار الاقتصادي والأمن في لبنان والمنطقة ككل، كل ذلك على حساب الشعب اللبناني، وستستمر الولايات المتحدة في دعم جهود الحكومة اللبنانية لحماية مؤسساتها من الاستغلال من قبل إيران وعملائها الإرهابيين، وضمان مستقبل أكثر سلاماً ورخاء للبنان".

وكانت الوزارة الأميركية قد فرضت العام الماضي عقوبات جديدة على الأمين العام لمليشيات حزب الله حسن نصر الله، ونائبه نعيم قاسم، وأشخاص على صلة بمليشيات حزب الله، كما طاولت العقوبات الأميركية وقتها القياديين في مليشيات حزب الله، حسين الخليل وإبراهيم أمين السيد وهشام سيف الدين.

وفي زيارته إلى بيروت في مارس/ آذار المنصرم، وصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "حزب الله" بـ "حزب إرهابي ومجرم"، على مسمع من مضيفيه المسؤولين اللبنانيين.

واعتبر بومبيو في مؤتمر صحافي، في ختام لقاءاته الرسمية مع نظيره اللبناني جبران باسيل، أن "حزب الله حزب إرهابي مجرم يقف عائقاً أمام آمال الشعب اللبناني ويتظاهر بدعم الدولة". وأشار إلى أن "إيران لا تُريد الاستقرار في لبنان، لأنه تهديد لطموحاتها في الهيمنة، وحزب الله يسرق موارد الدولة"، داعياً الشعب إلى "الوقوف بوجه إجرام حزب الله"، وبوجه "العدوان الإيراني".

على الرغم من اتهام بومبيو الحزب بسرقة الدولة، إلا أنه في المقابل جدّد تأكيد استمرار دعم المؤسسات الشرعية اللبنانبة، مقابل تقديم "حزب الله" وإيران ما سمّاه "التوابيت والأسلحة" للدولة، متهماً قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بـ"تقويض المؤسسات الشرعية اللبنانية" والشعب اللبناني، ومتوعداً بـ"الضغط على إيران لوقف سلوكها الإرهابي، لأن دعمها لحزب الله يشكل خطراً على الدولة ويقوض فرص السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وخيّر بومبيو شعب لبنان بين "المضي قدماً أو أن يسمح لطموحات إيران وحزب الله بأن تهيمن"، مشيراً إلى أن "الضغط الذي نمارسه يهدف لقطع التمويل عن إيران". لكن باسيل استبق تصريحات بومبيو بالقول إن حزب الله "حزب لبناني منتخب وليس إرهابياً"، مشدداً على مسمع ضيفه أن مقاومة الاحتلال حق مشروع.

في المقابل، شدد باسيل على أن حزب الله "حزب لبناني غير إرهابي"، مؤكّداً أن تصنيفه في القوائم الأميركية إرهابياً "لا يعنينا".

وأكد وزير الخارجية اللبناني "حق لبنان المقدس" في الدفاع عـن أرضه وشعبه، مشدداً، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي، على أن "حزب الله" هو "حزب لبناني غير إرهابي، تم انتخابه بنسبة كبيرة من قبل الشعب".

وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت "حزب الله" على لائحة "الإرهاب"، وفرضت عليه عقوبات. ويشغل الحزب ثلاث حقائب وزارية في الحكومة اللبنانية التي أعلن عن تشكيلها أخيراً، أبرزها وزارة الصحة.

وعلّق باسيل على القرار الأميركي أمام بومبيو، بالقول إن "حزب الله بالنسبة لنا لبناني منتخب، وتصنيفه ضمن لائحة الإرهاب لا يعنينا"، مؤكدا التزام بلاده بالقرار 1701، لكنه شدد على "حق لبنان في مقاومة الاحتلال".

 

 

المساهمون