رسالة من ترامب لإيران: طاولة المحادثات أو الهجوم الوشيك

رسالة من ترامب لإيران عبر سلطنة عمان: طاولة المحادثات أو الهجوم الوشيك

21 يونيو 2019
حذرت طهران من عواقب أيّ عمل عسكري أميركي(دومينيكا زارزيكا/Getty)
+ الخط -

كشف مسؤولون إيرانيون لوكالة "رويترز" اليوم الجمعة، أن طهران تلقّت رسالة الليلة الماضية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر سلطنة عمان، للتحذير من "هجوم وشيك".

وصرّح أحد المسؤولين الذي فضّل عدم ذكر اسمه، بأن ترامب قال في رسالته إنه "ضد أي حرب مع إيران ويريد إجراء محادثات مع طهران بشأن عدد من القضايا"، لافتاً إلى أنه "حدد فترة زمنية قصيرة للحصول على ردنا، لكن ردّ إيران الفوري هو أن القرار بيد المرشد الأعلى علي خامنئي في هذه المسألة".

وقال المسؤول الثاني: "أوضحنا أن المرشد الأعلى يعارض أي محادثات، لكن الرسالة ستنقل إليه ليتخذ القرار".

وأشار إلى أنّ رد إيران الفوري على الرسالة، كان "تحذيراً صريحاً" بشأن العواقب الإقليمية والدولية لأي عمل عسكري أميركي.

ولاحقاً، اليوم الجمعة، ذكرت وكالة "فارس" للأنباء أنّ إيران أبلغت الولايات المتحدة عبر السفير السويسري ماركوس ليتنر، بأنّ واشنطن ستكون مسؤولة عن عواقب أي عمل عسكري ضد إيران.

ولأنّ واشنطن وطهران لا تربطهما علاقات رسمية، فإنّ السفير السويسري في طهران يمثل المصالح الأميركية في إيران.

وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أنّ وزارة الخارجية التي استدعت السفير، أبلغته أنّ إيران لا تريد حرباً مع الولايات المتحدة.

وفي تصريحات منفصلة، نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء، عن مدير إدارة الأميركيتين بوزارة الخارجية الإيرانية محسن بهاروند، قوله: "إذا اتخذ الطرف الذي يواجهنا خطوات استفزازية بلا تفكير، فإنّه سيتلقى رداً بالمثل لا يمكن التنبؤ بعواقبه، وستتكبد جميع الأطراف الخسائر والأضرار المترتبة عليه".

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ ترامب وافق على توجيه ضربات عسكرية لإيران، اليوم الجمعة، رداً على إسقاط طائرة استطلاع مسيرة قيمتها 130 مليون دولار، أمس الخميس، فوق مضيق هرمز، لكنه تراجع عن قراره بعد ذلك بشكل مفاجئ.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية شاركوا في المناقشات أو اطلعوا عليها، قولهم إن ترامب وافق في البداية على ضرب بضعة أهداف كأجهزة رادار وبطاريات صواريخ.

ووفق المصادر، فإنه كان من المقرر تنفيذ الضربات قبيل فجر اليوم، الجمعة، لتقليل الخطر على العسكريين أو على المدنيين.



في المقابل، قال براين هوك المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران، اليوم الجمعة، إنّه من المهم "أن نبذل أقصى ما في وسعنا" لنزع فتيل التوتر مع إيران.

وقال خلال مؤتمر صحافي في الرياض: "مساعينا الدبلوماسية لا تمنح إيران حق الرد بالقوة العسكرية، وعلى إيران أن ترد على جهودنا الدبلوماسية بالدبلوماسية لا بالقوة العسكرية... من المهم أن نبذل أقصى ما في وسعنا لنزع فتيل (التوتر)".

وأوضح هوك أنّه اجتمع مع مستشار الأمن الوطني السعودي "لبحث التهديد الإيراني".

وأضاف أنّ "العقوبات أتاحت لنا حرمان النظام من استخدام الحرس الثوري لإيرادات بعشرات المليارات من الدولارات لشنّ هجمات مباشرة أو غير مباشرة".

وحمل هوك إيران "مسؤولية زيادة التوتر في المنطقة، وتواصل رفض أي مبادرات دبلوماسية لنزع فتيل التوتر".

وقال إنّه "من المهم ألا تحصل إيران على موطئ قدم في اليمن لتهديد باب المندب"، مضيفاً: "إذا لم ننجح في التصدي لإيران في اليمن، فسنزيد من مخاطر اندلاع صراع إقليمي في الشرق الأوسط".

وتابع: "لا بد من التصدي لمساعي إيران إلى استخدام وكلاء لمهاجمة السعودية وزعزعة استقرار المنطقة"، مضيفاً أنّ "حملة ممارسة أقصى قدر من الضغوط على طهران تؤتي ثمارها، وإيران تشعر بوطأتها".

ولاحقاً اليوم الجمعة، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، على تصريحات هوك، قائلاً في تغريدة على "تويتر" إنّ إيران "ترد على الدبلوماسية بالدبلوماسية... وعلى الحرب بالدفاع المستميت".


وفي السياق، قال مستشار للرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الجمعة، إنّه إذا لم يكن ترامب يريد حرباً مع طهران فعليه أن يخفف العقوبات.

وقال حسام الدين آشنا في تغريدة على "تويتر": "الحرب والعقوبات وجهان لعملة واحدة... إذا كنت (ترامب) لا تريد حرباً فعليك أن تفعل شيئاً ما بشأن العقوبات".

(رويترز، العربي الجديد)