تحذيرات إسرائيلية من تصعيد نتنياهو عسكرياً لإنقاذ مستقبله السياسي

تحذيرات إسرائيلية من تصعيد نتنياهو عسكرياً لإنقاذ مستقبله السياسي

29 يونيو 2019
هل يصعد نتنياهو لإلغاء الانتخابات المقبلة؟ (ارييل شاليت/فرانس برس)
+ الخط -

حذر معلّقان إسرائيليان من أن يقدم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على تصعيد عسكري على إحدى الجبهات من أجل توفير مبرر يسوّغ العدول عن إجراء الانتخابات العامّة المقررة في سبتمبر/ أيلول المقبل، أو الدفع نحو تشكيل حكومة "طوارئ وطنية"، في ظل استطلاعات الرأي العام التي تتوقع تراجع قوة حزب "الليكود".

وقال بن كاسبيت، المعلّق في صحيفة "معاريف" والنسخة العبرية لموقع "المونتور"، إنه "لا توجد خطوط حمراء يمكن أن تردع نتنياهو عن القيام بأيّ خطوة يمكن أن تسهم في إنقاذ مستقبله السياسي". وفي مقال نشرته اليوم السبت النسخة العبرية لموقع "المونتور"، لفت كاسبيت إلى أن نتنياهو أوعز أخيراً إلى مساعديه بتكثيف التحذير من مغبة وقوع تصعيد عسكري، تضطر إسرائيل معه إلى تأجيل الانتخابات التشريعية.
وحسب كاسبيت، فإن ما يدفع نتنياهو للبحث عن مسوغات لتمرير قانون جديد يلغي الانتخابات المقبلة، يتمثل في إدراكه أنه ليس بوسعه الحصول على أغلبية برلمانية مطلقة من دون الاعتماد على أصوات حزب "يسرائيل بيتينو"، بقيادة الوزير السابق أفيغدور ليبرمان، الذي يعي نتنياهو أنه غير مستعد للمشاركة في ائتلاف يمكن أن يمرر قانون يمنحه الحصانة في مواجهة المحاكمة في قضايا الفساد المتهم بها.


وأشار إلى أن نتنياهو قد يلجأ إلى تسخين الأوضاع الأمنية على جبهة من الجبهات، من أجل إقناع خصومه السياسيين بأن الأوضاع توجب إلغاء الانتخابات وتشكيل حكومة طوارئ وطنية لمعالجة التحديات الأمنية. لكنه أعاد التذكير بأن نتنياهو لم يُبدِ خلال العقدين الماضيين حماسة للتورط في حروب، لأنه تبيّن أن كل زعيم يقود إسرائيل في زمن الحرب أو خلال مواجهة محدودة فإن مكانته السياسية ستتضرر، حتى لو كان الأمر يدور عن مواجهة عسكرية محدودة.
وأشار المعلق الإسرائيلي إلى أن ما زاد الأمور تعقيداً بالنسبة لنتنياهو، أن عدم تردده في القيام بكل الخطوات التي يمكن أن تنقذ مستقبله السياسي، وضمنها خطوات تتعارض مع توجّهات اليمين الأيديولوجية، أقنع قطاعات في اليمين، وتحديداً في الصهيونية الدينية، بالوقوف ضده والمطالبة بالتخلص منه زعيماً لليمين. ولفت إلى أن نتنياهو معني بتعزيز أوراقه قبل الانتخابات من خلال إبراز مكانته زعيماً عالمياً، مشيراً إلى أن هناك ما يدلّ على أن نتنياهو نجح في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة إسرائيل قبيل الانتخابات، إلى جانب محاولته تنظيم زيارة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تل أبيب.
وأيّد عاموس هارئيل المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس"، كاسبيت في موقفه، وحذر من أن نتنياهو يمكن أن يقدم على تصعيد الأوضاع العسكرية على إحدى الجبهات، فقط من أجل خدمة مصلحته السياسية. وفي مقال نشرته "هآرتس" أمس، نوّه هارئيل بأن نتنياهو والمقربين منه يستغلّون التوتر الحالي بين الولايات المتحدة وإيران، ويكثفون وتيرة إصدار التحذيرات من تداعيات هذا التوتر على الجبهات السورية، واللبنانية، والفلسطينية.


وأشار هارئيل إلى أن نتنياهو يستغلّ التقديرات الاستراتيجية، التي يصدرها الجيش والمؤسسات الاستخبارية، والتي لا تستبعد أن يؤثر التوتر بين إيران والولايات المتحدة على حدود إسرائيل المختلفة، في إضفاء صدقية على الدعوات لإلغاء الانتخابات المقبلة، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة تفرضها حالة انعدام اليقين على الصعيد الأمني والعسكري. ونوه بأن نتنياهو يدرك أنه في ظل التوتر الأمني يكون من السهل عليه إقناع الجمهور الإسرائيلي بإلغاء الانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية.