هيئة الحوار بالجزائر تدعو لانضمام أعضاء جدد بأوّل اجتماعاتها

هيئة الحوار في الجزائر تدعو لانضمام أعضاء جدد..ورئيسها يطالب السلطة بتنفيذ تعهداتها

28 يوليو 2019
طالب يونس بتغيير الحكومة (تويتر)
+ الخط -

اقترحت "هيئة الحوار الوطني" في الجزائر، اليوم الأحد، توسيع قائمة أعضائها، داعية 23 شخصية سياسية وأكاديمية للمشاركة في إدارة الحوار السياسي لحل الأزمة الراهنة في البلاد، فيما أمهل رئيس الهيئة، كريم يونس، السلطة، أسبوعاً لتنفيذ سبعة شروط تمّ الاتفاق معها بشأنها.

وانتهى أول اجتماع لهيئة الحوار عقد اليوم، إلى إصدارها بياناً يدعو 23 شخصية للانضمام إليها، أبرزها المناضلة الثورية جميلة بوحيرد، ووزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي، 

وثلاثة من رؤساء الحكومة السابقين، مولود حمروش وأحمد بن بيتور ومقداد سيفي، ووزير الاتصال السابق عبد العزيز رحابي، والجنرال السابق في الجيش رشيد بن يلس، والناشطان الحقوقيان مصطفى بوشاشي ومقران آيت العربي.

ودعت الهيئة أيضاً النقابيين الياس مرابط ومسعود بوديبة، ورئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم، والداعية سعيد بويزري، والإعلامية حدة حزام، والزعيم القبلي في الجنوب براهيم غومة، وضريفة بن مهيدي شقيقة الزعيم الثوري العربي بن مهيدي، إلى الانضمام إليها، فيما أعلنت رسمياً ضم أحد شباب الحراك الشعبي، وهو يوسف خنيفر،  ليصبح عدد أعضائها سبعة، إضافة إلى الستة الذين تمّ تكليفهم من قبل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح يوم الخميس الماضي.

وبرغم تأكيد الهيئة، التي يترأسها رئيس البرلمان السابق كريم يونس والخبيرة الدستورية فتيحة بن عبو والخبير الاقتصادي اسماعيل لالماس والنقابي عبد الوهاب بن جلول والأكاديمي عز الدين بن عيسى والعضو السابق في المجلس الدستوري بوزيد لزهاري، سيادة قرارها بضم أي شخصية تعتبر أنها ستساعد على إنجاز الحوار، فإن إعلانها عن مقترح ضم أسماء شخصيات تطالب بمرحلة انتقالية وتتمتع بمواقف مناوئة للجيش، وسبق لقائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح أن وجه إليها اتهامات حادة بالتآمر والسعي للمغامرة بالبلاد، يضعها أمام امتحان جدي لفرض قرارها على السلطة الفعلية، أي الجيش، الذي يتحكم في المسار السياسي للبلاد في الوقت الحالي.
وذكر بيان الهيئة أنها "لجنة غير حكومية لا تقوم على الإقصاء، تتكون من ست شخصيات مستقلة عن الدولة وأجهزتها المختلفة وكذا الحراك، وهي سيدة في مجال اتخاذ قراراتها ومن دون أي تدخل من أيّ جهة، ويمكنها توسيع تشكيلتها بقرار منها".

واعتبرت الهيئة أن الهدف الأساسي لعملها "هو التشاور والاتصال والحوار مع فعاليات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية وشباب وناشطي الحراك، من أجل وضع تصور دقيق لكيفيات الخروج من الأزمة الحالية". 

وكشف بيان الهيئة أنها بصدد وضع أجندة للقاء الأطراف السياسية والمدنية وشباب الحراك، على أن تقوم "بعد انتهاء جولات الحوار بوضع مسودة للمقترحات المقدمة لها، ويمكنها أن تقوم بكل الوساطات الممكنة من أجل التوفيق بين المقترحات، في حالة التناقضات المحتملة بينها، ثم إعداد المقترحات النهائية بعد اجتماع في إطار ندوة وطنية سيدة في اتخاذ قراراتها التي تلزم جميع السلطات العمومية".

وتعهدت الهيئة بعرض مخرجات الحوار الوطني في مؤتمر وطني يضم مجموع الفعاليات التي شاركت في الحوار، للمصادقة النهائية على المقترحات للخروج من الأزمة الحالية، والتي ترفعها الهيئة لرئاسة الدولة من أجل تجسيدها في شكل قوانين، تنظيمات وإجراءات.

وكررت الهيئة في شكل تنبيه إلى السلطة بالإسراع في الاستجابة لما تم الاتفاق عليه بخصوص إجراءات التهدئة وإطلاق سراح المعتقلين ورفع الضغوط على الصحافة

وتخفيف القيود الأمنية على العاصمة.

