كوشنر: طرح الشق السياسي لـ"صفقة القرن" في الوقت المناسب

كوشنر عن "صفقة القرن": الإعلان عن الشق السياسي في الوقت المناسب

26 يونيو 2019
كوشنر: الباب لا يزال مفتوحاً أمام الفلسطينيين(الشاون شاندون/فرانس برس)
+ الخط -
قال مستشار الرئيس الأميركي وعرّاب "صفقة القرن" جاريد كوشنر، اليوم الأربعاء، إن القضايا الاقتصادية في ما سماه "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" يمكن حلّها، وإنه سيطرح خطة سياسية "عندما يكون الوقت مناسباً، وسنرى ما سيحدث".

وقال كوشنر، للصحافيين، بعد "ورشة المنامة" التي ناقشت الجوانب الاقتصادية في خطة الإدارة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المسماة "صفقة القرن": "بحضور وزراء المالية ورجال الأعمال، استطعت جمع الناس الذين يرون الأمر مثل ما أراه، وهو أنه مشكلة يمكن حلها اقتصادياً. اعتقدنا أنه من المهم طرح الرؤية الاقتصادية قبل الرؤية السياسية، لأننا بحاجة لأن يرى الناس كيف يمكن أن يكون المستقبل".

وزعم مستشار الرئيس الأميركي أنه ليس لدى القادة الفلسطينيين سبب لعدم الثقة بإدارة ترامب، مؤكدا أنه سيكون هناك اتفاق سلام "عندما يكون الجانبان مستعدين لذلك". معلنا أن الباب لا يزال مفتوحا أمام الفلسطينيين للانضمام إلى الخطة التي لم تتضح معالمها السياسية بعد، متّهما السلطة الفلسطينية بـ"الفشل في مساعدة شعبها"، قائلا: "لو أرادوا فعلا تحسين حياة شعبهم، فإننا وضعنا إطار عمل عظيم يستطيعون الانخراط فيه ومحاولة تحقيقه".

ورأى كوشنر أنّ "ما قامت به القيادة (الفلسطينية) هو لوم إسرائيل والآخرين على كافة مشاكل شعبهم، بينما في الحقيقة أن الموضوع المشترك هو أن كل هذا قابل للتحقيق إن كانت الحكومة ترغب بإجراء هذه الإصلاحات"، وفق ادعاءاته.

وأضاف عرّاب "صفقة القرن" أن الإدارة الأميركية ستبقى "متفائلة"، مضيفا "لقد تركنا الباب مفتوحا طوال الوقت".

وقاطع الفلسطينيون الورشة، قائلين إنّه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة، ومتحدثين عن خطط لإسقاط الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في أرضه.

وعلى صعيد متصل، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، الأربعاء، إن هناك حاجة إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لجذب استثمارات دائمة إلى منطقة الشرق الأوسط.

وأبلغت لاغارد مؤتمر المنامة بأن تحسن الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية وغزة قد يحدث، ولكن بثلاثة شروط.

وأشارت إلى أن تلك الشروط هي "إجراء السلطة الفلسطينية إصلاحات شاملة... قيام إسرائيل بتخفيف القيود على حركة السلع والأفراد ورأس المال... وقيام المانحين الدوليين والإقليميين بزيادة دعمهم المالي لضمان الاستثمارات الصحيحة".

وقالت بعد حضور ورشة المنامة: "يعتمد تحسين الأوضاع الاقتصادية وجذب الاستثمارات الدائمة إلى المنطقة على القدرة على التوصل إلى اتفاقية سلام (..) فالسلام والاستقرار السياسي واستعادة الثقة بين كل الأطراف المعنية هي عوامل ضرورية لنجاح أي خطة اقتصادية للمنطقة".

من جهته، ذكر وزير المالية السعودي محمد الجدعان، يوم الأربعاء، خلال "ورشة المنامة"، أن المملكة ستؤيد أي خطة اقتصادية تحقق الازدهار للفلسطينيين.

بدوره، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون المالية عبيد حميد الطاير إنه ينبغي إعطاء فرصة لهذه المبادرة.

وحاول كوشنر، خلال افتتاح ورشة المنامة أمس، أن يروّج للشقّ الاقتصادي للصفقة، عبر صياغة مقدّمات إنشائية، وتقديم "نصائح" للفلسطينيين بأنّ إدارة دونالد ترامب تسعى لمصلحتهم و"ازدهارهم"، وتريد تأمين "حياة رغيدة" لهم وبناء بنى تحتية، قبل أن ينتقل إلى استعراض عناصر الخطة الاقتصادية، والمشاريع التي تحتويها.


وتوجّه كوشنر، الذي لم يتطرّق إلى إسرائيل، في حديثه مباشرة إلى الفلسطينيين، الذين قاطعوا ورفضوا الورشة التي لا تستهدف فحسب تصفية قضيتهم، بل تقضي على أي أمل لهم بإقامة دولة، وخاطبهم قائلاً إن "ورشة المنامة هي لكم، والرئيس ترامب لم يتخلّ عنكم"، مشدداً على أن "الاتفاق على مسار اقتصادي شرط".

وأضاف خلال كلمته في افتتاح ورشة المنامة الاقتصادية، تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار"، أن الولايات المتحدة والرئيس ترامب ملتزمان بالتوصل إلى مستقبل أفضل للفلسطينيين وللشرق الأوسط برمته.

وزاد قائلاً "يمكننا أن نخلق فرصة تاريخية للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة"، قبل أن يوضح أن "ما يجري ليس صفقة القرن، بل هي فرصة القرن من أجل خلق فرص للشعب الفلسطيني"، وفق مزاعمه.

(العربي الجديد، وكالات)