تونس: حركة النهضة تقدم ملامح برنامجها الانتخابي وأولوياتها

تونس: حركة النهضة تقدم ملامح برنامجها الانتخابي وأولوياتها

23 يونيو 2019
ستقدم الحركة لأول مرة منذ نشأتها مرشحاً للرئاسة(العربي الجديد)
+ الخط -
أكد رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، في خطاب ألقاه اليوم الأحد، في اختتام الندوة السنوية الثالثة للحركة، أن الأخيرة "انتقلت من الدفاع عن الهوية إلى الحرية، واليوم تنتقل من الحريات التي ترسخت إلى الدفاع عن المستضعفين"، مبينًا أنها "ستلتفت إلى المناطق التي تعاني اختلالا في التنمية وإلى العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر، وهو أساس برنامجها الانتخابي". 

وقال الغنوشي إنه "بعد 8 سنوات من الثورة، فإن كثيراً من المناطق لم تتغير أوضاعها، ونقول لها (لبيك)، فلا ديمقراطية دون عدالة اجتماعية ودون مرافق أساسية، خاصة وأن هناك تهديداً
بانفجار الأوضاع، لأن المخططات التنموية رسخت الفوارق الاجتماعية، والخطاب السياسي يركز على الغلاء وليس على إعادة الاعتبار للعمل".

وأفاد أن "الحركة وما عاشته من مظالم ومحاولات استئصال بقيت صامدة وتحاول التطور بعيداً عن الانتقام والكراهية، ولهذا صوتت على قانون المصالحة متحملة عبئاً كبيراً، بهدف دعم العدالة الانتقالية وليس الانتقامية".

وقال الغنوشي إن "الشعب التونسي وضع النهضة في 2011 في الحكم، ولكنها اختارت حكما توافقيا وحزبين علمانيين وهما جناحا الطائر التونسي"، على حد توصيفه.

وأفاد أن "انعقاد هذه الندوة الثالثة، والاحتفاء بالذكرى 50 لانطلاق حركة النهضة، كان لمواصلة أهداف الثورة"، مضيفاً أن "انطلاقة الحركة في السبعينيات إلى اليوم رافقها عديد من التطورات، واحتفاظ بقيم الدين في تفاعل مع الواقع المتطور".

وبيّن أن "الحركة هي قصة نجاح، وهو نجاح نسبي، ومع ذلك صمدت إزاء القمع؛ لأنها حافظت على التفاعل مع الحياة"، مؤكدا أنه "ليس عيبا أن تتم مواكب التطور التقني والعلمي"، مضيفا أن "بقاء النهضة 50 سنة لأنها حافظت على الثبات على المبادئ والتطور".

وأشار إلى أن "الدين لا ينافي الفن والتطور وتطوير العلم والطب، فالنهضة اليوم تعرف نفسها على أنها في صف الديمقراطية ولكن لا ديمقراطية دون تطور".

وقال إنه "رغم الصراع مع البوليس في مرحلة سابقة، ولكن النهضة اليوم تحب الأمن والجيش"، مشددا على "الانتقال من الصراع حول الهوية إلى ترسيخ الهوية، وأن تكون الحركة الأفضل إسلاما ونفعا وخدمة للناس"، وأن النهضة "أخذت الديمقراطية جرعة واحدة واعترفت ببقية الأحزاب، رغم أن آخرين رفضوا الاعتراف بالنهضة التي تحاول التطور".

وأشار إلى أنه "آن الاوان لتتحرر تونس من الفساد وتحقق قفزة نوعية، وأن لا تقبل أي اتفاق دولي يصادر ثروات تونس ورزق الوطن وفلاحته، والانفتاح يجب أن يكون مدروسا غير مدمر، ومع علاقات دولية متوازنة، والآفاق كبيرة إذا تم تحرير الاقتصاد وإعادة الاعتبار لتونس والمبادرة الحرة، فتونس مرهقة".

بدوره، أكد رئيس مجلس شورى النهضة، عبد الكريم الهاروني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "انعقاد مجلس الشورى يوما قبل الندوة السنوية كان فرصة لدراسة الوضع السياسي"، مبينا أن "الملف الرئيسي كان بداية الحوار للانتخابات الرئاسية، وستقدم الحركة بعد 50 سنة من نشأتها مرشحا لها"، مؤكدا أن "حسم القرار سيكون في الدورة القادمة التي سيتم التسريع بانعقادها، ومن المنتظر أن تكون في شهر يوليو/ تموز".

وقدمت حركة النهضة، في اختتام أشغال ندوتها السنوية الثالثة، أهم التوصيات التي انبثقت عن مجلس الشورى وملامح برنامجها الانتخابي الذي تمت مناقشته خلال الندوة السنوية.

ويقوم البرنامج الانتخابي على أربع نقاط أساسية؛ وهي منوال حوكمة جديد يزيل العوائق البيروقراطية والهيكلية وينهض بالنمو والإنتاجية، ومنوال تنموي وسياسات اجتماعية تجمع التوازن والعدالة بتونس وتساعد على التمكين الاقتصادي، ومنوال اقتصادي يقوم على الارتقاء في القيمة المضافة والتحول نحو اقتصاد المعرفة، وأخيرًا سياسة عمومية تراهن على الإنسان وتعزز رأس المال البشري".