بن علوي يواصل جهود الوساطة بإيران ويلتقي روحاني ولاريجاني

بن علوي يواصل جهود الوساطة في إيران ويلتقي روحاني ولاريجاني

طهران

العربي الجديد

العربي الجديد
28 يوليو 2019
+ الخط -

التقى وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، في اليوم الثاني والأخير من زيارته إلى طهران، كلا من الرئيس حسن روحاني ورئيس البرلمان علي لاريجاني، وذلك في مؤشر واضح على دخول الوساطة العمانية لخفض التوترات في المنطقة مرحلة جديدة، استدعت مكوث الوزير العماني في العاصمة الإيرانية طهران يومين، واللقاء بكبار المسؤولين الإيرانيين، بحثاً عن إيجاد حلول لهذه التوترات.

وأكّد روحاني، لدى استقباله وزير الخارجية العماني، اليوم الأحد، أن "المسؤولية الأساسية في تأمين أمن مضيق هرمز تقع على عاتق إيران وعُمان"، معتبراً أنّ بلاده حافظت دوماً على أمن الملاحة في مضيق هرمز والخليج وبحر عمان.

ووفقاً لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، عزا روحاني التوترات في المنطقة إلى "الانسحاب الأميركي الأحادي من الاتفاق النووي، والتصورات الواهية للإدارة الأميركية"، معتبراً أنّ "الوجود الأجنبي العسكري في المنطقة لن يحقق أمنها، بل هو مصدر التوترات فيها".

وأكد، في الوقت نفسه، أن بلاده "لم ولن تبدأ أي توتر مع الآخرين".


ولفت روحاني إلى أن "جميع القضايا في المنطقة أصبحت متداخلة ومتشابكة"، داعياً جميع الدول إلى السعي لـ"إرساء الاستقرار المستدام في جميع أنحاء المنطقة".

وحول أزمة الناقلات بين طهران ولندن، جدّد الرئيس الإيراني التأكيد على موقف إيران بوصفه توقيف بريطانيا ناقلتها في جبل طارق بأنه "تصرّف غير قانوني لن ينفعها وستضرر حتماً"، مشددا على أن طهران "ستتصرف بقوة ضد أي انتهاك وتجاوز لقوانين الملاحة، والذي يخاطر بأمن الملاحة في الخليج الفارسي ومضيق هرمز وبحر عمان".

من جهة ثانية، اعتبر روحاني أن "اعتداءات الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وعمليات القتل والتشريد بحقه وتخريب بيوته، من القضايا الأكثر أهمية في المنطقة"، مؤكّداً أنّ "التخطيط الساذج والخطير حول مستقبل فلسطين تحت مسمى صفقة القرن، أمر مقلق".

وحول العلاقات الثنائية، اعتبر روحاني أنّها "علاقات صداقة دوماً طور المزيد من التقدم"، داعياً، في الوقت نفسه، إلى "زيادة الاتصالات والزيارات المتبادلة بغية التطوير الشامل للعلاقات والتعاون بين طهران ومسقط في مختلف المجالات، خصوصاً في مجال الطاقة والتجارة".

بدوره، وبحسب موقع الرئاسة الإيرانية، أكّد وزير الخارجية العماني، خلال اللقاء، عمق العلاقات الإيرانية العُمانية، واصفاً إياها بـ"علاقات صداقة وأخوة"، معتبراً أنها في مختلف المجالات طور التقدم والتوسع.

وأضاف بن علوي أن "المنطقة اليوم تعيش مرحلة الانتقال من أزمات مصطنعة"، مؤكداً أنه "لا يمكن تحقيق أمن مستدام وحقيقي في المنطقة من دون إيران".

لاريجاني: المنطقة لا تستوعب توترات أكثر من حجمها

وخلال لقائه مع بن علوي، اتّهم رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، "دولا في المنطقة"، لم يسمها، ودعاها إلى "تغيير سلوكها وسياساتها لتحقيق أمن مستدام فيها"، قائلاً إن "المنطقة لا تستوعب توترات أكثر من حجمها، ولذلك لا يمكن الاستمرار في الحرب طويلة الأمد على اليمن".

وأكد أن "استراتيجية الجمهورية الإسلامية هي الرقي بأمن المنطقة"، معتبراً أن هذا الأمن "يتحقق من خلال دول المنطقة، والتدخل الأجنبي يؤدي إلى مخاطر يمكن توقّعها".

وتساءل رئيس البرلمان الإيراني عن "انضمام بريطانيا إلى العقوبات الأميركية ضد إيران من خلال احتجاز ناقلتها"، متهماً لندن بـ"سرقة الناقلة الإيرانية"، قائلاً "لا نعرف ما هي الفائدة التي يمكن أن تجنيها هي من خلال هذا التصرف؟".



ووصل وزير الخارجية العماني، أمس السبت، إلى العاصمة الإيرانية، في زيارة معلنة من قبل، والتقى في يومها الأول، نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

وتأتي زيارة بن علوي إلى طهران بعد أقل من شهرين على زيارة "مفاجئة" في ذروة التوتر بين إيران وأميركا.

وقبل أن تطأ قدما بن علوي مجدداً على الأراضي الإيرانية، تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن أنه سيبحث خلال زيارته، التوتر بين طهران ولندن، والتطورات الأخيرة في الخليج، الأمر الذي يعني أن هذا التوتر يكون قد حمّل الوسيط العماني مهمة جديدة، وأن مهمة الوساطة لم تعد بين طهران وواشنطن فقط، وإنما بين الأولى والغرب بشكل عام.

وكشف ظريف، أمس السبت، عبر "تويتر"، أن مباحثاته مع بن علوي تناولت التطورات الإقليمية والأمن في الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان.

وكتب ظريف، في تغريدة له بعد اللقاء: "أنا سعيد جداً لاستضافتي اليوم صديقي البارز يوسف بن علوي وزير الخارجية العماني في طهران، أجريت مباحثات معه حول تأثيرات الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الولايات المتحدة ضد إيران، والعلاقات الثنائية، والتطورات الإقليمية والأمن في الخليج الفارسي ومضيق هرمز وخليج عمان"، من دون أن يكشف مزيداً من التفاصيل.

ذات صلة

الصورة

سياسة

توعّد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، بـ"إغلاق بقية الممرات" المائية الدولية، إذا واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق سكان غزة.
الصورة

سياسة

تحلّ ذكرى وفاة مهسا أميني، والتي كانت أجّجت احتجاجات عارمة في إيران قبل عام، فيما لا تزال السلطة تتعامل من منطلق أمني بحت مع الحدث، الذي حرّك جدلية الحجاب الإلزامي.
الصورة
بريكس في اختتام اجتماعاتها في جوهانسبرغ أمس (Getty)

اقتصاد

تواجه مجموعة بريكس عبر توسيع عضويتها مجموعة من التحديات على صعيد التوافق حول القرارات التي تتخذ بالإجماع، ولكنها تجني بعض الفوائد، إذ تزيد هيمتنها على سوق الطاقة العالمي، وتحصل على تمويلات من الفوائض البترولية لبنك التنمية الآسيوي.
الصورة
توقيف وكيل عقاري في إيران لبيعه شقة إلى كلب (إكس)

منوعات

أوقفت الشرطة الإيرانية على ما أعلنت، الأحد، مدير وكالة عقارية بتهمة "تقويض القيم الأخلاقية" لبيعه شقة لكلب.

المساهمون