إيران تقلّل من أهمية العقوبات الأميركية: "تغلق الدبلوماسية للأبد"

إيران تقلّل من أهمية العقوبات الأميركية الجديدة: "تغلق باب الدبلوماسية للأبد"

طهران

العربي الجديد

العربي الجديد
25 يونيو 2019
+ الخط -
في أول تعليق له على العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية ضد بلاده، طاولت كيانات ومسؤولين بارزين، في مقدمتهم المرشد الإيراني علي خامنئي، قلّل الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الثلاثاء، من أهمية هذه العقوبات، معتبراً أنها "دليل يأس وعجز وغير مجدية"، فيما أعلنت الخارجية الإيرانية أن العقوبات الأميركية "تغلق طريق الدبلوماسية للأبد مع الإدارة الأميركية العاجزة".

وقال روحاني، وفقاً لما أورده التلفزيون الإيراني، إن العقوبات الأميركية على المرشد الإيراني "تظهر أنهم (الإدارة الأميركية) فقدوا عقلهم وصوابهم"، معللاً بأن "المرشد لا يملك سوى حسينية وبيت صغير وليست له أرصدة في الخارج كزعماء بقية الدول".

وأضاف أن هذه العقوبات "مؤشر على أن أميركا تسلك سلوكاً غير عادي"، مؤكداً أن التصرفات الأميركية الأخيرة "دليل تخبط ويأس لدى الفريق الحاكم في البيت الأبيض".

كما اعتبر أن العقوبات على وزير خارجيته محمد جواد ظريف، "تعني أن الإدارة الأميركية تكذب عندما تقول إنها تريد التفاوض". واستطرد قائلاً: "إننا كنا أهل التفاوض ووصلنا إلى النتيجة، لكنكم نقضتموها"، في إشارة إلى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، مضيفاً أن "ظريف هو الذي تفاوض مع (وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري)، سبعة عشر يوماً متواصلة".

وأوضح أن الولايات المتحدة "فشلت في جميع سياساتها ومساعيها" ضد إيران منذ قيام الثورة فيها إلى اليوم، مؤكداً أنها تهدف من خلال عقوباتها إلى "إركاع النظام والشعب الإيراني". وأكد أن "البيت الأبيض يعاني اليوم من شلل دماغي".

وتعليقاً على حادثة إسقاط طائرة أميركية مسيّرة، قبل عشرة أيام، قال روحاني إنها تجاهلت التحذيرات، "ثم جاء الرد الإيراني في إسقاطها خلال دقائق فقط من خلال منظومة دفاع جوي إيرانية الصنع بالكامل وليس منظومة إس 300".

وأشاد روحاني بالعملية، قائلاً: "إنني أقبل يد الحرس الثوري ووزارة الدفاع بسبب إسقاط هذه الطائرة". وشدد روحاني على أن "حدودنا خطر أحمر وسنردّ بقوة على أي تعدّ عليها".

وأبدى روحاني استغرابه من الموقف الأميركي ضد تقليص إيران تعهداتها النووية في الاتفاق النووي، قائلاً: "لماذا تغضبون من ذلك وأنتم بادرتم بالخروج من الاتفاق".

وحول آثار العقوبات الأميركية على اقتصاد إيران، قال روحاني إن المؤشرات الاقتصادية "بدأت تتحسن والحكومة تقوم بكل واجباتها"، مضيفاً أن الإيرانيين لا يزالون يواجهون مشاكل". 

من جهته، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أن هذه العقوبات "لا نتيجة لها وهي فاشلة".

وأكد موسوي في تغريدة عبر "تويتر"، أن "إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب تعكف على تدمير جميع الآليات الدولية لحفظ السلام والأمن العالميين".

وقال مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الإعلامية، حسام الدين آشنا، اليوم الثلاثاء، إن "أي إيراني يسمع نبأ محاولة مجموعة (ب) لفرض العقوبات على الدكتور ظريف يستشيط غضبا"، معتبرا في الوقت نفسه أن "ذلك يشكل أفضل فرصة لإثبات حبه للسلام".

ورأى آشنا أن ظريف "أصبح يتحول إلى مانديلا إيران. حيث كان مانديلا يحارب الأبارتهايد الداخلي وظريف يحارب الأبارتهايد الدولي".

كما اعتبر مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، في تصريحات له، أن قرار الإدارة الأميركية بفرض مزيد من العقوبات على إيران "مؤشر آخر على أن أميركا لا تحترم القوانين الدولية وموقف غالبية المجتمع الدولي".

