إيران: المهلة لأوروبا بشأن الاتفاق النووي تنتهي الخميس

إيران تحذر من التخلي عن بند بالاتفاق النووي مع انتهاء مهلة لأوروبا

26 يونيو 2019
كمالوندي: هناك فرصة لأوروبا لتنفيذ تعهداتها (فاطمة بهرامي/ الأناضول)
+ الخط -
أعلنت إيران، اليوم الأربعاء، أنّ المهلة التي حددتها لأوروبا بشأن الالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015، تنتهي غداً الخميس، محذرة من أنّها ستتخلى بدورها عن بند بالاتفاق، مؤكدة من ناحية أخرى رفضها العقوبات الأميركية.

وأعلن بهروز كمالوندي المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، اليوم الأربعاء، أنّ بلاده سترفع إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب، اعتباراً من غد الخميس، ليتجاوز سقف 300 كيلوغرام، الذي حدّده الاتفاق النووي.

وقال كمالوندي، وفقاً لما أوردته وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيراني، "غداً تنتهي مهلة العشرة أيام، التي منحتها المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في وقت سابق من الشهر، لرفع إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب".

وأضاف أنّه مع انتهاء المهلة "ستتزايد وتيرة سرعة تخصيب اليورانيوم"، مؤكداً أنّه بعد بدء تنفيذ المرحلة الثانية من تقليص التعهدات النووية في 7 يوليو/ تموز المقبل، "لن يستغرق الأمر إلا يوماً أو يومين لنتجاوز مستوى التخصيب بنسبة 3.7"، وهو السقف الذي يجيزه الاتفاق النووي لإيران لمستوى تخصيب اليورانيوم.

وفي الوقت عينه، أشار كمالوندي إلى أنه "لا تزال هناك فرصة لأوروبا لتنفيذ تعهداتها، وإذا طالبت بالمزيد فذلك يعني أنّها عاجزة أو لا تريد تنفيذ تعهداتها".

وكانت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قد أعلنت في 17 يونيو/ حزيران الجاري أنّ مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب سيُرفع إلى أكثر من 300 كيلوغرام، اعتباراً من 27 يونيو/ حزيران الحالي، ليتجاوز السقف الذي حدده الاتفاق النووي.

وأكدت حينها أنّها جاهزة لتنفيذ المرحلة الثانية من تقليص تعهداتها النووية في حال لم تنفذ أوروبا مطالب إيران حتى 7 يوليو/ تموز المقبل.

ووقتها، أوضح المتحدث باسم الهيئة بهروز كمالوندي أنّ "هناك سيناريوهات عدة بعد انتهاء مهلة الستين يوماً (في السابع من الشهر المقبل) حول رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من 3.67 في المائة"، وهي النسبة التي يجيزها الاتفاق النووي.

وأضاف أنّ النسبة التي ترفعها إيران في حال لم تقدم أوروبا على خطوات عملية خلال المدة المتبقية من المهلة "تبدأ من 3.68 إلى أكثر من ذلك"، من دون أن يحدد نسبة معينة.

كذلك أكد أنّ سقف إنتاج المياه الثقيلة قد يرتفع إلى أكثر من 130 طناً، خلال الشهرين المقبلين، مضيفاً أنّ بلاده قد تصدر بعد ذلك المياه الثقيلة من دون انتهاك الاتفاق النووي.

وفي 8 مايو/ أيار الماضي، وردّاً على "الحرب الاقتصادية الأميركية"، و"مماطلات" الشركاء الخمسة المتبقين في الاتفاق، أي الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) والصين وروسيا، في تنفيذ تعهداتهم، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن قرارات "مرحلية"، علّقت بموجبها إيران تعهدات نووية على مرحلتين.

وبدأت المرحلة الأولى، الشهر الماضي، وشملت رفع القيود عن إنتاج اليورانيوم والمياه الثقيلة، على أن تبدأ المرحلة الثانية في حال لم يلبّ الشركاء المطالب الإيرانية في القطاعين النفطي والمصرفي خلال ستين يوماً، لتخفيف آثار العقوبات الأميركية. وتشمل المرحلة الثانية رفع مستوى تخصيب اليورانيوم وتفعيل مفاعل آراك النووي.

وتصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران، بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، في مايو/ أيار العام الماضي، وسعت منذ ذلك الحين، إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية ضد إيران، متهمة إياها بدعم جماعات مسلحة، ومتابعة نشاطها في مجال الصواريخ الباليستية.

