انطلاق الانتخابات الرئاسية في موريتانيا وسط تحذيرات من التزوير

انطلاق الانتخابات الرئاسية في موريتانيا وسط تحذيرات من التزوير

نواكشوط

حكيم عنكر

avata
حكيم عنكر
نواكشوط

أحمد ولد سيدي

avata
أحمد ولد سيدي
22 يونيو 2019
+ الخط -
توجّه نحو 1.5 مليون ناخب موريتاني مسجل في اللوائح الانتخابية، منذ صباح اليوم السبت، إلى مكاتب الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد من بين ستة مرشحين، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، وسط مخاوف وتحذيرات من اختطاف إرادة الناخبين، يقابلها انتشار لفرق المرشحين، المرابطة أمام مكاتب التصويت.

وكشفت مصادر باللجنة المستقلة للانتخابات بموريتانيا وصول نسبة الإقبال على التصويت إلى 30%، في عموم البلاد، فيما أكد رؤساء مكاتب تصويت في عدد من مقار الانتخابات التي زارها "العربي الجديد" أن نسبة التصويت في العاصمة نواكشوط تجاوزت 50% عند منصف النهار، ومن المتوقع أن تصعد خلال الساعات المقبلة.

وذلك عند منتصف النهار، بينما تفاوتت نسب التصويت بالنسبة للمحافظات الداخلية، حيث بلغت النسبة في محافظتي كيدى ماغه وكوركل، جنوب البلاد نسبة 35%، وتفاوتت النسبة في بقية المحافظات الداخلية ما بين 26% إلى 27% خلال منتصف النهار.

وأكدت المصادر أن نسبة التصويت الأعلى سجلت عند منتصف النهار في المحافظات الجنوبية، والشرقية، تليهما العاصمة نواكشوط، ثم باقي المحافظات الأخرى، وسط تنافس قوي بين المرشحين الستة المشاركين في السباق الانتخابي.

ولا يزال الموريتانيون يتوافدون على مراكز الاقتراع ومكاتب التصويت في كافة أنحاء الوطن، لاختيار رئيس جديد، من بين ستة مرشحين أبرزهم حظا في الفوز محمد ولد الغزواني المدعوم من النظام، ورئيس الحكومة السابق سيدي محمد ولد بوبكر المدعوم من الإسلاميين، وأحزاب قومية وحركات شبابية واسعة تسعى للتغير، وشخصيات سياسية مؤثرة، إضافة إلى المرشح بيرام ولد الداه ولد أعبيدي رئيس حركة "إيرا" الحقوقية غير المرخصة.

وفتحت مكاتب الاقتراع، التي تزيد عن 3800 مكتب في 15 ولاية، أبوابها في الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، وبدأت في استقبال الناخبين وسط ترتيبات أشرفت عليها اللجنة الوطنية.

ورصد "العربي الجديد" عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، التي ستشهد أول تداول سلمي للسلطة، منذ استقلال هذه الدولة عام 1960.


وقالت رئيسة مكتب تصويت في الدائرة الانتخابية تفراغ زينة، في مدرسة الإمام الشافعي في العاصمة نواكشوط لـ"العربي الجديد، إنّ "عملية التصويت تمرّ بشكل طبيعي، وإن كافة الوسائل اللوجستية متوفرة، من أوراق الناخبين ولوائح المسجلين في القوائم الانتخابية، والحبر ومساحة القاعة ودرجة إضاءتها بما يسمح بتصويت شفاف"، مؤكدة أنه "يجري التأكد من اسم الناخب أو الناخبة من طرف جميع طاقم مكتب التصويت".

وأوضحت "أنها عاينت في الصباح مكان التصويت، وتأكدت من ملاءمته لشروط التصويت السرّي، وتأكدت من الصندوق. كما وضعت قفلاً له بمعية أعضاء مكتب التصويت وباقي ممثلي المرشحين المراقبين لمجريات التصويت في الاقتراع الرئاسي".

