مؤتمر حرية الإعلام: إيجابيات ولكن

مؤتمر حرية الإعلام: إيجابيات ولكن

13 يوليو 2019
من المؤتمر في لندن (تايفون سالسي/الأناضول)
+ الخط -

انتهى يوم الخميس الماضي في العاصمة البريطانية لندن المؤتمر الدولي لحرية الإعلام الذي نظمته كل من الحكومة البريطانية والحكومة الكندية، بمجموعة من التوصيات الهامة المتعلقة بحرية نقل المعلومات وحماية الصحافيين وترسيخ قيم الديمقراطية. وكانت المشاركة واسعة في المؤتمر الذي حضره نحو 1500 شخص، بين ممثلين عن منظمات مجتمع مدني تدعم الإعلام وإعلاميين وممثلين عن حكومات، لكن على الرغم من العدد الكبير لجلسات النقاش حول مواضيع مختلفة مرتبطة بأهداف المؤتمر إلا أن المؤشر الأساسي لنجاحه، هو مدى القدرة على تنفيذ مخرجات ما توصل إليه من توصيات بشكل فعلي، ومدى قدرته على المساهمة في تعزيز حرية الاعلام وحماية الصحافيين.

في السياق، لوحظت مؤشرات إيجابية عدة في المؤتمر توحي بجدية العمل، لعل أبرزها اهتمام الحكومات ومشاركتها بتمثيل عالي المستوى، عبر حضور عدد من وزراء خارجية بعض الدول وممثلين عن حكومات. كما أن الإعلان عن تقديم دعم مادي إضافي من قبل الحكومتين البريطانية والكندية لدعم حماية الصحافيين وحرية الإعلام، هو مؤشر إيجابي آخر على جدية منظمي المؤتمر بتحقيق نتائج إيجابية على هذا الصعيد. ومن المؤشرات الهامة الإيجابية في المؤتمر، هو التعاطي معه كبداية لحملة عالمية من أجل حرية الاعلام وحماية الصحافيين ما يساعد على انخراط حكومات دول أخرى في هذه الحملة، وتحقيق نتائج إيجابية، بالإضافة إلى انفتاح المنظمين على جميع المبادرات التي تساهم في تحقيق أهداف المؤتمر. وهو أمر قد يساعد في بلورة أفكار من قبل الصحافيين والمؤسسات التي تعمل ضمن ظروف قمعية وضمن مناطق نزاع، قد تكون أكثر واقعية وأكثر ملامسة للواقع، ولعل أهم مؤشرات نجاح المؤتمر هو اتخاذ موقف حازم تجاه وسائل الإعلام التي تعمل على تزوير الحقائق ومنعها من حضور المؤتمر مثل قناة "روسيا اليوم".

إلا أن كل هذه المؤشرات الإيجابية لا يمكنها أن تحقق نتائج ملموسة ما لم يتم التعاطي معها بشكل مسؤول من قبل الجهات المشرفة على تطبيقها، إذ من الممكن أن تؤدي المشاريع التي لا تتم دراستها وفق أسس تراعي البيئة التي ستنفذ من خلالها إلى نتائج عكسية تماماً. فمشاريع حماية الصحافيين على سبيل المثال، معظمها يصطدم بآليات بيروقراطية تنهي دورها في هذه الحماية، بسبب عدم دراسة البيئة التي تنفذ فيها تلك المشاريع بشكل وافٍ، وكذلك موضوع الدعم المالي فهو يأتي غالباً بنتائج عكسية، ما لم يوظف بشكل صحيح. والدور الرئيسي في نجاح هذا المؤتمر يقع على عاتق المنظمات الوسيطة التي تشرف على تنفيذ المشاريع، فإما تُفشلها أو تساهم في نجاحها.

المساهمون