رئيس هيئة الحوار يمنح السلطة أسبوعاً لتنفيذ تعهداتها
وكان رئيس فريق الحوار الوطني بالجزائر، كريم يونس، قد منح في وقت سابق اليوم السلطة، أسبوعاً لتنفيذ سبعة شروط تمّ الاتفاق معها بشأنها، وتدخل في سياق تدابير التهدئة قبل مباشرة الحوار مع القوى السياسية والمدنية، مهدداً بحل هيئة الحوار أو تعليق عملها، في حال لم تنفذ السلطات تعهداتها.

ونشر يونس بياناً عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد فيه أنه في حال لم تطبق السلطة كل الوعود التي تمّ الاتفاق بشأنها، فإن هيئة الحوار لن تستمر في مهمتها.

وأكد رئيس البرلمان الأسبق أن الشروط السبعة تخص "الإفراج عن المعتقلين في الحراك بشكل عاجل، وفي أقرب وقت، واحترام الطابع السلمي للتظاهرات من طرف قوات الأمن، ووقف أعمال العنف والاعتداء على المتظاهرين السلميين في الحراك، وضمان حرية الإعلام".

ومن الشروط أيضاً "فك الحصار عن العاصمة خلال المسيرات وفتح المعابر للوصول إلى العاصمة خلالها"، حيث تقوم السلطات منذ بدء تظاهرات الحراك الشعبي في 22 فبراير/ شباط الماضي، بغلق مداخل العاصمة الجزائرية، لمنع وصول المتظاهرين إليها، خاصة أولئك القادمين من الولايات الشرقية وولايات منطقة القبائل.  

وإذا كانت الشروط الستة المعلنة ممكنة بالنظر لكونها تتعلق بقرار إداري وتقني، فإن الشرط السابع الذي أعلنه يونس، يخص "تغيير الحكومة الحالية بأخرى توافقية وتكنوقراطية غير متحزبة"، وهو الشرط الذي كان رئيس الدولة عبد القادر بن صالح قد أبلغ أعضاء فريق الحوار الستة أنه ليس من صلاحياته، حيث لا يسمح له الدستور بصفته رئيساً مؤقتاً للدولة (وليس للجمهورية) إقالة الحكومة إلا في حال بادرت هي إلى الاستقالة من تلقاء نفسها.

وهدد كريم يونس بتعليق عمل فريق الحوار في حال لم تنفذ السلطة هذه الشروط في غضون أسبوع، وهي "المهلة المعقولة لذلك"، موضحاً أنه "ربما لم يكن ممكناً تنفيذ هذه الشروط  الأسبوع الماضي (بعد لقاء الفريق برئيس الدولة بن صالح) لكن هذا الأسبوع سيكون حاسماً، وإذا لم يبدأ تنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها الرئاسة، فستجتمع اللجنة وتنظر في إمكانية تعليق عملها وربما الذهاب إلى حل نفسها".

وكان رئيس الدولة بن صالح قد تعهد لأعضاء فريق الحوار الستة الذين التقاهم بمقر الرئاسة الجزائرية الخميس، بالموافقة على اتخاذ تدابير التهدئة و"دعوة العدالة إلى دراسة إمكانية إخلاء سبيل الأشخاص الذين تم اعتقالهم لأسباب لها علاقة بالمسيرات الشعبية، والنظر في إمكانية تخفيف النظام الذي وضعته الأجهزة الأمنية لضمان حرية التنقل، حالما لا يؤثر ذلك على مستلزمات الحفاظ على النظام العام وحماية الأشخاص والممتلكات أثناء المسيرات الشعبية واتخاذ التدابير اللازمة لتسهيل وصول جميع الآراء إلى وسائل الإعلام العمومية وفتحها  لجميع أشكال التعبير السياسي من دون إقصاء".

لكن استمرار التضييق الأمني وغلق الطرقات ونشر أعداد كبيرة من الأمن وسط العاصمة بشكل مستفز للمتظاهرين، وبنفس القدر في تظاهرات الحراك الشعبي يوم الجمعة الأخيرة، والتي جاءت يوماً واحداً بعد تكليف فريق الحوار وإعلان التعهدات، أشاعت لدى الناشطين ومجموع القوى السياسية والمدنية، ولدى فريق الحوار نفسه، الانطباع بعدم وجود نية صادقة لدى السلطة لتنفيذ تعهداتها والتخلي عن المنطق الأمني في التعامل مع الحراك الشعبي.

ويعتقد مراقبون أن هيئة الحوار تحاول دفع السلطة لتنفيذ التعهدات الميدانية، لكسب المصداقية لدى الرأي العام، بعد الصد الشعبي والسياسي الذي واجهته تشكيلة الفريق والتي وصفت بالهزيلة.

دلالات

المساهمون