الفلسطينيون يرفضون ورشة المنامة: "المليارات لا تساوي ذرّة حقوق"

الفلسطينيون يتظاهرون رفضاً لورشة المنامة: "كل المليارات لا تساوي ذرّة حقوق"

24 يونيو 2019
أكد الفلسطينيون رفضهم لورشة المنامة ومقرراتها (العربي الجديد)
+ الخط -

تظاهر آلاف الفلسطينيين اليوم الإثنين، في مدن الضفة الغربية المحتلة، رفضاً لـخطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية "صفقة القرن"، وورشة البحرين الاقتصادية تمهيداً لها، والمقررة الثلاثاء والأربعاء، مؤكدين أنّ "كل المليارات لا تساوي ذرة من حقوق" الشعب الفلسطيني.

ففي ميدان المنارة وسط مدينة رام الله وسط الضفة، شارك أكثر من 1500 فلسطيني؛ بينهم شخصيات وقيادات وطنية، في وقفة رافضة لورشة المنامة، دعت لها القوى الوطنية والإسلامية.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ولافتات تؤكد رفض ورشة المنامة و"صفقة القرن"، ونعشاً رمزياً لقرارات الجامعة العربية.

وقال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومنسق القوى الوطنية والإسلامية لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة، إنّ "الشعب الفلسطيني والقيادة والقطاع الخاص والفصائل في الوطن والشتات كلهم موحدون ضد صفقة القرن وورشة المنامة، ومتمسكون بالثوابت الفلسطينية".

وأضاف أنّ "كل المليارات لن تساوي ذرة واحدة من حقوق الشعب الفلسطيني، وأنّ أي حل في المنطقة يجب أن يكون ضمن قرارات الشرعية الدولية".

وأضاف أبو يوسف: "كنا نتمنى أن لا تكون هناك مشاركة عربية، ونحن نشاهد اليوم الشعوب العربية وهي تخرج رفضاً لورشة المنامة، وذلك يعطي زخماً للقضية الفلسطينية".

رفع متظاهرون نعشاً يجسد صفقة القرن وقرارات الجامعة العربية (العربي الجديد)


كما جابت مسيرة حاشدة أخرى شوارع مدينة رام الله، على وقع الأغاني الوطنية، فيما توجه العشرات من الفلسطينيين بمسيرة نحو المدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة، وما يعرف بحاجز المحكمة (DCO) العسكري، حيث أشعل الشبان تابوتاً رمزياً لـ"صفقة القرن" وورشة المنامة، وأحرقوا إطارات وألقوا الحجارة تجاه حاجز للاحتلال.

ونفذت النقابات المهنية مسيرة مماثلة، انطلاقاً من أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، باتجاه ميدان المنارة حيث انضم مواطنون فلسطينيون للتظاهرة، فيما نفذت نقابة المحامين الفلسطينيين، وقفة احتجاج أمام مجمع المحاكم، في مدينة البيرة.

شاركت نقابات مهنية بالتظاهرات (العربي الجديد) 


وقال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التوجه إلى نقاط التماسّ مع جيش الاحتلال هو استمرار للفعاليات التي بدأت منذ أسابيع، تحت عنوان (موحدون في مواجهة وورشة البحرين وصفقة القرن)"، مطالباً بـ"تبني استراتيجية وإرادة سياسية جامعة وموحدة، تؤمن بالنضال والكفاح".

وأكد الخواجا أنّ مسيرة أخرى باتجاه المدخل الشمالي لمدينة البيرة ستنظم، غداً الثلاثاء، فيما ستكون هناك نقاط احتكاك جديدة الأيام المقبلة في محافظة نابلس، تحديداً في عزموط، وأخرى في قلقيلية، إضافة إلى مؤتمرات في الداخل والخارج.

وقال إنّ "الشعب الفلسطيني أفشل عشرات المؤتمرات من أميركا وغيرها، واليوم فإنّ ورشة المنامة وصفقة القرن مصيرها كمصير سابقاتها".

خرج الآلاف في التظاهرات بمدن الضفة (العربي الجديد) 


وفي السياق، نظمت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، مسيرة شارك بها مئات الفلسطينيين، وجابت المسيرة شوارع مدينة طولكرم واستقرت في ميدان جمال عبد الناصر وسط المدينة، حيث ألقيت كلمات رافضة لورشة المنامة.

وكان فلسطينيون غاضبون قد أحرقوا، مساء الأحد، صوراً لملك البحرين حمد بن عيسى، وأخرى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومستشاره جاريد كوشنر، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك خلال فعالية رافضة لورشة المنامة و"صفقة القرن"، نظمتها القوى الوطنية والإسلامية، على مدخل مخيم الدهيشة القريب من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة.


وقال محمد الجعفري منسق فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في محافظة بيت لحم، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المئات من الشخصيات الوطنية والنشطاء شاركوا في وقفة رافضة لورشة البحرين وصفقة القرن، وأكدوا التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، فيما ردد المشاركون هتافات ورفعوا لافتات رافضة لقرصنة أموال الشعب الفلسطيني، ورفعوا كذلك العلم الفلسطيني".

وشدد الجعفري على أنّه "لا يمكن استبدال الحلول السياسية بالحلول الاقتصادية، وهذه الأيام نشهد أفضل مرحلة من الوحدة والتكاتف ضد صفقة القرن وورشة المنامة".

سيواصل الفلسطينيون الفعاليات والتظاهرات تزامناً مع المؤتمر غداً (العربي الجديد) 

وكشفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت، ملامح خطة "صفقة القرن"، حيث ستعرض استثمارات بقيمة 50 مليار دولار أميركي، على فلسطين والدول العربية المجاورة، وبناء ممر يربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتشمل الخطة 179 مشروعاً للبنية الأساسية وقطاع الأعمال، وتقترح أول مرحلة منها استثمارات قدرها 50 مليار دولار بالأراضي الفلسطينية ومصر والأردن ولبنان.

ومن المقرر أن يقدم جاريد كوشنر صهر ترامب، الخطة التي عمل على إعدادها، خلال مؤتمر "السلام من أجل الازدهار" سيعقد في البحرين، غداً الثلاثاء ويستمر حتى الأربعاء.