الحكيم يحشد أنصاره في تظاهرات محافظات العراق الجنوبية

الحكيم يحشد أنصاره في تظاهرات محافظات العراق الجنوبية

19 يوليو 2019
من مسيرة لأنصار الحكيم في العراق (أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -
يستعدّ الآلاف من أنصار رجل الدين العراقي وزعيم "تيار الحكمة"، عمار الحكيم، للتظاهر بعد عصر اليوم الجمعة، في محافظة البصرة ومدن أخرى جنوبي العراق، للمطالبة بحزمة إصلاحات مختلفة في الجانبين الخدماتي والأمني في تلك المناطق، وهي تظاهرة اعتبرت سياسيّة، يستخدم فيها الحكيم الشارع لأول مرة منذ إعلان اختياره معسكر المعارضة للحكومة الحالية.

وقال معنيون بتنظيم الاحتجاجات في البصرة، إنّ التظاهر سيكون سلمياً، من دون أية مخالفات.
وقالت مصادر في وزارة الداخلية في بغداد، إنّ القوات العراقية انتشرت بشكل مكثف منذ صباح اليوم، أمام مبنى محافظة البصرة ومجمعات حكومية في مدن عدة مجاورة لها، مثل ذي قار وواسط والمثنى والقادسية والنجف، مؤكدة لـ "العربي الجديد"، أنّ قوات الأمن ستقوم بتوفير الحماية للمتظاهرين، فضلاً عن ضمان عدم خروج الاحتجاجات عن مسارها السلمي.

التظاهرات التي يُتوقّع أن يكون ثقلها الأكبر في البصرة أقصى جنوب العراق، تحمل أبعاداً سياسية، من أبرزها استهداف المحافظ الحالي أسعد العيداني الذي يُعتبر أبرز خصوم عمار الحكيم، في المحافظة الغنية بالنفط والمطلّة على مياه الخليج العربي، وستكون خالية من قادة التظاهرات المعتادة في المدينة منذ أسابيع.

ووفقاً لمصادر داخل لجان التنسيق المشتركة بالتيار المدني في البصرة، فإنهم لن يشاركوا في التظاهرات كونها سياسيّة، وتتخذ من شعار المطالبة بالخدمات غطاءً لها.
وقال عضو تنسيقية الزبير أحمد عباس لـ"العربي الجديد"، إنها تظاهرة مسيسة و"لا علاقة لسكان البصرة بها"، وفقاً لقوله.

إلى ذلك، قال أحمد السليطي، وهو أحد منظمي تظاهرات "تيار الحكمة" في البصرة، إنّ المشاركين لن يرفعوا شعارات معادية لأحد، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أنّ المطالب ستركز على توفير الخدمات، ومحاسبة الفساد، ومراقبة أداء الحكومة المحلية، وتنفيذ الاستحقاقات السياسية التي توجب رحيل المحافظ إلى البرلمان، بعد حصوله على مقعد نيابي في الانتخابات التشريعية التي أجريت في مايو/ أيار 2018.

وفي السياق، قال الأمين العام لـ"تيار الحكمة" في البصرة غسان الشويلي، إنّ المحافظ وافق على الطلب الخاص بتظاهر تياره في البصرة، المقرّر أن ينطلق مساء الجمعة أمام مجمع المباني الحكومية، مؤكداً، في تصريح صحافي، أنّ التظاهرة ستعمل من أجل تقويم الأداء الحكومي.
ونفى مشاركة أي متظاهر من خارج البصرة في احتجاجات المحافظة، مبيناً أنّ 14 محافظة عراقية ستشهد تظاهرات، وكلّ شخص سيتظاهر في محافظته.

وفي ما يتعلق بالمطالب، أوضح الشويلي أنّ تلك "الخاصة بعمل الحكومة المحلية بشقها التنفيذي ستُسلّم الى المحافظ، وهناك مطالب تخص العمل الرقابي والتشريعي ستُسلّم الى مجلس المحافظة"، لافتًا إلى تشكيل لجان بهدف الحفاظ على سير التظاهر. وأعلن محافظ البصرة أسعد العيداني عن موافقته على التظاهرة، شرط أن تكون مقتصرة على أبناء البصرة حصراً.

من جهته، قال قائد الشرطة في البصرة الفريق رشيد فليح، إنّ تظاهرات "تيار الحكمة" ستكون قرب ديوان المحافظة، موضحاً أنّ القوات العراقية ستتولى حماية المتظاهرين، مشيراً إلى وجود تنسيق مع منظمي التظاهرة لمنع دخول المندسين.

ووفقاً لمصادر سياسية مطلعة، فإنّ الهدف الأساس للتظاهرة هو إرغام المحافظ أسعد العيداني على الاستقالة والذهاب للبرلمان. وقالت المصادر لـ"العربي الجديد" إنّ "تيار الحكمة" يعتقد أنّ منصب محافظ البصرة من استحقاقاته التي لا يمكن التفريط بها. واعتبر العيداني أنّ تصريحات قيادات في التيار، أُطلقت مؤخراً تجاهه، لا يمكن أن تستفزه، مؤكداً في مقابلة متلفزة، أنّ تظاهرة البصرة لا يمكن أن ترعبه.