إيران ترفض العقوبات الأميركية: الحراك الدبلوماسي سيستمر

إلى ذلك رفضت إيران، اليوم الأربعاء، العقوبات الأميركية، لا سيما بحق وزير الخارجية محمد جواد ظريف، والمرشد علي خامنئي، واصفة إياها بأنّها "عديمة الجدوى"، ومشددة على أنّ الحراك الدبلوماسي "سيستمر أكثر قوة من قبل".

وتعليقاً على العقوبات التي استهدفته، قال خامنئي إنّ واشنطن "لا يمكنها إخضاع إيران من خلال الضغوط والتهديدات والعقوبات"، واصفاً الإدارة الأميركية بأنّها "أكثر الحكومات شراً في العالم".

وأضاف خامنئي، اليوم الأربعاء، وفقاً لما أورده موقع مكتبه الإعلامي، أنّ "العرض الأميركي للتفاوض مخادع، ويأتي بعد أن فشل العدو بالوصول إلى أهدافه من خلال الضغوط".

ورأى أنّ "هدف أميركا من عرض التفاوض هو نزع أسلحة إيران وتدمير عناصر اقتدارها وقوتها"، مؤكداً أن بلاده "تواصل مسيرتها بقوة وتصمد كالجبال، وستصل إلى جميع أهدافها"، كما قال.

وبدوره، جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، في تصريحات خلال اجتماع للحكومة الإيرانية، تأكيده على أنّ "البيت الأبيض يعاني من التخبط"، مشيراً إلى العقوبات الأمريكية الجديدة بالقول إنّها "استنفدت".

وأضاف أنّ "التصرفات الأميركية تظهر أنّ الدعوة إلى التفاوض كاذبة وواهية"، لافتاً إلى أنّه "بينما كان رئيس الوزراء الياباني سينزو آبي في زيارة إلى إيران (قبل أسبوعين)، حظرت واشنطن قطاع البتروكيماويات الإيراني".

وعلّق روحاني على قلق ترامب من أن تمتلك إيران الأسلحة النووية، متوجهاً إليه بالقول "هل أنت قلق على وجود الأسلحة النووية؟ فلماذا لا تتحدث عن الأسلحة النووية التي تمتلكها إسرائيل وهي قوة محتلة. لماذا تصمت إزاء تخزينها كافة أنواع هذه الأسلحة؟".

وأكد روحاني أنّ بلاده "لا تسعى إلى الحرب والمواجهة في المنطقة"، مضيفاً في الوقت نفسه أنها "لن تسمح أن يتم الاعتداء عليها".

وفي تعليق جديد له على حادثة إسقاط الحرس الثوري الإيراني طائرة المسيرة أميركية، الخميس الماضي، قال روحاني إنّ "حدودنا خط أحمر والطائرة الأميركية تجاوزت هذه الخطوط الحمراء فتم إسقاطها".


وفي السياق، اعتبر البرلمان الإيراني، أنّ العقوبات على ظريف "تستهدف الدبلوماسية الإيرانية، بعد نجاحها في إحباط المحاولات الأميركية لإيجاد إجماع عالمي ضد إيران".

وقال الرئيس الجديد للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، النائب المحافظ مجتبى ذو النور، إنّه بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي "أصبحت الدبلوماسية الإيرانية أكثر نشاطاً وحيوية، لذلك يريد (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب تقييد تحركاتها".

وبعد تراجعه عن توجيه ضربات عسكرية ضد إيران، أعلن ترامب، الإثنين، حزمة جديدة من العقوبات بحقها، طاولت لأول مرة المرشد علي خامنئي، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، وعدداً من كبار العسكريين، لجأ إليها كبديل عن الرد العسكري على إسقاط طهران الطائرة المسيرة الأميركية، وكوسيلة لزيادة الضغط على طهران لإجبارها على التفاوض حول الملف النووي.

وأضاف ذو النور أنّ "القوانين الدولية لا تسمح لأميركا بأن تقيد نشاط دبلوماسيتنا"، مؤكداً أنّ "زيارات الدبلوماسيين الإيرانيين ووزير الخارجية ستتواصل بشكل أكثر نشاطاً، وسيسجل ذلك فضيحة أخرى لأميركا".

ووصف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني العقوبات على خامنئي، بأنّها "عديمة الجدوى"، و"دليل تخبط ترامب، الذي لا يعرف كيف يتصرف".

