برنامج المرشح للحكومة هنت: خطة إنقاذ لـ"بريكست" بدون اتفاق

برنامج المرشح للحكومة البريطانية هنت: خطة إنقاذ لـ"بريكست" بدون اتفاق

01 يوليو 2019
هنت انتقد خطط منافسه جونسون (Getty)
+ الخط -
كشف وزير الخارجية البريطاني وأحد المرشحين لرئاسة الوزراء، جيريمي هنت، اليوم الإثنين، عن خطة لإنقاذ الأعمال البريطانية التي ستعاني من بريكست من دون اتفاق، مبنية على شاكلة خطة إنقاذ البنوك التي تم تطبيقها عقب الأزمة المالية عام 2008. 

وفيما يسعى هنت إلى إثبات قدرته على الخروج ببريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، أشارت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى أن على خليفتها الالتزام بالتوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لتطبيق "بريكست"، وذلك أثناء حضورها القمة الأوروبية في بروكسل. 

وقال هنت، في كلمة ألقاها اليوم، إن تاريخ 30 سبتمبر/أيلول المقبل سيكون المهلة الأخيرة للاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وإن بريطانيا ستخرج من دون اتفاق ما لم تكن هناك ملامح اتفاق حينها. 

وأضاف أن خطته تشمل "صندوق طوارئ" قيمته 20 مليار جنيه إسترليني تهدف إلى دعم خفض ضرائب الشركات وتعويض الأعمال الصغيرة. وتشمل هذه الأموال أيضاً 6 مليارات جنيه من الدعم للمزارع والصيد البحري، إضافة إلى تخفيض ضريبة الشركات إلى 12.5 في المائة، وهو ما يعادل خسارة 13 مليار جنيه من الضرائب سنوياً. 

واتهم هنت، في كلمته، خطط منافسه ووزير الخارجية السابق بوريس جونسون بأنها كلام مجرد من الخطط العملية. وقال "سأعمل على تقليل تبعات بريكست من دون اتفاق، وسأساعد في تيسير الصعوبات قصيرة الأمد. إذا كان باستطاعتنا فعلها لصالح البنوك في الأزمة المالية، فبإمكاننا عملها لصالح الصيادين والمزارعين والأعمال الصغيرة الآن".

وكان هنت قد قال، أمس الأحد على شاشة "بي بي سي"، إن جوابه لملاكي الأعمال الصغيرة في بريطانيا التي ستتضرر من بريكست من دون اتفاق سيكون أن الأمر كان ضرورياً، لأن "السياسيين في بريطانيا يفعلون ما يريده الشعب".

ويعد التنافس بين جونسون وهنت على تطبيق بريكست من دون اتفاق أحد أعمدة كسب أصوات المنتسبين لحزب المحافظين، والذين سيصوتون لاختيار أحدهما كبديل لتيريزا ماي في زعامة الحزب ورئاسة الوزراء البريطانية. كما يسعى الرجلان في تطرّفهما نحو بريكست من دون اتفاق إلى استعادة شريحة عريضة من ناخبي حزب المحافظين الذين فضّلوا التصويت لصالح حزب بريكست، الذي يدعو إلى بريكست من دون اتفاق. 

إلا أن هنت يرغب في كسب أصوات قواعد وسط الحزب أيضاً، حيث قال في لقائه على "بي بي سي" إنه سيتجه نحو بريكست من دون اتفاق "بقلب حزين". وقال "أعتقد أننا سنغادر بشكل أسرع وفقاً لخططي مما يدعو إليه بوريس أو أي أحد آخر، لأنني الشخص الأكثر احتمالاً بأن يصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وتلك هي الطريقة الأسرع للمغادرة".

ومن جهته، حذّر وزير المالية، فيليب هاموند، كلاً من جونسون وهنت من أن الخزينة البريطانية لا تملك القوة المالية لدعم وعود الإنفاق التي يطلقانها في حال عدم الاتفاق. 

ومن جهتها، قالت ماي، أثناء آخر حضور لها لقمة أوروبية، إن على رئيس الوزراء المقبل الخروج من الاتحاد باتفاق، منتقدة بذلك التصريحات القادمة من التنافسين على خلافتها. وكان بوريس جونسون قد قال إنه في حال رفض الاتحاد الأوروبي إعادة التفاوض على اتفاق "بريكست" والتخلص من خطة المساندة الإيرلندية، فإنّه سيخرج ببريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، في نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل، واصفاً الموعد بأنه "مسألة حياة أو موت".

إلا أن ماي أكدت، أمس في بروكسل، أنّ على خليفتها التركيز على الجهود لتمرير الاتفاق في البرلمان، مشددة: "لقد كنت واضحة دائماً بأنني أعتقد أن أفضل مقاربة لبريطانيا تكون في تطبيق نتيجة استفتاء عام 2016 في المقام الأول، ومغادرة الاتحاد الأوروبي،

ولكن يجب أن نفعل ذلك من خلال صفقة جيدة، بحيث يكون الخروج بطريقة منظمة". 

ومن جهته، أوضح رئيس الوزراء الإيرلندي، ليو فارادكار، أن جونسون سيعامل بطريقة عادلة في بروكسل إذا كسب انتخابات المحافظين، "ولكننا نريد أيضاً أن نضمن أن الجميع في بريطانيا يستوعبون ما نقوله حين نصرّ على عدم إمكانية التفاوض على اتفاق بريكست أو خطة المساندة". 

من ناحية أخرى، يحضّر حزب "بريكست" أدواته الانتخابية انتظاراً لانتخابات عامة قد تشهدها بريطانيا في الخريف المقبل، حيث أوضح نايجل فاراج أنّ حزبه مستعد للمنافسة على كافة المقاعد الانتخابية في بريطانيا، كاشفاً عن امتلاك الحزب نحو 100 مرشح مستعدين لخوض الانتخابات المقبلة. 

وقد يؤدي الخلاف حول بريكست من دون اتفاق بين الحكومة والبرلمان البريطانيين إلى سحب الأخير الثقة من رئيس الوزراء، وبالتالي التوجه إلى الانتخابات، وذلك في ظل انقسام الحزبين الكبيرين، المحافظين والعمال، وصعود شعبية كل من حزب بريكست والديمقراطيين الليبراليين.

المساهمون