مركز أبحاث إسرائيلي: التعاون مع الصين يهدد العلاقات الأميركية

مركز أبحاث إسرائيلي يحذر من تهديد التعاون مع أميركا بسبب الصين

13 يوليو 2019
نتنياهو مع وانغ كيشن نائب الرئيس الصيني(آريل شاليت/فرانس برس)
+ الخط -
حذر "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، صنّاع القرار في تل أبيب من خطورة أن تفضي الشراكات الاقتصادية والتجارية المتنامية مع الصين إلى تهديد العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

وفي تقدير موقف أصدره ونشر على موقعه أمس، دعا المركز المسؤولين الإسرائيليين إلى اتخاذ كل الاحتياطات التي تضمن عدم تأثر مصالح إسرائيل الاستراتيجية بالحرب التجارية المحتدمة بين بكين وواشنطن.

وحسب التقدير، الذي أعده الجنرال أساف أوريون، القائد الأسبق في شعبة الاستخبارات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي "أمان"، فإن إسرائيل مطالبة بإحداث توازن في العلاقة بين القوتين العالميتين، بشكل يضمن لها استغلال الفرص الاقتصادية الكامنة في العلاقة التجارية مع الصين، من دون أن يفضي ذلك إلى المس بالتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.

وحث أوربيون، مدير برنامج "العلاقة الصينية الإسرائيلية" في المركز، على وجوب أن تولي القيادة الإسرائيلية اهتماماً كبيراً بالتحفّظات الأميركية على أنماط التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين، وأن تتجنّب أنماط الشراكات الاقتصادية مع الصين التي ترى واشنطن أنها تمثل تهديدا مباشرا لمصالحها الاستراتيجية.

وشدد التقدير على أن إسرائيل مطالبة باستنفاذ الطاقة الكامنة في العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين فقط في المجالات التي ترى الولايات المتحدة أنها تنطوي على تهديد محدود. ولفت إلى وجوب إجراء حوار متواصل مع الإدارة الأميركية لتبديد مخاوفها من تبعات الشراكات الاقتصادية والتجارية مع بكين التي ترى فيها واشنطن أنها تنطوي على مستوى خطر متدن أو أنها لم تبلور تصورا إزاءه.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة أبدت تحفّظات أمام إسرائيل على فتح السوق الإسرائيلي أمام استثمارات صينية في مجال بنى الاتصالات، لاسيما في كل ما يتعلق بالبنى التي تعتمد الجيل الخامس، وهو المجال الذي تبدي الولايات المتحدة إزاءه حساسية كبيرة.

وأشار إلى أن إسرائيل ستحرص على تجنّب تضمين منظومات الاتصال التي تستند إلى الجيل الخامس مركبات صينية استجابة للطلب الأميركي. ولفت إلى أن التحدي الذي تواجهه تل أبيب يتمثل في كيفية التعاطي مع التحفّظات الأميركية على الاستثمارات الصينية في إسرائيل، وبالأخص في كل ما يتعلق بمشاريع البنى التحتية الضخمة والموانئ.

وقال المركز إن إسرائيل مُطالبة باتباع استراتيجية "إدارة المخاطر" في تعاطيها مع الاستثمارات الصينية في مجال البنى التحتية، بحيث تسعى لتحقيق أكبر قدر من العوائد من هذه الاستثمارات من دون أن يسهم ذلك في الإضرار بعلاقتها مع واشنطن.


وأشار إلى أن التحديات التي يمكن أن تثير حفيظة الولايات المتحدة مستقبلاً تتمثل في الشراكات التي يمكن أن تطورها إسرائيل مع الصين في مجال إنتاج "الروبوتات"، الفضاء، الابتكار، وغيرها. وحث المركز صنّاع القرار في إسرائيل على استخلاص العبر من تجارب دول أخرى ترتبط بشراكات اقتصادية وتجارية مع الصين، وفي الوقت ذاته يجمعها تحالف بالولايات المتحدة.

وحسب المركز، فإنه يتوجب على إسرائيل تقليص الحاجة إلى الشراكات الاقتصادية والتجارية مع الصين في حال توفر بديل أميركي، مشيرة إلى وجوب العمل من أجل زيادة مستوى الشراكة مع الولايات المتحدة في مجال الاقتصاديات التي تعتمد على التقنيات المتقدمة وتوسيع مجال التعاون في مجال الابتكارات.