ولفت إلى أنّ واشنطن فرضت هذه العقوبات على المرشد الإيراني "كأنه يزور أميركا في الشهر مرة أو مرتين أو كأنه يملك حسابات بنكية وأرصدة في الخارج"، واصفاً ترامب بـ"المعتوه عديم العقل".

وعزا النائب الإيراني هذه العقوبات إلى "سعي أميركي للتعويض عن الفضيحة والهزيمة التي منيت بها بسبب إسقاط الحرس (الثوري الإيراني) طائرة تجسس مسيرة"، مضيفاً أنّ التصريحات الأميركية تستهدف "التعالي على الجراح".

واعتبر ذو النور أنّ توجيه ترامب الشكر لإيران على عدم إسقاطها طائرة أميركية مأهولة كانت تقل 35 جندياً أميركياً؛ كانت بصحبة الطائرة المسيرة، "دليل على أنّ الجمهورية الإسلامية في موقف القوة والاقتدار".

وأقرّ، في الوقت عينه بأنّ العقوبات الأميركية على إيران "تشكل ضغطاً عليها لكنّها في الوقت عينه تزيد من قدرتنا على التحمّل والصمود".

ظريف والمجموعة "ب"

وبدوره، اعتبر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، اليوم الأربعاء، على هامش اجتماع للحكومة، أنّ العقوبات الأميركية على خامنئي، "إهانة للشعب الإيراني"، قائلاً في الوقت عينه إنّها "ستزيد من وحدة هذا الشعب".

وحول العقوبات على ظريف، قال ربيعي إنّ "هناك مؤشرات على ندامة أميركا من فرض عقوبات محتملة على السيد ظريف"، معتبراً أنها "تمنع التفاوض".

وأضاف أنّ "كشف ظريف عن مجموعة (ب) والخلافات الداخلية في البيت الأبيض، له دور في العقوبات عليه"، مقللاً من تأثير العقوبات الأميركية الأخيرة اقتصادياً، قائلاً "إنّها ليست جديدة".

وكان ظريف قد اعتبر، في تغريدة، مساء الإثنين، أنّ ترامب، "محق" حينما يتحدث عن أن الجيش الأميركي لا علاقة له بالخليج. وكتب ظريف، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنّ سحب القوات الأميركية من الخليج يتوافق مع مصالح أميركا والعالم.

وقال إنّ "مجموعة (ب) لا تهمّها مصالح أميركا فهم يكرهون الدبلوماسية ويتعطشون للحرب"، في إشارة إلى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون.


من جانبه، اعتبر قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زادة، أنّ "الحديث عن الحرب أو شبحها صناعة غربية"، قائلاً إنّه "لا أميركا ولا أي دولة أخرى، تجرؤ على الاعتداء على الأراضي الإيرانية".

وحول إسقاط قواته الطائرة المسيرة الأميركية، الخميس الماضي، بالقرب من أجواء مضيق هرمز، قال حاجي زادة إنّ "أميركا لم تلتزم بالقوانين الدولية ووحدة الدفاع الجوي في المنطقة قامت بواجبها وأسقطت الطائرة"، مضيفاً أنّ "منظومة الدفاع الجوي التي أسقطت الطائرة هي إيرانية الصنع، أنتجتها القوة الجوفضائية للحرس".

ورأى أنّ "الأميركيين لم يكونوا يتخيلون أنّ إيران تملك القدرة على إسقاط الطائرة"، مشدداً على أنّ القوات الإيرانية "ستواصل العمل بموجب واجباتها القانونية".

واستبعد حاجي زادة شنّ الولايات المتحدة حرباً على بلاده، قائلاً إنّها "لا تملك الإرادة لذلك، ومشكلتنا الأساسية اليوم هي الحرب الاقتصادية".

والخميس، قالت طهران إنّ القوات الجوية التابعة للحرس الثوري، أسقطت طائرة مسيرة من طراز "آر كيو-4 غلوبال هوك"، تابعة للقوات الجوية الأميركية، كانت تحلق فوق ساحل مدينة كوه مبارك، بولاية هرمزغان الإيرانية المطلة على خليج عمان.

غير أنّ الجيش الأميركي نفى ما أعلنته طهران، وقال إنّ الطائرة التي تم إسقاطها بصاروخ إيراني، "كانت تحلق في الأجواء الدولية فوق مضيق هرمز، وأنّه لا وجود لأي طائرات مسيرة أميركية تعمل في المجال الجوي الإيراني".

المساهمون