ولد مولود: يوم تاريخي

من جهة أخرى، أكد مرشح المعارضة محمد ولد مولود، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن هذا يوم تاريخي بالنسبة لموريتانيا والموريتانيين لاختيار رئيس جديد يقطع مع الفترة الماضية، وقال "لا يمكنني في هذه اللحظة إلا أن أتحدث عن الآمال وعن التخوفات، وبالنسبة للآمال، أتمنى أن تجري الأمور بشكل إيجابي، وعادي، وأن تترك إرادة الناخب ليعبر عن اختياره.

وأما التخوفات، بحسب قوله، فتكمن في أن "المسلسل من بدايته ثم اختطافه من طرف السلطة القائمة، والمعارضة أقصيت من كل الترتيبات الخاصة به".

واضاف "إذا احترمت إرادة الناخبين فإن النتيجة ستكون إحداث التغيير المنشود، أي إزاحة هذا النظام، وقطع الطريق على حزب السلطة".

بدوره، قال محمد أحمد، ممثل ولد مولود، لـ"العربي الجديد"، إنه "يراقب عملية التصويت من المكان المخصص له، وإنه يتأكد من هويات الناخبين من خلال اللائحة المسلمة له".

وأكد أن "العملية الانتخابية إلى حدود اللحظة سلسة، ولم يقع أي مشكل يستوجب تدخلي، وأنا وبقية ممثلي المرشحين الآخرين، نحرص على سلامة التصويت وفق الشروط والضوابط".

ولد بوبكر: ضغوط على الناخبين

من جانب آخر، أكد المرشح للرئاسيات سيدي محمد ولد بوبكر، المدعوم من طرف الإسلاميين، في جواب عن سؤال لـ"العربي الجديد"، أن "محطة اليوم تعتبر محطة تاريخية في موريتانيا ويتتبعها العالم العربي والخارج باهتمام كبير"، غير أنه أبدى الكثير من التخوفات من "إفساد المسلسل والتدخل للتأثير على صناديق الاقتراع".

وقال "إن المؤشرات التي نتوفر عليها تشير إلى ممارسة ضغوط على الناخبين من قبل جهات معلومة، ولذلك نأمل أن يتدارك كل ذلك، حتى لا تفسد العمليات الانتخابية الجارية".

وأضاف أنه كمرشح سيضطر "إلى رفض النتائج والاعتراض عليها، بعد استجماع كافة العناصر التي قد تشير إلى التدخلمن طرف السلطة لصالح مرشح معين، ولذلك ندعو اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات إلى تحمل مسؤولياتها في مراقبة والسير العادي للتصويت".

وتابع في جوابه على سؤال حول ما إذا كانت موريتانيا اليوم ستقدم درسا مهما في التناوب الديمقراطي عن طريق صناديق الاقتراع في محيط صاخب، بأن "الشعب الموريتاني مستعد لتقديم دروس في الديمقراطية وفي التحمل وفي الصبر، ولكن الشباب الموريتاني لن يقبل أن تسرق نتائج تصويته ولا أن تسلب إرادته، ولا أن يتلاعب بنتائج الانتخابات. نحن نؤكد من هذا الموقع أننا سنمضي في هذه الانتخابات، ولكننا سنمضي بحزم وبيقظة، وسنفضح كل الخروقات التي ستشوب هذه المحطة، وأملنا أن تستجيب السلطات لهذا النداء، وتكون هذه الانتخابات، شفافة ونزيهة، وهذا هو طريق الديمقراطية".

وأشارت تقديرات "العربي الجديد"، التي حصل عليها في وقت سابق من أكثر من مكتب تصويت، إلى أن نسبة المشاركة تقدر بنحو 20 في المائة إلى حدود الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، وإن النسبة مرشحة للارتفاع خلال منتصف النهار، لتبلغ ذروتها قبيل إغلاق مكاتب التصويت.


في المقابل، حذر المرشح الرئاسي سيدي محمد ولد بوبكر في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، من عمليات تزوير قد تخطف إرادة الناخب، مؤكداً في الوقت نفسه أن لجانه يقظة لكل حالة تزوير، وأنه سيتصدى لكل من يحاول إفساد هذا العرس الديمقراطي في موريتانيا.

