واشنطن تقيّد تحركات ظريف في نيويورك... وطهران تردّ

واشنطن تقيّد تحركات ظريف في نيويورك... وطهران تردّ

15 يوليو 2019
تحركات ظريف مقيدة بنيويورك (صفا كاراشان/ الأناضول)
+ الخط -
فيما أعلنت واشنطن فرضها قيوداً على تحركات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، خلال زيارته نيويورك للمشاركة في اجتماعات أممية، قللت السلطات الإيرانية من أهمية الخطوة، معتبرة إياها اعترافاً بـ"القلق من تأثير زيارات عمل وزير الخارجية الإيراني على الرأي العام الأميركي والعالمي".

وذكر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس الأحد لصحيفة "واشنطن بوست"، أن الإدارة الأميركية منحت ظريف تأشيرة الزيارة لنيويورك لممارسة نشاطاته في الأمم المتحدة، لكنه أكد في الوقت نفسه، فرض قيود مشددة على تحركاته أثناء وجوده في المدينة الأميركية.
وبحسب بومبيو، يسمح لظريف بالتنقل فقط بين مقر الأمم المتحدة وستّ تقاطعات قريبة من مقر إقامة السفير الإيراني في الأمم المتحدة والبعثة الإيرانية.
وعزا المسؤول الأميركي أسباب هذا الإجراء، إلى عدم سماح طهران بزيارة الدبلوماسيين الأميركيين لها، قائلاً: "لذلك لا نرى سبباً في أن يتنقل الدبلوماسيون الإيرانيون بحرية في مدينة نيويورك".
واتهم بومبيو نظيره الإيراني باستغلال الحريات الموجودة في الولايات المتحدة لنشر دعايات "مغرضة"، قبل أن يعتبره داعماً للاستبداد وقمع حرية التعبير واعتقال المعارضين الإيرانيين وانتهاك حقوق المرأة في إيران، بحسب تعبيره.
وتعليقاً على القرار الأميركي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، في وقت متأخر من مساء الأحد لوكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، إن "بومبيو اعترف بأنه قلق من تأثيرات زيارات عمل وزير الخارجية الإيراني على الرأي العام الأميركي والعالمي".
وحاول موسوي التقليل من أهمية قرار وزير الخارجية الأميركية، بالقول إن ظريف "عادة يتنقل بين مقر الأمم المتحدة والبعثة الإيرانية ومقر السفير الإيراني"، مضيفاً أنه "يجري جميع لقاءاته وخطاباته في هذه المراكز".


وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في 24 يونيو/ حزيران، إن ظريف سيوضع على قائمة سوداء في ذلك الأسبوع، وذلك بعد أن فرضت واشنطن في اليوم نفسه عقوبات على المرشد الإيراني علي خامنئي، وقيادات كبار في الحرس الثوري.
لكن وكالة "رويترز" نقلت الجمعة الماضية عن مصدرين مطلعين، أن الولايات المتحدة قررت ألا تفرض عقوبات عليه في الوقت الحالي.
وقال أحد المصدرين، إن بومبيو كان قد عارض إدراج ظريف على القائمة "في الوقت الحالي".
لذلك، فإن بومبيو الذي نجح في فرض كلمته على البيت الأبيض لعدم فرض العقوبات على ظريف، قد يهدف بالدرجة الأولى من خلال تقييد تحركات الأخير إلى استرضاء زملائه من الصقور أمثال مستشار الأمن القومي جون بولتون، قبل أن يحاول الحيلولة دون تأثير التحركات الدبلوماسية لوزير الخارجية الإيراني.
ووصل ظريف أمس الأحد إلى مدينة نيويورك الأميركية للمشاركة في اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة حول التنمية المستدامة، عازياً زيارته إلى شرح إنجازات بلاده في مجال التنمية المستدامة للعالم.
كما أكد ظريف للمراسلين، أنّه سيوضح كذلك للمجتمع الدولي "أن أميركا تشكل عقبة أساسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تصرفاتها وممارستها الإرهاب الاقتصادي، ومنعها إقامة علاقات دولية عادية في المجال الاقتصادي".
وتعتبر زيارة ظريف إلى نيويورك الثانية له خلال هذا العام، إذ سبق أن زارها خلال إبريل/ نيسان الماضي للمشاركة باليوم الدولي الأول للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام.

واستغلّ ظريف زيارته السابقة للدفاع عن سياسات بلاده والاتفاق النووي كثمار للدبلوماسية المتعددة الأطراف، منطلقاً من ذلك لمهاجمة سياسات الولايات المتحدة لانسحابها من الاتفاق وشنّ "حرب اقتصادية شرسة" على إيران.
ويقود ظريف منذ أشهر الدبلوماسية الإيرانية، في مواجهة استراتيجية "الضغط الأقصى" الأميركية، بعد انسحابها من الاتفاق النووي وما تبعه من عقوبات.
وفي السياق، قام ظريف بجولات خارجية مكثفة وتنقل بين عواصم عدة؛ إقليمية ودولية، لشرح سياسات بلاده وإحداث اختراقات كبيرة في علاقاتها الخارجية، في وقت هي بأشدّ الحاجة إلى ذلك في مواجهة السياسات الأميركية.
لكن زيارة ظريف إلى نيويورك لها أهداف أخرى أيضاً، فضلاً عن مزيد من التواصل مع العالم للتحشيد ضد واشنطن، في مقدمتها السعي إلى نقل المعركة السياسية والإعلامية إلى العمق الأميركي.
وفي السياق، يتوقع أن يردد ظريف كثيراً مصطلح "الفريق باء" خلال زيارته الثانية لنيويورك، بعدما أطلق في زيارته إليها في إبريل/ نيسان الماضي، المصطلح ذاته في حواراته مع قنوات أميركية، وخاصة قناة "فوكس نيوز"، ليحضر بقوة بعد ذلك في تغريداته على "تويتر" ومقابلاته وتصريحاته في مواجهة السياسات الأميركية ضد إيران.
ويقصد ظريف بـ"الفريق باء" كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وبولتون.