تقديرات إسرائيلية: خطر المواجهة مع إيران يتعاظم

تقديرات إسرائيلية: خطر المواجهة مع إيران يتعاظم

06 يوليو 2019
إيران قد تتجه إلى إنتاج السلاح النووي(إبراهيم نوروزي/فرانس برس)
+ الخط -
قال خبراء إسرائيليون إنّ فرص انفجار مواجهة مع إيران تعاظمت في أعقاب اشتداد تأثير العقوبات الأميركية عليها.

ونقل موقع صحيفة، "يسرائيل هيوم"، اليوم السبت، عن جنرالين ودبلوماسي ترجيحهم أن تعمد إيران إلى الانسحاب بشكل كامل من الاتفاق النووي قريباً والتوجه مباشرة إلى إنتاج السلاح النووي.

منهج التدريج

وفي هذا الصدد، بين الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، عاموس يادلين، أنّ "إيران ستعتمد التدريج في ردها على العقوبات الأميركية"، مشيراً إلى أنها "ستلجأ أولاً إلى القيام بعمليات محدودة بهدف التلويح بنواياها ومن ثم الإقدام على عمليات تهدف إلى ردع الأميركيين والتوجه إلى النهاية عبر تطوير البرنامج النووي بشكل دراماتيكي".

وبحسب يادلين، فإنّ الإيرانيين "سيعمدون إلى توظيف عملياتهم وردودهم على العقوبات في مراكمة أوراق قوة لتوظيفها في حال جرت مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي ومجمل العلاقة مع واشنطن".


واستدرك أنه في حال لم يفلح التدريج في الردود في إجبار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تغيير موقفها، فإن إيران ستعمد إلى شن مواجهة "عنيفة".

وأشار يدلين إلى أن العملية الوحيدة التي شذت عن "منهج التدريج" الإيراني تمثلت في إسقاط طائرة التجسس الأميركية، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة كان يمكن أن تفضي إلى مواجهة مع الولايات المتحدة.

وتوقع أن تقدم إيران على الانسحاب من ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر انتشار السلاح النووي كمقدمة لإقدامها على تطوير سلاح نووي.

وأشار يادلين إلى أنه على الرغم من أن أياً من الأطراف غير معني بالتورط في عمليات حربية إلا أنه يمكن أن يجد نفسه في أتون مواجهة بسبب سوء تقدير الحسابات.

ودعا إلى أن تبادر إسرائيل للتوافق مع الأميركيين على تحديد أسس السياسة تجاه إيران، لافتاً إلى أن تل أبيب وواشنطن مطالبتان بالتوافق على الشروط الواجب إلزام طهران بها في حال وافقت على الجلوس على طاولة المفاوضات.

واستدرك أن هناك حاجة لتوافق أميركي إسرائيلي على طابع الرد على طهران في حال تجاوزت الخطوط الحمراء في كل ما يتعلق بتطوير مشروعها النووي.


إيران لا تنوي الاستسلام

من جهته، قال مدير الدائرة السياسية والعسكرية السابق في وزارة الحرب ومدير "برنامج السياسات الاستراتيجية"ـ التابع لـ"مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، الجنرال عامو جلعاد، إنّ "كل من يراهن على دور العقوبات الاقتصادية في دفع إيران للتخلي عن حلفائها في المنطقة لا يعي طابع التوجهات الإيرانية".

وبحسب جلعاد، فإن طابع تعاطي ترامب مع كوريا الشمالية وعدم تردده في عقد لقاءات مع قائدها يشجع الإيرانيين على التحدي بهدف العمل على تأمين مكانة مماثلة، مشيراً إلى أن القيادة الإيرانية لا تنوي الاستسلام ورفع الأيدي.


الفرار للأمام والتحدي

أما سفير إسرائيل الأسبق في الأمم المتحدة وبريطانيا، ومدير "برنامج أبا أيبان للدبلوماسية" في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، رون فاوشر، فقد توقع أن يفضي اشتداد العقوبات الأميركية على إيران إلى دفعها إلى مزيد من التشدد والإصرار على التحدي واستكمال مشروعها النووي.

ورأى أنه على الرغم من أن العقوبات قد أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني ومست بالاستثمارات الأجنبية إلا أن هذا الواقع سيدفع القيادة الإيرانية إلى "الفرار للأمام والتحدي".

ولفت إلى أن "الإيرانيين يحاولون بكل الوسائل الضغط على الدول الأوروبية الملتزمة بالاتفاق النووي في مسعى لمحاولة إجبارها على القيام بخطوات تتحدى العقوبات الأميركية"، مستدركاً أن "فرص تجند أوروبا للضغط على ترامب متدنية جداً إلى جانب أن فرص استجابة الأخير لهذه الضغوط لو مورست ستكون أكثر تواضعاً".

واعتبر أن "الإيرانيين يتجهون إلى شد الحبل أكثر لأنهم ينطلقون من افتراض مفاده أن الولايات المتحدة غير معنية بخوض مواجهة في الشرق الأوسط"، لافتاً في هذا السياق، إلى أنّ "الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة تجعل ترامب أكثر حذراً في التوجه نحو خيار الحرب".


خطأ الحسابات الأميركية

بدوره، قال معلق الشؤون العسكرية في "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، إنّ الواقع أثبت خطأ الحسابات الأميركية، مشيراً إلى أن الأميركيين توقعوا أن يفضي اشتداد العقوبات إلى إحدى نتيجتين، وهما: انهيار الاقتصاد الإيراني أو خضوع القيادة الإيرانية لشروط ترامب والموافقة على التفاوض على اتفاق نووي جديد.