إيران تندد بالعقوبات الأميركية الجديدة وتضع شروطاً لوساطة اليابان

إيران تندد بالعقوبات الأميركية الجديدة وتضع شروطاً لوساطة اليابان

طهران

العربي الجديد

العربي الجديد
08 يونيو 2019
+ الخط -

فيما تتجه الأنظار إلى الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى طهران، يوم الأربعاء المقبل، استبقت الإدارة الأميركية هذه الزيارة، أمس الجمعة، بفرض عقوبات جديدة على إيران، طاولت قطاع البتروكيماويات، الذي يمثل مصدراً أساسياً في عائدات هذا البلد من العملة الصعبة، ما يشكل انتكاسة للزيارة المرتقبة، التي أعلنت السلطات الإيرانية أن نجاحها سيتوقف على تلبية شروط طهران، في ما يتعلق بموقفها الرسمي من الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، في مايو/أيار 2018، وتداعياته.

وفي أول تعليق رسمي إيراني على العقوبات الأميركية الجديدة، التي من شأنها أن تصيب في مقتل، بحسب المراقبين، زيارة آبي، وزيارة أخرى لوزير الخارجية الألماني هايكو ماس سيجريها لطهران خلال الأسبوع الحالي، ندّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، اليوم السبت، بهذه العقوبات، معتبراً أنها تمثل "إرهاباً اقتصادياً يأتي استمراراً لعداوة البيت الأبيض المستمرة للشعب الإيراني".

وقال موسوي إنه "كان يكفي مرور أسبوع، ليثبت زيف ادعاء الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) برغبته في التفاوض مع إيران"، واصفاً الضغوط الأميركية القصوى على بلاده بأنها "سياسة فاشلة جرّبها رؤساء أميركيون سابقون، ومسار خاطئ لن يحقق أهداف هذه السياسة".

واعتبر موسوي أن "مزاعم مسؤولين أميركيين للتفاوض مع إيران خادعة وغير واقعية، تهدف إلى جلب اهتمام الرأي العام"، داعياً دول العالم إلى الوقوف ضد العقوبات الأميركية على بلاده، باعتبارها تشكل "انتهاكاً سافراً لمبادئ القانون الدولي".

وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت، في بيانٍ أمس الجمعة، فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة استهدفت قطاع البتروكيماويات الإيراني، بذريعة دعمه المالي لـ"الحرس الثوري الإيراني".

وورد في بيان الوزارة، أن الإجراءات تشمل فرض عقوبات على أكبر مجموعة بتروكيماويات قابضة في إيران، وعلى شبكة واسعة من الوحدات ووكلاء البيع، مشيرة إلى أن العقوبات تستهدف 39 شركة بتروكيماويات تابعة ووكلاء بيع في دول أجنبية.

وأوضح البيان أن المجموعة مع فروعها، تمثل 40 في المائة من إنتاج إيران من البتروكيماويات، و50 في المائة من صادرات هذا القطاع إلى الخارج.


طهران: عرض التفاوض خادع

من جهته، وصف وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، اليوم السبت، إعلان الإدارة الأميركية استعدادها للتفاوض مع إيران من دون شروط مسبقة، بأنه "كاذب ومخادع وماكر للغاية"، معتبراً أن واشنطن "نفّذت حتى الآن عشرات الشروط ضد إيران بشكل أحادي وغير قانوني".

وأضاف حاتمي أن الإدارة الأميركية "قامت بكل ما يمكن تصوره في الحرب الاقتصادية والعقوبات المتزايدة وتشديد الضغوط السياسية، ولم تأل أي جهد في استهداف الجمهورية الإسلامية ومعاداتها".

واعتبر وزير الدفاع الإيراني، اليوم السبت، أن حظر بيع نفط إيران ومعاملاتها المالية الدولية، وفرض عقوبات على أشخاص وكيانات إيرانية وقطاعات التعدين والصلب والذهب والطيران، وتصنيف الحرس الثوري إرهابيا، "هي تصرفات أميركية خبيثة ضد الشعب والحكومة الإيرانية"، مؤكداً أن المقاومة والصمود هو الخيار الأمثل لبلاده لمواجهة السياسات الأميركية "لأن المساومة والاستسلام أمام عدو يشن حربا اقتصادية شعواء على إيران أكثر ثمنا وإيلاما من الصمود".

وأضاف حاتمي أن "السبب الأساسي في معاداة إيران من قبل الغرب وأميركا يعود إلى طبيعة نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، معتبرا أن "طرح قضايا مثل الملف النووي وحقوق الإنسان والقدرة الصاروخية والنفوذ الإقليمي ليس إلا ذرائع."

واتهم حاتمي، الولايات المتحدة وإسرائيل، بتوظيف العمليات التخريبية في ميناء الفجيرة الإماراتي ضد ناقلات نفط سعودية وإماراتية ونرويجية "لتوجيه تهم ضد إيران وإحداث ضجة سياسية"، قائلا إن "المستفيد الأول من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة هم الصهاينة والأميركيون".

