جرائم ليبيا المنسية

جرائم ليبيا المنسية

10 يوليو 2019
قصف تاجوراء آخر الجرائم في ليبيا (محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
تبقى ملفات التحقيق في الجرائم التي تشهدها ليبيا بلا نتائج، ولا تتجاوز لحظة الإعلان عنها، فمن التحقيق في مقتل عشرات المدنيين الذين راحوا ضحية قصف الأحياء السكنية في حي بوسليم منتصف إبريل/نيسان الماضي، إلى التحقيق في استغلال مهاجرين في مركز إيواء بعين زاره لأغراض عسكرية، إلى التحقيق في قضية العثور على أسلحة أميركية، وأخيراً الدعوات الدولية الواسعة للتحقيق في قتل عشرات المهاجرين في تاجوراء جراء قصف جوي.

كلها ألغاز لا حل لها، وإن كان المشترك فيها واحدا ضمن سلسلة تحقيقات أخرى لم تتجاوز سابقاً وقت إعلانها، مثل مقتل 34 مدنياً بطريقة بشعة في منطقة الأبيار ببنغازي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقصف أحياء مدنية في درنة شرق البلاد منتصف العام الماضي، وسلسلة التفجيرات المجهولة التي لم تتوقف في بنغازي ودرنة، على الرغم من السيطرة الكلية لخليفة حفتر، لتعود في كل مرة للأذهان الاغتيالات التي طاولت قرابة 400 عسكري خلال الأعوام الماضية واتُهم فيها مقاتلو "مجلس شورى بنغازي".

وحتى ما شهدته مدينة مرزق جنوب ليبيا وباعتراف المبعوث الأممي، غسان سلامة، عن مسؤولية حفتر عن مقتل عشرات المدنيين بطريقة التصفية المباشرة وحرق أكثر من تسعين منزلاً، إلا أن مطالب التحقيق الدولي، لم تتجاوز الأيام، لتذهب القضية أدراج النسيان.
الغموض إزاء كل هذه الحوادث لا يتوقف عند المحلي منها، بل يتجاوزها إلى الإقليمي، والسؤال الأبرز حول نتيجة التحقيقات الأممية في حوادث خرق قراراتها بشأن حظر تزويد الأطراف الليبية بالأسلحة، والتي أثبتتها أربع لجان أممية في أربعة تقارير معلنة، تؤكد بأدلة قاطعة تزويد الإمارات ومصر لحفتر بأسلحة استخدمها في جرائمه.

مقابل كل هذا وبشكل صريح، يعلن حفتر تحديه لكل المفتشين والمحققين محلياً ودولياً، عبر ترقية قائد الإعدامات في مليشياته، الرائد محمود الورفلي، ومنحه رتبة "مقدم"، وهو المطلوب دولياً من قبل المحكمة الجنائية الدولية، في وقت يُعد فيه حفتر لحملة عسكرية جديدة على طرابلس.
الكثير من المتابعين أكدوا أن حفتر رقى الورفلي تمهيداً للإعلان رسمياً عن تكليفه بقيادة إحدى الكتائب التي ستهاجم طرابلس مجدداً في الأيام المقبلة، فليس عبثاً أن يعلن ترقيته في هذا الوقت تحديداً، والسؤال الأكثر حيرة "كيف سيتعامل المجتمع الدولي والمحلي مع فيديوهات الإعدامات التي سيعود تداولها مجدداً ويظهر فيها الورفلي علناً؟".