الشارع هو الحل

بدوره، أعرب المرشح الرئاسي، بيرام ولد أعبيدي، عن استعداده الكامل للبقاء في الشارع مع الشعب في حالة وقوع تزوير أو تلاعب بنتائج الانتخابات من طرف النظام.

وخاطب ولد أعبيدي بعد الإدلاء بصوته النظام الحاكم، قائلاً "من فضلكم نهبتم، وسرقتم، وبطشتم وعذبتم، اتركوا لنا ما بقي من الدولة والشعب والثروة، اتركوا لنا خيارنا في أن يحل آخرون محلكم".

ووجه ولد أعبيدي، في تصريح صحافي، نداء لمن أسماهم بـ"أصحاب الضمائر في أروقة النظام بتحكيم الضمير، والرفق بالشعب الموريتاني"، محذراً "من جر الشعب لمطبات، ومتاهات عصفت بدول ومجتمعات أخرى، وهي متاهات لا تحمد عقباها".

بيرام ولد أعبيدي (العربي الجديد) 

كما طالب المرشح الرئاسي، النظام بقبول "مرور إرادة الشعب عبر صناديق الاقتراع، ووقف كافة أشكال التزوير وعدم التعرض لمسار التغيير الذي أكد الشعب على أنه لا سبيل دون تحقيقه خلال الحملات الدعائية".

من جهة ثانية، وجه ولد أعبيدي الشكر لكل الموريتانيين على الوفاء للسلم وللشرعية الوطنية والدولية، قائلاً في المقابل إنه "حان للنظام أن يوقف مسار القهر والتعسف والتجويع وسياسة فرق تسد، وأن يعرف أن اللحظة لحظة التحرر والتغيير والقطيعة معه". وأضاف أن "هذا ما أظهره الشعب خلال الحملات الدعائية عن طريق الإقبال على التغيير الذي يجب أن يظهر من خلال صناديق الاقتراع".

وحيا ولد أعبيدي جميع الموريتانيين راجياً لهم "انتخابات حرة ونزيهة تعكس مستوى عزوفهم وإدارتهم الظهر للنظام الذي صادر حرياتهم وأفقرهم، ومزق وحدتهم ونهب خيراتهم وداس على حقوقهم خلال عشر سنوات من حكم ولد عبد العزيز".

ويتنافس في الانتخابات اليوم ستة مرشحين، أبرزهم وزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواني، ورئيس الحكومة الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر، والمعارض محمد ولد مولود، فيما يغيب الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز عن هذه الانتخابات، بعد أن استنفد عدد المأموريات التي يسمح بها الدستور.

دلالات

ذات صلة

الصورة
أمنيات الموريتانيين للعام الجديد (العربي الجديد)

مجتمع

يعلّق الموريتانيون آمالاً كبيرة على سنة 2022، آملين في كبح شبح البطالة، وخفض الأسعار، ومعالجة التضخّم الذي ساد خلال عام 2021.
الصورة
mauritania football

رياضة

يتطلع المنتخب الموريتاني إلى تحقيق نتائج طيبة في بطولة كأس العرب 2021، التي ستقام في قطر بين الـ13 من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي و18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، رغم أنه حلّ في مجموعة صعبة، تضمّ تونس والإمارات وسوريّة. 

الصورة
موريتانيا

اقتصاد

مع حلول فصل الصيف، تبدأ مئات العائلات الموريتانية التدفق إلى واحات النخيل وأسواق التمور، للمشاركة في ما يسمى محلياً بـ"الكيطنة" أو موسم جني التمور، الذي يشبه الموسم السياحي الداخلي.
الصورة
موريتانيا

اقتصاد

يعتبر سائقو "التوك توك" في موريتانيا أن العمل عليه يحسن من دخلهم المادي، خصوصاً مع ارتفاع معدلات البطالة في أوساط الشباب الباحثين عن عمل، وبات مصدر رزق لكثير منهم.