وتابع "إنهم يريدون من خلال إيرانوفوبيا، نهب ثروات دول المنطقة، وزعزعة أوضاعها، وبيع الأسلحة بالمليارات، وتهميش قضية القدس وفلسطين باعتبارها القضية الأولى للعالم الإسلامي."

وأشار وزير الدفاع الإيراني إلى وجود حاملات الطائرات والقاذفات الأميركية في المنطقة، موضحاً أن القوة الدفاعية والهجومية العالية لبلاده حالت دون تمكّن "الأعداء من شن أي اعتداء عسكري عليها".

شروط لنجاح وساطة اليابان

ويأتي الموقف الإيراني من العقوبات الأميركية الجديدة، في وقت وضع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، شروطاً لوساطة اليابان بين بلاده وبين الولايات المتحدة، هي ذاتها تلك التي تطرحها طهران للتفاوض مع الإدارة الأميركية، وذلك قبل الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الياباني للعاصمة طهران، يوم الأربعاء المقبل.

وقال المتحدث باسم المجلس، كيوان خسروي، اليوم السبت، لوكالة الأنباء الإيرانية "فارس"، إن "السعي لإعادة أميركا إلى الاتفاق النووي والتعويض عن الخسائر إثر انسحابها من الاتفاق ورفع العقوبات"، هي الضامن لنجاح زيارة آبي لطهران.

ومن المقرر أن يصل آبي إلى طهران في 12 من الشهر الحالي، في زيارة هي الأولى لرئيس وزراء ياباني إلى إيران منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979.

ومن المفترض أن تستغرق زيارة آبي لطهران ثلاثة أيام، والهدف منها، بحسب الحكومة اليابانية، الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران، إذ قال وزير الخارجية الياباني أخيراً إن بلاده لها "علاقات صداقة" مع طهران وواشنطن، و"تعمل لاستغلال هذا الموقع بهدف تخفيف التوتر بينهما".

كما أعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية، أن طوكيو "لا تألو جهداً لكي تكون زيارة رئيس الوزراء مثمرة وناجحة".

وبحسب المصادر الإيرانية واليابانية، من المقرر أن يلتقي آبي، خلال زيارته، كبار المسؤولين الإيرانيين، في مقدمهم المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.

واعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الإيراني، أن العلاقات الإيرانية - اليابانية في أبعادها السياسية والاقتصادية "متعادلة ومستقرة"، قائلاً إن اليابان التي تربطها علاقات تحالف قوية مع الولايات المتحدة "داعمة للمعايير الحقوقية والسياسية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي".

والأربعاء الماضي، أعرب عباس عراقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "أن أتش كا"، عن أمله في أن تؤدي زيارة آبي لطهران، إلى تخفيف التوترات في المنطقة، معتبراً أن طوكيو "قادرة على إفهام خطورة الظروف الراهنة للأميركيين".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن، خلال زيارة الدولة التي قام بها إلى طوكيو في أواخر مايو/أيار، أنه لا يزال منفتحاً إزاء إجراء محادثات مع طهران، في ما بدا وكأنه إعطاء الضوء الأخضر لخطة آبي.

من جهته، أعرب آبي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب، عن رغبته "في المساهمة في تخفيف التوتر الحالي بشأن إيران، عبر التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة واليابان".

وتقيم اليابان وإيران علاقات جيدة، إذ تعتمد طوكيو التي تفتقر إلى موارد الطاقة، على واردات النفط من الشرق الأوسط، الذي يشكل النفط الإيراني 5.3 من إجمالها، بحسب أرقام العام الماضي.

وتتجه الأنظار إلى زيارة آبي لفتح مسار للتفاوض بين طهران وواشنطن، بعد تصاعد التوتر بينهما، خلال الآونة الأخيرة، على خلفية الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي قبل عام، وفرض عقوبات شاملة على إيران، تصفها إدارة ترامب بأنها "تاريخية وغير مسبوقة"، طاولت جميع مفاصل الاقتصاد الإيراني، وتسببت في أزمة اقتصادية في إيران.

وتصاعدت لغة التهديد والتصعيد بين الطرفين، مع الذكرى السنوية الأولى لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، في الثامن من أيار/مايو الماضي، ما أثار مخاوف من تطور الأمور إلى حرب عسكرية، بعدما أرسلت الإدارة الأميركية حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن"، ووحدة من قاذفات "بي 52" وبطارية صواريخ "باتريوت"، وقوات إضافية إلى المنطقة "لردع تهديدات إيرانية".

ذات صلة

الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة
	 في طوكيو: "أوقفوا العدوان على غزة" (ديفيد موروي/ الأناضول)

منوعات

"وحيدا وبصمت"، هكذا يصف الياباني فوروساوا يوسوكي احتجاجه المتواصل على العدوان الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
الصورة
تظاهرة ووقفة بالشموع أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن

سياسة

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن وقفة بالشموع وتجمّعاً للمئات من الناشطين أمام السفارة الإسرائيلية تأبيناً للجندي آرون بوشنل و30 ألف شهيد فلسطيني في غزة.
الصورة

سياسة

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال الأميركية" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لإرسال قنابل وأسلحة أخرى "نوعية" إلى إسرائيل.

المساهمون