جمود في معارك الشمال السوري... والمعارضة ترفض استيعاب "مسد"
هدأت، إلى حد بعيد، وتيرة الاشتباكات البرية بين المعارضة السورية المسلحة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى، فبات من الواضح أن الأخيرة أصبحت عاجزة عن التقدم أكثر، في ظل توارد أنباء عن انتشار حالة يأس في صفوف هذه القوات، بسبب مقتل عدد كبير منها في المعارك الأخيرة، ما يشي بفشل الحملة الروسية على شمال غربي سورية.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه فصائل المعارضة تتصدى لمحاولات قوات النظام التقدم في ريف حماة الشمالي، جددت هيئة التفاوض، التابعة للمعارضة السورية، رفضها إدخال "مجلس سورية الديمقراطية" (مسد)، الذراع السياسية لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، إلى المعارضة السورية، وهو ما ينفي الأنباء عن محاولات أميركية بفرض "مسد" على "الهيئة"، التي تتولى مهمة التفاوض مع النظام للتوصل إلى حل سياسي يبدو أنه بعيد المنال في المدى المنظور.
ومن اللافت انخفاض وتيرة الاشتباكات بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام التي لم تستطع تحقيق أي اختراق على جبهة ريف حماة الشمالي، رغم الزج بثقلها العسكري في المعركة. ويؤكد قياديون في الجيش السوري الحر أن "حالة يأس ومعنويات محطمة تعيشها قوات النظام والمليشيات"، مشيرين إلى أن قادة هذه القوات "يتبادلون الاتهامات بالتقاعس والجبن والخيانة"، مؤكدين أن "هناك غضباً روسياً من أداء المرتزقة والمليشيات الأسدية".
وكانت فصائل المعارضة صدت، خلال الأيام القليلة الماضية، 4 محاولات تقدم من قبل قوات النظام إلى مناطق في ريف حماة الشمالي. وتكبدت هذه القوات خسائر فادحة في أرواح مسلحيها، وهو ما يؤكد فشل الحملة العسكرية التي كانت تعوّل عليها روسيا لتغيير الكثير من المعادلات السياسية والعسكرية في مجرى الصراع على سورية. إلى ذلك، وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الجمعة الماضي، مقتل ما لا يقل عن 487 من المدنيين في منطقة خفض التصعيد بإدلب ومحيطها "على يد الحلف السوري - الروسي، منذ 26 إبريل/نيسان وحتى 21 يونيو/حزيران". وأضافت أن من بين القتلى 118 طفلاً، و92 امرأة. وأشارت إلى إصابة ما لا يقل عن 1487 مدنياً بجراح في الفترة الزمنية ذاتها. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 58 مدنياً، بينهم 21 طفلاً و8 نساء و3 من منظومة الإسعاف، منذ الأربعاء الماضي وحتى مساء السبت الماضي من جراء القصف الجوي والمدفعي والصاروخي على ريف إدلب.
الحريري ينفي "الرياض 3"
وتتهم المعارضة السورية "قسد" بارتكاب جرائم تهجير واسعة النطاق بحق المعارضين لها، من عرب وأكراد وتركمان، في مناطق سيطرتها، فضلاً عن اتهامها بمحاولة تشكيل إقليم في شمال شرقي سورية ربما يفضي إلى تجزئة البلاد. على الصعيد ذاته، قال مظلوم عبدي (مظلوم كوباني)، قائد "قسد"، التي يشكل مقاتلون أكراد قوامها الرئيسي ويتولون قيادتها، في تصريحات، أول من أمس السبت، إن "الدولة السورية من دون مناطق شمال وشرق سورية ستكون دولة فاشلة". وحدد عبدي شروط التفاوض مع النظام السوري، مشيراً إلى أنها "تتلخص في الاعتراف بالإدارات الموجودة، بما فيها الإدارة العامة لشمال وشرق سورية، والاعتراف بخصوصية قسد ومسؤوليتها الكاملة عن الملف العسكري والأمني في مناطق الإدارة الذاتية".