مقتل 6 سودانيين بالرصاص والدهس والتعذيب على يد "الجنجويد"

مقتل 6 سودانيين بالرصاص والدهس والتعذيب على يد قوات حميدتي

16 يوليو 2019
مليشيا "الجنجويد" متهمة بارتكاب انتهاكات واسعة (Getty)
+ الخط -
اتهمت لجنة أطباء السودان المركزية، اليوم الثلاثاء، قوات الدعم السريع (الجنجويد)، التي يقودها نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بقتل شاب بعد تعذيبه وآخرين في مدينة الضعين في غرب السودان، وهو ما قالت إنه يرفع عدد القتلى بأيدي هذه القوات إلى ستة أشخاص في ثلاثة أيام. 

وقالت اللجنة، في بيان على صفحتها على فيسبوك: "في نهار الاثنين قام أفراد ينتمون لمليشيا الجنجويد بضرب وتعذيب عدد من الشباب في مدينة الضعين ولاية شرق دارفور"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وتابعت أن ذلك أسفر عن مقتل "الشاب مدثر عبد الرحمن حسن بالتعذيب". وأوضحت اللجنة أنّ الحادث بدأ حين اتهم عناصر القوات الشباب بسرقة هواتف محمولة.

وأفاد شاهدان من سكان المنطقة أنّ القوات اعتقلت خمسة شباب بعد واقعة السرقة المزعومة من استراحة للقوات واقتادتهم إلى منطقة خارج المدينة، حيث قامت بتعذيبهم، قبل أن يعودوا ويلقوا بهم في الشارع.

وذكر الشاهدان، اللذان رفضا ذكر اسميهما لأسباب أمنية، أن سكان المدينة بعد أن انتهوا من دفن القتيل خرجوا في مسيرة إلى استراحة قوات الدعم السريع وأحرقوها. وأوضحا أنّ "قوات الأمن تحفظت على عناصر قوات الدعم السريع التي ارتكبت عملية التعذيب والقتل". 

ويأتي الحادث في سياق تجاوزات أخرى نسبت لهذه القوات خلال الأيام الأخيرة، إذ قالت لجنة الأطباء، في بيانها، إنّه في "آخر ثلاثة أيام فقط فاضت أرواح 6 مواطنين سودانيين سلميين عزل بالرصاص والدهس والتعذيب".

وفي مدينة أم درمان، قالت اللجنة إن عربة تابعة لقوات الدعم السريع دهست الاثنين أسرة كاملة، ما أسفر عن مقتل امرأتين وطفلين.

وتتضمن الحصيلة أيضا متظاهرا قتل بالرصاص الأحد في مواجهات بين متظاهرين وقوات الدعم السريع في مدينة السوكي في ولاية سنار في جنوب شرق السودان.

وقُتل المدني بعدما تجمّع محتجون في السوكي للمطالبة بخروج قوات الدعم السريع من المدينة، وفق سكان ولجنة أطباء السودان المركزية المرتبطة بحركة الاحتجاج، بينما ذكر محتجون أنّ قوات الدعم فتحت النار على المتظاهرين.

وذكرت اللجنة في بيانها أن "استمرار هذه الهمجية والعبث بسلامة المواطنين من قبل مليشيا الجنجويد، وعدم خضوعها لأي قانون أو عرف أو أخلاق، يؤكد أنها تجد غطاءً وحمايةً من المجلس العسكري"، وهو ما قالت إنه "يجعلها لا تتورع في مواصلة التصرف كما تشاء لها طبيعتها البربرية".

ولم يرد متحدث باسم قوات الدعم السريع على اتصالات ورسائل وكالة "فرانس برس". 

ومساء الإثنين، تظاهر عشرات السودانيين في شوارع أحد أحياء الخرطوم، احتجاجاً على مقتل المدني في مدينة السوكي.

وأحاطت شرطة مكافحة الشغب بالمتظاهرين الذين لوّحوا بالأعلام السودانية، ورددوا هتافات ثورية في حي بوري في شرق الخرطوم، الذي يعدّ مسرحاً للاحتجاجات منذ انطلاق شرارتها في ديسمبر/ كانون الأول، وفق ما ذكرته "فرانس برس".

والتظاهرة جاءت بعد ساعات على تفريق الشرطة لتظاهرة أخرى في المدينة.


وفي وقت سابق الإثنين، خرج نحو 200 شخص في تظاهرة منفصلة وهم يهتفون "حكم مدني، حكم مدني" في محطة حافلات في وسط الخرطوم، بسبب أحداث العنف في السوكي.

لكن شرطة مكافحة الشغب فرّقتهم بسرعة وأطلقت الغاز المسيل للدموع، وفق شهود قالوا إنّ الشرطة ضربت أيضاً عدة متظاهرين ووضعتهم داخل شاحنات، في حين تم نشر أعداد كبيرة من عناصر الشرطة في المنطقة.

إلى ذلك، يستأنف المجلس العسكري وقوى "إعلان الحرية والتغيير"، مساء اليوم الثلاثاء، جلسات التفاوض المباشر بينهما، وذلك وسط ظلال من الشك حول إمكانية تجاوز خلافاتهما حول الترتيبات الدستورية للمرحلة الانتقالية.

وتوقف التفاوض يوم الجمعة الماضي بين الطرفين، بعد اتفاقهما على مبادئ سياسية تتعلق بترتيبات وهياكل الحكم  الانتقالي، غير أن مساحة الخلاف اتسعت بينهما بعد مقترح وثيقة دستورية صاغته لجنة فنية، وسلمته الوساطة (الأفروإثيوبية) للطرفين.

ووجد المقترح اعتراضاً واسعاً من الأحزاب والكتل التي تشكل قوى "إعلان الحرية والتغيير"، والتي عكفت على دراسته خلال الأيام الماضية.