وفد من المخابرات المصرية يزور رام الله

وفد من المخابرات المصرية برام الله: حلحلة موقف السلطة من "صفقة القرن"

11 يوليو 2019
الوفد المصري التقى عباس (Getty)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية على صلة بملف الوساطة التي يقوم بها جهاز المخابرات العامة المصري في الملف الفلسطيني، أن الزيارة التي يقوم بها وفد الجهاز إلى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس، وقيادات حركة "فتح"، هدفها الأساسي إحداث حلحلة في موقف السلطة الفلسطينية بشأن المشاورات التي تجري حول "صفقة القرن"، التي ترفض السلطة وعباس المشاركة أو الاعتراف بأي إجراءات متعلقة بها.

وقالت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إن الوفد التقى عباس وعددا من قيادات حركة "فتح"، واصفة تلك الوساطة هذه المرة بأنها وساطة لصالح الجانب الأميركي، بناء على مطالب من جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره المعني بتسويق الخطة الأميركية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية تحت مسمى "صفقة القرن".

وحول نسبة الحديث عن المصالحة الداخلية ضمن المباحثات التي جرت، كشفت المصادر أنها "نسبة ضئيلة للغاية لن تتجاوز الحديث عن وقف التراشق الإعلامي بين الجانبين، لعدم قيادة المشهد إلى مزيد من التأزيم"، لافتة إلى أن الحديث تطرق إلى عمليات التنسيق بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي بشأن الأوضاع في القدس.

وقالت المصادر إن الوفد توجه إلى إسرائيل عقب زيارة رام الله، مشيرة إلى أنه سيتوجه بعد ذلك إلى غزة للقاء قيادات عدد من الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها "حماس".

وتشهد العاصمة المصرية القاهرة نشاطا ملحوظا بشأن ملفات القضية الفلسطينية على مدار الساعات القليلة الماضية، بدءا من الزيارة المفاجئة لرئيس لجنة العلاقات الخارجية بحركة "حماس" موسى أبو مرزوق، الذي وصل مساء الثلاثاء والتقى قيادات بجهاز المخابرات العامة، قبل توجههم إلى رام الله، تبعه رئيس المخابرات بالسلطة الفلسطينية ماجد فرج، الذي وصل إلى القاهرة مساء الأربعاء والتقى فور وصوله بالوزير عباس كامل، مدير جهاز المخابرات العامة.

وبحسب المصادر، فإن لقاء فرج بكامل جاء لتنسيق بعض النقاط المهمة قبل توجه رئيس المخابرات بالسلطة الفلسطينية إلى واشنطن على رأس وفد رسمي.

وعلى الرغم من تصريحات القيادي بـ"حماس" خليل الحية بأن وصول أبو مرزوق للقاهرة عبارة عن "زيارة شخصية"، إلا أن مصادر مصرية رفيعة المستوى أكدت لـ"العربي الجديد"، أنها تأتي ضمن ملف المباحثات التي تقودها القاهرة بشأن ملفات التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، والحفاظ على الهدوء بين الأطراف الفلسطينية.

وأضافت المصادر أن هناك مطالب أميركية ملحة من الجانب المصري للعب دور في حلحلة الموقف الفلسطيني بشأن الاجتماعات والاتفاقات الخاصة بـ"صفقة القرن"، لافتة إلى أن الإدارة الأميركية تعوّل كثيرا على الدور المصري لتحريك موقف رئيس السلطة الفلسطينية.

وكانت حركة "حماس" قد أوضحت أن زيارة الوفد الأمني المصري المرتقبة ستركز على مناقشة عدم تنفيذ بعض بنود تفاهمات كسر حصار غزة، ومتابعة ذلك مع الوسطاء من مصر والأمم المتحدة وقطر، بهدف إلزام الاحتلال بها.

وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع إن الحركة تتابع مع الوسطاء إلزام الاحتلال الإسرائيلي باستكمال تنفيذ بنود التفاهمات، مشيراً إلى أن "هناك إنجازات تتحقق في بنود كثيرة، وقد لمسها المواطن الفلسطيني".

وحذرت حركة "حماس" من انهيار تفاهمات التهدئة ما لم تتوقف إسرائيل عن جرائمها بحق الفلسطينيين، وذلك تعقيبا على استشهاد أحد عناصر كتائب "القسام" برصاص جيش الاحتلال.

وأضافت "حماس"، في بيان صحافي صدر عن القانوع: "الاحتلال الإسرائيلي يتحمل تداعيات قتله محمود الأدهم (أحد عناصر كتائب القسام)، على حدود قطاع غزة الشمالية". 

وتابع: "ستكون التفاهمات معها (إسرائيل) في مهب الريح ما لم تتوقف عن جرائمها بحق شعبنا، وتلتزم بمتطلبات حالة الهدوء وتنفيذ بنود التفاهمات دون تلكؤ وتباطؤ". 

وفي وقت سابق، الخميس، أعلنت وزارة الصحة بغزة، في بيان، عن استشهاد الفلسطيني محمود أحمد الأدهم (28 عاما)، متأثرا بجراحه التي أصيب بها برصاص قوات الاحتلال، اليوم، شرق بلدة بيت حانون، شمالي القطاع. 

وفي بيان آخر، قالت "كتائب القسام" إن الأدهم، أحد عناصرها بغزة، يتبع لقوة "حماة الثغور"، وأكدت أن الجريمة "لن تمر مرور الكرام، وأن الاحتلال يتحمل عواقبها".  

في المقابل، أعلن جيش الاحتلال، في بيان، أن قوة عسكرية أطلقت النار على فلسطيني في شمالي قطاع غزة "نتيجة سوء فهم"، مشيرا إلى أنه "سيتم التحقيق في الحادث". 

وفي وقت سابق، اليوم، هدد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن جيش الاحتلال يستعد لشن حملة "واسعة ومفاجئة" على قطاع غزة.

وخلال اجتماع عقده صباح اليوم، الخميس، في مدينة عسقلان مع قادة مجالس محلية في جنوب إسرائيل، هدد نتنياهو "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) بأنه لن يتردد في العمل عسكريا ضد الحركة.

وأضاف أنه على الرغم من أنه يفضل التوصل لتهدئة مع "حماس"، إلا أنه يعي تماما أنه "لا يمكن التوصل لاتفاق سياسي مع حركة تجاهر برغبتها في إزالة إسرائيل عن الخارطة".