المرزوقي لـ"العربي الجديد": الإمارات تتربص بالثورة التونسية

وأكد الدكتور محمد المنصف المرزوقي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن قوى إقليمية ودولية "تتربص بالثورة التونسية لأنها لا تريد لتونس أن تكون ديمقراطية، وعلى رأس هذه القوى الإمارات، واليوم أصبحت محاولات وتدخلات هذه الدولة وغيرها من القوى مكشوفة".

وأكد المرزوقي أن على هذه القوى أن تترك تونس وشأنها، فتونس "لا تتدخل في شؤونهم وعليهم عدم التدخل فيها"، مشيرا إلى أن انسحاب الإمارات من اليمن وفشلها في محاولة الاقتراب من الجزائر دليل على عدم نجاحها في مساعيها، داعيا التونسيين إلى عدم السماح لـ"قوى الشر بإفشال التجربة الديمقراطية والالتفاف حول دولتهم الوطنية".

وحول الاستعدادات للانتخابات المقبلة ردّ بأنهم مستعدون في حزب حراك الإرادة، وأن التحالفات مع عدد من الأحزاب لا تزال مفتوحة، مضيفاً أن تلك هي قواعد اللعبة الديمقراطية وأن على التونسيين حسن الاختيار بحسب البرامج والتوجهات لا الأشخاص.

وقال الدكتور محمد المنصف المرزوقي خلال النقاش الذي التأم بضاحية قمرت إن السؤال تونس إلى أين؟ "يعني أننا بحاجة للتوقف لمعرفة إلى أين نسير؟ ولكن العالم إلى أين؟ والوضع الإقليمي إلى أين؟ مشيراً إلى أنه يعيش هاجساً ونوعاً من المخاوف لما ينتظر تونس من مخاطر ممكنة.

وأفاد المرزوقي بأنه كان على يقين بحصول موجة ثانية من ثورات الربيع العربي مثل الجزائر والسودان، رغم تحذيرات القوى المضادة التي عملت على عدم استمرار هذه الثورات، "ولكن استمرت الثورات في الجزائر والسودان، بل إن هؤلاء تعلموا من ثورة تونس ومن بقية الثورات العربية، ففي الجزائر مثلاً لم يبنوا على القديم وتعلموا من خيبات بقية الشعوب وبالتالي الثورة المضادة في ورطة ولم يبق لها من سند سوى السند الخارجي ولكنها ستفشل".

وأشار الرئيس التونسي السابق إلى أن الدول الغربية "لا تدافع عن الديمقراطية في الدول العربية وأن دمقرطة العالم العربي ستكون دون الغرب، فالدول الغربية عادت إلى سياستها القديمة، فمثلا في مصر يتم دعم السيسي وكأن لا هم للدول الغربية سوى دعم الدول الدكتاتورية، وهو أمر مرتبط بعيب هيكلي في الديمقراطية والبحث عن المصالح".

واعتبر أن الدولة الوطنية والديمقراطية "تتم دائما محاولات اختطافها من قبل عصابات ولوبيات، والصراع لا ينتهي والثورة ليست جاهزة بل تتطور على مر الأزمان"، مبينا أنه لا بد من الوقت لتنجح أي ثورة.

وحول الخميس الأسود في تونس (مرض الرئيس والاعتداءات) قال المرزوقي إن "هناك من ضغط على الزر وإن غرف العمليات الخارجية اشتغلت، ولكنه كان يوم انتصار لتونس، ونجا الرئيس ما جنب تونس مأزقاً كبيراً، وحماها الله مما كان سيحصل رغم محاولة إفشال التجربة الديمقراطية".

وبين أن انتخابات 2019 "ستكون فرصة لنضج الشعب والاتعاظ من الماضي"، مبينا أن "هناك قوى تراهن على تونس وأخرى تحاول ضربها، ولكن لتونس مصادر قوة مهمة نابعة من الذات".

وأفاد بأن التحولات السياسية "ستلعب دورا مهما في تحسين وضع تونس رغم التحولات التي عرفتها من دولة الأقلية إلى الأغلبية ومن مفهوم الرعايا إلى المواطنية".

وتحدث المرزوقي عن 5 محطات تاريخية "مهمة عرفتها تونس، منها 1846 نهاية الرق والرعايا و1861 توسع رقعة الحقوق و1956 نهاية الاستعمار الأجنبي وإنشاء الدستور و2011 نقلة نوعية للتحرر من الراعي المستبد الداخلي و2014 كانت وضع أول دستور بعد الثورة، والأهم هو الطريقة التي كتب بها هذا الميثاق الذي يجمع التونسيين حيث تمت مناقشته بحرية، ما يعني نهاية مسار طويل وبداية آخر".

من جانب آخر، قال الرئيس التونسي السابق إن "الصراع والتجاذبات حول المحكمة الدستورية هو مخاض مع قوى تحاول عدم وضع هذه المحكمة لجعل الصراع لصالحها"، مؤكدا أن السلطات في أي دولة "هي بمثابة غنيمة حرب، والنزاع حولها دائما موجود".

من جهته، أكد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية رفيق عبد السلام في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "تونس تسير نحو تعزيز تجربتها الديمقراطية رغم الصعوبات والتحديات، ولكن مع ذلك نجحت تونس في بناء المؤسسات في ظل محيط إقليمي متقلب ولكن القاطرة تسير".

وبين عبد السلام أن تونس "مثلما نجحت في وضع دستور والمضي في مسار الديمقراطية فإنها ستنجح في بقية التحديات التنموية والاقتصادية". وأضاف أن تجربة الترويكا بعد الثورة قامت على تجربة التعايش بين العلمانيين والإسلاميين، ما يؤكد تجذر أولى خطوات الديمقراطية، معتبراً أن الثورات العربية "عرفت تآمر قوى الشر".