جونسون يبحث مع منافسيه تشكيل الحكومة البريطانية

"التايمز": جونسون أجرى لقاءات سرية مع منافسيه لبحث تشكيل الحكومة البريطانية

05 يوليو 2019
جونسون يصرّ على بريكست في موعده (Getty)
+ الخط -
كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، اليوم الجمعة، عن عقد مرشح رئاسة الوزراء بوريس جونسون لقاءات سرية عدّة أجراها مع عدد من منافسيه السابقين ليضمهم إلى حكومته المستقبلية في حال نجاحه في الانتخابات.

وأشارت الصحيفة إلى أن جونسون التقى بكل من وزير البيئة، مايكل غوف، ووزير الداخلية، ساجد جاويد، في اليومين الماضيين، في لقاءات لم يتم الإعلان عنها، أو الإفصاح عن محتواها.

وقالت "التايمز" نقلاً عن مصادرها في فريق جونسون الانتخابي، إن وزير الخارجية السابق بدأ وضع خطط لتشكيل حكومته في سباق يتجه للفوز به.

وكان غوف قد خرج من الجولة قبل الأخيرة في سباق خلافة تيريزا ماي، بينما خرج ساجد جاويد من المرحلة السابقة. كذلك يبدو أن العداوة بين غوف وجونسون قد انتهت وهي التي تعود إلى المنافسة على خلافة ديفيد كاميرون عام 2016، والتي انتصرت فيها ماي حينها.

وكان الرجلان قد خاضا حملة دعم بريكست معاً خلال الاستفتاء عام 2016، إلا أنه وبعد استقالة ديفيد كاميرون، سحب غوف دعمه لجونسون قائلاً حينها إنّ الأخير "ليس مؤهلاً لقيادة الحزب".

وبينما تشير المصادر إلى أن غوف قد يبقى في منصبه الحالي في وزارة البيئة، في حين قد ينتهي الأمر بجاويد في وزارة المالية، ليحل بذلك مكان فيليب هاموند، والذي يعارض سياسة الإنفاق التي يدافعها عنها جونسون. كما ينتظر أن يعلن عن دعمه لجونسون الأسبوع المقبل.

من جهة أخرى، قال ستيف بيكر، أحد قيادات متشددي بريكست في حزب المحافظين، إنه حذر جونسون من أنه لا مفر من تشكيل تحالف انتخابي مع حزب بريكست إذا توجهت البلاد إلى انتخابات عامة قبل 31 أكتوبر/ تشرين الأول. وأشار أيضاً إلى استعداد عدد من نواب الحزب إلى التصويت إلى جانب نواب المعارضة لإطاحة الحكومة في مساعهم لوقف بريكست من دون اتفاق.

وقال بيكر "إذا دفع بنا المحافظون المعارضون لبريكست إلى انتخابات عامة فإننا سنحتاج إلى تحالف انتخابي مع حزب بريكست للنجاة. وسيكون البرنامج الانتخابي حينها مبنياً على ما يمكن لحزب بريكست وناخبيه التصويت بالموافقة عليه. عدا ذلك فإننا لا نتملك أدنى فرصة في استمرار الدعم لحزب المحافظين كحزب حاكم. وبالطبع في حال ضمان بريكست فإن الوضع سيكون مختلفاً".

وأضاف "أن استمرار بريطانيا كقوة ديمقراطية ومؤيدة للتجارة الحرة يعتمد على هزيمة زعيم حزب العمال جيريمي كوربن. لست شخصياً معجباً بنايجل فاراج لأنه خلق الكثير من المتاعب لحركة بريكست. ولكن ما أراه وللأسف هو نمو حزب بريكست وقاعدته الشعبية إلى حركة واسعة قد تقضي على حزب المحافظين ما لم نضع حداً لذلك".

وعلى الرغم من ذلك، لم يعلن جونسون عن أي التزام حتى الآن، سواء كان حول المناصب الوزارية في حكومة قد يشكلها أو تحالف انتخابي مع حزب بريكست. بل كان قد رفض التعاون مع فاراج، مصرّاً على قدرته وحزبه على تطبيق بريكست في موعده، حتى وإن أدى ذلك إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.

وكان جونسون قد أكد قدرة بريطانيا على تجاوز تبعات بريكست من دون اتفاق والخروج من حالة التقشف التي تحكم سياستها الداخلية منذ وصول المحافظين إلى رئاسة الوزراء عام 2010، في رفض لتصريحات الوزير هاموند.

وقال جونسون إن الأموال المطلوبة ستأتي من عدم دفع بريطانيا التزاماتها لميزانية الاتحاد الأوروبي، والبالغة 39 مليار جنيه إسترليني، (49 مليار دولار أميركي)، في حال عدم الاتفاق.

ويطلق جونسون في حملته الانتخابية كثيراً من الوعود بمزيد من الإنفاق على المدارس وتخفيض الضرائب ودعم الأعمال المتضررة من بريكست، وهو ما دفع وزير المالية إلى التذكير بعدم قدرة الخزينة البريطانية على توفير الأموال المطلوبة.

واشتهر جونسون بإعلان خلال حملة بريكست عام 2016 على إحدى الحافلات يزعم فيه أن بريطانيا ستوفر 350 مليون جنيه إسترليني (437 مليون دولار أميركي) بعد بريكست سيتم تحويلها إلى ميزانية الخدمات الصحية البريطانية. وأدى تضليل هذه الادعاءات للناخب البريطاني إلى ملاحقة قانونية لجونسون.

وكان جونسون قد أصر، أمس الأربعاء، في حملته الانتخابية على أن بريطانيا ستمتنع عن دفع التزاماتها في حال عدم الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، والبالغة 39 مليار جنيه. وأضاف إلى ذلك 26 مليار جنيه (32.5 مليار دولار) تستطيع الحكومة البريطانية استدانتها.

إلا أن امتناع بريطانيا عن الوفاء بتعهداتها سيدفع بالاتحاد الأوروبي لمقاضاتها، كما سيضر مثل هذا التصرف بسمعة بريطانيا دولياً وتجارياً.