وفي تجاهل واضح للعقوبات الأميركية الجديدة، أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مساء أمس الإثنين، أن كلاً من السعودية والإمارات وإسرائيل تكره الدبلوماسية وتعشق الحرب.

وفي تغريدة له بعد إعلان العقوبات التي شملته شخصيًا، قال إن "ترامب محق 100 في المائة عندما يقول إنه لا حاجة للجيش الأميركي بالخليج".

وأضاف ظريف أن "سحب القوات الأميركية من الخليج يتوافق تماماً مع مصالح أميركا والعالم"، مشيراً إلى أن "مجموعة (ب) لا تهمها مصالح أميركا والعالم، وهي تكره الدبلوماسية وتعشق الحرب".

وتشير مجموعة "ب" إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون.

أما الناطق باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني، عباس علي كدخدايي، فذكر في تغريدة عبر "تويتر"، أن "العقوبات الأميركية الجديدة ضد المسؤولين الإيرانيين انتهاك سافر للسيادة الإيرانية، وهي تتعارض مع المبادئ والأعراف والقواعد الدولية المعروفة".

وأضاف كدخدايي أن "ميثاق الأمم المتحدة نصا وروحا، وبقية الوثائق الدولية تؤكد ألا تتوسل الدول بالتهديد أو القوة في العلاقات البينية وألا تتدخل في الشؤون الداخلية لبقية الدول".

وسبق أن ردت إيران، الأحد، على العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية والتي يفترض، بحسب إعلان وزير الخزانة الأميركي ستيفان مونشين، أن تطاول وزير الخارجية الإيراني هذا الأسبوع.


وبعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت الماضي، أنه سيفرض عقوبات "مشددة" على إيران يوم الإثنين، علّقت عليها الخارجية الإيرانية بالقول إنه "لم تبق عقوبات لم تفرضها أميركا، بالتالي فإن العقوبات التي تريد فرضها دعائية".

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، الأحد، أن "الإدارة الأميركية فرضت كافة أنواع العقوبات ضد الأشخاص والشركات في إيران وأنها مارست الإرهاب والحرب الاقتصاديين"، متسائلاً "وهل ظلت عقوبات لم تفرضها من قبل؟".

وأضاف موسوي أنه "إذا ما نظرنا بموضوعية لوجدنا أن الحديث عن عقوبات جديدة دعائي بحت"، مشيراً إلى أن بلاده "منذ أربعين عاماً تتعرض لعقوبات وهي تقاوم هذه العقوبات طيلة هذه العقود". وقال المتحدث الإيراني مستهزئاً "دعوهم يستمرون في فرض العقوبات لنرى ماذا سيحدث". ​


وعلى صعيد آخر، اعتبر وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، في تصريحات له، اليوم، أن الولايات المتحدة الأميركية "عاجزة عن القيام بأي تحرك عسكري" ضد إيران، مشيرا إلى أن "هذا العجز سببه القدرة الدفاعية لإيران".

وأضاف حاتمي أن إسقاط طائرة أميركية مسيرة فوق مياه الخليج "تم عبر منظومة دفاع جوي إيرانية الصنع بالكامل"، قائلا إن هذه العملية "مدعاة للفخر والاعتزاز لدى الإيرانيين جميعا".

وأكد حاتمي أن "الجمهورية الإسلامية أظهرت من خلال إسقاط هذه الطائرة أنها لن تتهاون لحظة في الدفاع عن المصالح الوطنية".

وأسقطت القوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، في الثالث عشر من الشهر الجاري، طائرة مسيرة أميركية بالقرب من مضيق هرمز، قالت إنها اخترقت الأجواء الإيرانية.

وإثر الحادث تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة التي قالت بدورها إن الطائرة أسقطت في الأجواء الدولية، ليعلن الرئيس ترامب أنه قرر شن هجمات على إيران قبل أن يتراجع عنها عشر دقائق قبل تنفيذها.

ذات صلة

الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة
تظاهرة ووقفة بالشموع أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن

سياسة

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن وقفة بالشموع وتجمّعاً للمئات من الناشطين أمام السفارة الإسرائيلية تأبيناً للجندي آرون بوشنل و30 ألف شهيد فلسطيني في غزة.
الصورة

سياسة

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال الأميركية" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لإرسال قنابل وأسلحة أخرى "نوعية" إلى إسرائيل.
الصورة
مسيرة وسط رام الله (العربي الجديد)

سياسة

شارك عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، نصرةً لغزة ودعماً للمقاومة الفلسطينية.

المساهمون