حركة "النهضة" تستعد للتشريعيات في تونس بانتخابات داخلية

حركة "النهضة" تستعد للتشريعيات في تونس بانتخابات داخلية

05 يونيو 2019
الحركة تطبّق الديمقراطية الداخلية (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -
أطلقت حركة "النهضة" التونسية أخيراً سلسلة من الانتخابات الجهوية الداخلية التي تعني أساساً منخرطيها، من أجل إعداد قوائمها الأولية التي ستتقدم بها في الانتخابات التشريعية المقبلة.

وفيما تعاني أحزاب كثيرة من قلة الكوادر وتطلق عملية بحث مضنية لتشكيل قوائمها الجهوية، أطلقت النهضة عملية تصفيات أولية لاختيار مترشحيها للانتخابات، يشارك فيها أعضاء هياكل الحزب في الدوائر الانتخابية من المكاتب المحلية والجهوية ومجلس الشورى الجهوي والمركزي والكتلة البرلمانية وهيئات النظام الجهوية.
وقال الناطق الرسمي باسم "النهضة"، عماد الخميري، في تصريح لـ"العربي الجديد" إنّ "القانون الأساسي للحزب يفرض جملة من الإجراءات للوصول إلى القوائم النهائية، والنهضة حالياً في مرحلة متقدمة من الاستعدادات بعد انعقاد 4 مؤتمرات انتخابية داخلية في محافظات نابل، دائرة واحد ودائرة 2، وفي باجة وقفصة، ومن المنتظر تنظيم 9 مؤتمرات انتخابية داخلية في عديد من المحافظات يوم الأحد المقبل على أن ينتهي انعقاد هذه المؤتمرات يوم 16 يونيو/ حزيران المقبل".
وأوضح الخميري أن "الانتخابات الداخلية تعطي الملامح الأولى للقوائم التي تحظى بثقة الهياكل الجهوية، وسيتم في مرحلة ثانية النظر في القوائم من قبل المكتب التنفيذي الذي يتمتع بصلاحيات واسعة في النظر فيها وتعديلها إن اقتضى الأمر"، مشيراً إلى أن قيادات الحزب والقيادات المحلية وأعضاء مجلس الشورى يشاركون في مؤتمرات الجهات.
وبين أن عدد المترشحين بلغ 793 مترشحاً، بينهم 302 من النساء، وأن هذا الرقم يشمل 193 من الشباب من الجنسين، مضيفاً أن القانون الانتخابي يفرض التناصف وبالتالي ستتم مراعاة القانون الانتخابي وحضور الشباب والنساء في القوائم.
وأشار إلى أنّ حوالي 54 من نواب الحركة فقط قدموا ترشحاتهم وسيتم التعويل على التجديد في القوائم مع شرط توفر الكفاءة والقدرة على الإضافة في العمل التشريعي والرقابي.
وتشهد هذه الانتخابات الداخلية منافسة كبيرة بين الشخصيات النهضوية المعروفة بغاية ترؤس القائمات المترشحة، وهناك حملات انتخابية داخلية قوية بغاية إقناع المسؤولين والمنخرطين في الجهات، وربما تشهد بعض القوائم مفاجآت مهمة بدخول أو انسحاب بعض الشخصيات الوازنة في الحركة.
وكانت حركة "النهضة" قد كشفت في ندوة صحافية عن مسار تشكيل قوائمها التشريعية على أن تكون جاهزة نهاية هذا الشهر لتقديمها إلى هيئة الانتخابات وفق الروزنامة المحددة بداية من 22 يوليو/ تموز المقبل.
وستعقد الحركة 33 جلسة انتخابية تتوزع بين 27 جلسة داخل تونس و6 جلسات في الخارج سيشارك فيها نحو 6 آلاف مؤتمر.
وقال محسن النويشي رئيس مكتب الانتخابات والحكم المحلي وعضو المكتب التنفيذي لحركة "النهضة" إنها تسعى إلى ترشيح الكفاءات لعضوية مجلس نواب الشعب من الكفاءات الحزبية والكفاءات الوطنية وفي اختصاصات متنوعة.
وشدد النويشي على أن الحركة تدير شأنها الداخلي على أساس ديمقراطي وقد أجرت منذ شهرين تجديدا كاملا لهياكلها المحلية وحاليا تجرى عملية اختيار داخلي لتقديم قوائم تضم أبرز الكفاءات القادرة على تقديم الإضافة.
ولفت النويشي إلى أن الحركة تلقّت 80 ترشحاً من خارجها إلى حد الآن من شخصيات مستقلة للترشح عن قوائم الحركة، وسينظر المكتب التنفيذي في هذه الطلبات في المرحلة الأخيرة لهذا المسار بما أنّ الأولوية تبقى لمنخرطي الحركة والبالغ عددهم 793 مترشحاً.
وسجلت حركة النهضة في الانتخابات البلدية الأخيرة انفتاحاً واسعاً على المستقلين، أتاح لها نجاحاً كبيراً في بعض الجهات، وهو ما دفعها إلى مواصلة التجربة في الانتخابات التشريعية.
وحصد المستقلون عن الأحزاب أغلبية المقاعد في الانتخابات البلدية الأخيرة، غير أن الانتخابات التشريعية تختلف في بنائها وأهدافها وحملاتها بشكل جوهري عن لبلدية، حيث يذهب الناخبون عادة إلى الأحزاب التي يأملون أن تحدث فرقاً في دوائر القرار الوطني.

ولكن نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة أحدثت ارتباكاً كبيراً لدى الأحزاب ومخاوف من أن تلقى نفس المصير، علاوة على دخول أكثر من مليون ناخب جديد على الخط لا أحد يعرف نواياهم تحديداً وبإمكانهم قلب المعادلة بشمل جوهري.