تركيا تواصل تسلم "إس-400"... وأردوغان: بإمكان ترامب منع العقوبات

تركيا تواصل تسلم "إس 400"... وأردوغان: بإمكان ترامب منع العقوبات

14 يوليو 2019
أردوغان: على ترامب إيجاد حل وسط (أحمد بولات/الأناضول)
+ الخط -


تواصلت
 اليوم الأحد، عملية تسليم منظومة "إس 400" الروسية للدفاع الجوي لتركيا، رغم التحذيرات الأميركية، بينما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ نظيره الأميركي دونالد ترامب يملك سلطة الإحجام عن فرض عقوبات على بلاده، وعليه إيجاد "حل وسط" في هذا الخلاف.
ووصلت، اليوم الأحد، ثلاث طائرات جديدة محملة بالمعدات إلى قاعدة جوية قرب أنقرة، وأعلنت وزارة الدفاع التركية، في تغريدة على "تويتر"، أنّ "التسليم يتم كما هو مقرر"، مرفقة إياها بصور تظهر وصول المعدات إلى قاعدة "مرتد" الجوية قرب العاصمة.

وبدأت عملية التسليم، الجمعة، في وقت تعارض فيه واشنطن بحزم شراء أنقرة لهذه المنظومة الروسية كونه يتضارب في رأيها مع رغبة تركيا في شراء مقاتلتها الشبح الجديدة "إف-35"، ويثير الخشية من كشف الأسرار التقنية لتلك الطائرة.

ودعا أعضاء في الكونغرس جمهوريون وديمقراطيون إلى إلغاء تسليم أنقرة مقاتلات "إف 35"، وطلبوا فرض عقوبات على المسؤولين الأتراك المنخرطين في الصفقة مع روسيا. لكن أنقرة رفضت حتى الآن كل التحذيرات الأميركية.



في غضون ذلك، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، على أنّ شراء المنظومة لم يكن "خياراً بل ضرورة" للأمن القومي، مضيفاً أنه من الممكن التباحث قريباً مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام تركية التقته.

وتابع وفق ما نقلت جريدة "صباح" اليومية، أنّ "اتفاق منظومة إس-400 هو حالياً الاتفاق الأهم في تاريخنا"، مؤكداً أنّ بلاده ستستلم كامل المنظومة بحلول إبريل/ نيسان 2020، وأنّ الاتفاقية تتضمن الإنتاج المشترك مع روسيا. وأوضح أنّ الجيش التركي سيكون المتحكم الفعلي بشكل كامل بالمنظومة الدفاعية الروسية.

وقال أردوغان إنه "تتم معاقبة تركيا بدلاً من تقديرها بسبب الدور الذي تلعبه من أجل أمن واستقرار المنطقة"، ضارباً مثالاً على ذلك بعدم استجابة أي من الدول الغربية لدعوته لإنشاء منطقة آمنة خالية من الإرهابيين على طول حدود سورية، ما نجم عنه "تصاعد التهديد الإرهابي المنطلق من داخل الأراضي السورية إلى تركيا، وسقوط القنابل والصواريخ على المدن الحدودية التركية".

وأضاف أنّ "تركيا، أحد أكبر الدول الداعمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بدأت حينها البحث عن أنجع الطرق لضمان أمنها في مواجهة هذا التهديد، وأرسلت عدداً من دول الحلف أنظمة دفاع صاروخي إلى تركيا بشكل مؤقت، وفي وقت لاحق تم سحب بعض من هذه الأنظمة".

وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده حاولت خلال فترة حكم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، التوصل إلى صفقة مع الولايات المتحدة لشراء منظومة "باترويت" الصاروخية، إلا أنّ الكونغرس لم يوافق، وفي النهاية تم الاتفاق مع روسيا على شراء منظومة "إس 400" بعد مفاوضات طويلة ومعقدة.

ولفت إلى أن بلاده شريك من بين تسع دول في تصنيع مقاتلات "إف 35"، مبيناً أن تركيا بلد مساهم في إنتاجه، معتبراً أن ما تلوح به الولايات المتحدة من إقصاء لتركيا من المقاتلات، لا يليق بسلوك صديق وشريك. 

وأعرب أردوغان عن ثقته بأن نظيره الأميركي دونالد ترامب، لا يتشاطر الأفكار نفسها مع مسؤولي إدارته بخصوص بيع مقاتلات "إف 35" إلى تركيا.

"حل وسط"

وبحسب ما نقل تلفزيون "خبر ترك" عنه، فقد رأى الرئيس التركي أن ترامب يملك سلطة الإحجام عن فرض عقوبات على تركيا لشرائها أنظمة الدفاع الجوي الروسية، وأن عليه إيجاد "حل وسط" في هذا الخلاف.

وأوضح أنّ ترامب "لديه سلطة الإحجام عن أو تأجيل (تطبيق) قانون مجابهة خصوم الولايات المتحدة بالعقوبات"، في إشارة إلى العقوبات الأميركية الرامية لمنع الدول من شراء عتاد عسكري من روسيا.

وأضاف أردوغان، وفقاً لـ"خبر ترك"، أنه "بما أن هذا هو الوضع، فإن على ترامب إيجاد حل وسط". وقال أردوغان "الآن لا أعتقد أن ترامب يتفق في الرأي مع من هم دونه (من المسؤولين الأميركيين)، وقد قال ذلك أمام كل وسائل الإعلام العالمية".

ورأى الرئيس التركي أنّ امتلاك تركيا منظومة "إس 400" يعزز من قوة حلف شمال الأطلسي، معتبراً أنه ينبغي على "الناتو أن يكون سعيداً لهذا".


وحول مقترح السيناتور الديمقراطي الأميركي بوب مينينديز، بشأن فرض عقوبات على تركيا بإقصائها من برنامج طائرات "إف 35" لشرائها "إس 400"، قال أردوغان إنّ "هذا شخص يكنّ العداء لتركيا".

واعتبر أنّ تهديد السيناتور بإقصاء تركيا من برنامج "إف 35"، يمثل "تهديداً أحمق يهدف إلى تقويض العلاقات التركية الأميركية"، مشدداً على أهمية عدم تضرر علاقات البلدين من هذا التهديد.


(فرانس برس، الأناضول)