خطف وإقالات واغتيالات... حفتر يغيّر قياداته العسكرية والأمنية

خطف وإقالات واغتيالات... حفتر يغيّر قياداته العسكرية والأمنية وهذه الشخصيات مستهدفة

20 يوليو 2019
بنغازي تشهد فوضى أمنية (عبدالله دوما/ فرانس برس)
+ الخط -
تشهد بنغازي فوضى أمنية تزايدت في الآونة الأخيرة، رغم ادعاء قوات اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، سيطرتها على المدينة، فما يزال الغموض يلف مصير عضو مجلس النواب، سهام سرقيوة، بعد اختطافها الأربعاء الماضي على يد مليشيا مسلحة تابعة لأجهزة حفتر، وسط اعتقالات واسعة في صفوف شخصيات أمنية وعسكرية شرق البلاد.

ورغم الروايات العديدة عن ظروف اختطاف النائبة والمطالب الداخلية والخارجية بضرورة إطلاق سراحها إلا أن أجهزة أمن حفتر لم تعلق على الحدث.
وفيما ترى المصادر الأمنية أن اعتقال سرقيوة لا علاقة له بالإعدادات الجارية لعملية حفتر الجديدة في طرابلس، لم تستبعد أن اختطافها جاء على خلفية موقفها المعارض لحفتر من حربه على طرابلس.

وكان رئيس منظمة "ضحايا" لحقوق الإنسان، ناصر الهواري، كشف في تصريح لقناة "ليبيا الأحرار"، الخميس الماضي، عن تورط عادل كوسه الفرجاني قائد أحد الأجهزة الأمنية التابعة لحفتر في حادث خطف سرقيوه.

وفي هذه الأثناء، كشفت مصادر أمنية من بنغازي عن سلسلة من الاعتقالات السرية التي طاولت شخصيات أمنية وعسكرية في مشهد جديد من إجراءات حفتر لتغيير عدد من قياداته.

ورجح عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المنسحب، فتحي المجبري، والموالي لحفتر من تزايد الفوضى الأمنية، في إدراج على حسابه الرسمي أمس الجمعة، أن "تشهد الأيام القادمة مزيداً من عمليات الخطف والقتل وقد تطول أعضاء البرلمان وقادة عسكريين في الجيش".


وكشفت المصادر المطلعة في حديثها لـ"العربي الجديد" أن حفتر أقصى عددا من قياداتهم العسكرية من بينهم نجله صدام، قائد مليشيا "طارق بن زياد". وأصدر قراره بإرجاعها إلى منطقة الهلال النفطي بعد ثلاثة أشهر من مشاركتها في القتال جنوب طرابلس.

وتشير المصادر إلى أن عملية حفتر الجديدة على طرابلس ستعتمد على مليشيا من غرب البلاد، ولا سيما من ترهونة والزنتان، وأخرى مؤلفة من مرتزقة أفارقة والتي سيوكل لها مهمة تأمين المواقع الخلفية.

وفي الصدد، تقول المصادر إن "4 شخصيات بارزة في صفوف قوات حفتر يلف الغموض مصيرها منذ منتصف الأسبوع الماضي"، موضحة أنهم "منير الحاسي آمر سرية الحماية والقبض، وخالد بولغيب آمر الاستخبارات العسكرية، بالإضافة لتحقيقات طاولت آمر الغرفة المركزية لعمليات السيطرة على طرابلس اللواء عبد السلام الحاسي، وآمر محاور القتال جنوب طرابلس عمر مراجع المقرحي"، مرجحة أن إجراءات حفتر تتجه إلى تقليص صلاحياتهم أو استبعادهم من قيادة العمليات.

الانقسام المصري الإماراتي وراء الفوضى

وعن أسباب الفوضى الأمنية، قال المجبري إن انقساماً مصرياً إماراتياً في الملف الليبي وراء الانفلات الأمني في بنغازي، موضحا أن "مصر تدعم الأجهزة الأمنية السابقة، وفي مقدّمتها مجلس النواب. فيما تدعم الإمارات القيادة العامة لجيش والقوات المساندة". وأضاف أنه "ترتب على ذلك فوضى عارمة في الأجهزة الأمنية والشرطية"، مشيرا إلى أن "المؤسسة الأمنية بكافة أذرعها تنفذ تعليمات من خارج ليبيا الآن".

وأكدت المصادر الأمنية ذاتها، والتي فضلت عدم نشر هويتها، أن مليشيا تابعة لحفتر يقودها، سليمان مسلوخة، داهمت خيمة عزاء لأسرة كبلان، ليل البارحة ومنعوا الأسرة من إقامة عزاء لابنهم الذي وجدت جثته ملقاة بالقرب من مقبرة الهواري نهاية الأسبوع ما قبل الماضي رفقة أربعة آخرين.

وتؤكد المصادر أن عملية الاغتيال التي طاولت المدنيين الخمس ارتكبتها مليشيا يقودها قائد الإعدامات، محمود الورفلي، الذي أعاده حفتر للعمل مطلع الشهر الجاري بعد أن رقاه لرتبة "مقدم".

وتؤكد المصادر ذاتها أن الفيديو الذي تداولته منصات التواصل الاجتماعي أمس الجمعة بشكل واسع مظهرا مسلحين يطلقون النار بشكل عشوائي، هم جزء من مسلحي الورفلي الذين كلفهم حفتر بإعادة ضبط السيطرة على المدينة.
ويظهر الفيديو المنتشر شباناً مدنيين يطلقون النار بشكل عشوائي في إحدى طرقات بنغازي وبين الأحياء، فيما اعتبرهم ناشطون إعلانا عن رجوع مسلحي الورفلي بعد أيام من العثور على خمس جثث بالقرب من مقبرة الهواري التي شهدت تفجيرا بواسطة سيارة مفخخة أثناء مراسم دفن أحد قيادات حفتر البارزة، في مشهد يعيد للأذهان عمليات الاغتيال والقتل التي كان ينفذها الورفلي عقب كل تفجير تشهده بنغازي.


وعادت موجة الانتقادات والسخط القبلي والأهلي لبنغازي الأسابيع الماضية، فقد عبر عدد من زعامات قبيلة العواقير، خلال فيديو متداول في العاشر من الشهر الجاري، عن استياءهم من هيمنة حفتر على بنغازي وإبعاد أبناء القبيلة من مناصبهم ومنع آخرين من تولي مناصب أمنية بالمدينة.

وتداول نشطاء صورا لرئيس وحدة مكافحة الإرهاب، عادل مرفوعة العقوري، وبجانبه صورة لحفتر، قالوا إنه أجبر على وضعها على مكتبه بعد اختطافه وتعذيبه بعد مشاركته في اجتماع قبيلة العواقير.