مقتل 18 مدنياً بقصف على ريف إدلب...ومواجهات عنيفة بحماة

مقتل 18 مدنياً بقصف للنظام وروسيا بريف إدلب... ومواجهات عنيفة بحماة

20 يونيو 2019
تتواصل المعارك بين المعارضة والنظام بريف حماة الشمالي(فرانس برس)
+ الخط -
قتل ثمانية عشر مدنياً، اليوم الخميس، جراء قصف جوي للنظام السوري وروسيا على ريف إدلب، بينما تدور مواجهات عنيفة على محاور القتال في ريف حماة الشمالي.

وقالت مصادر محلية إن قوات النظام تحاول، منذ صباح اليوم، التقدم نحو بلدتي تل ملح والجبين في ريف حماة الشمالي، بالتزامن مع غارات جوية مكثفة على مناطق ريف حماة والريف الجنوبي لإدلب، لكنها لم تتمكن من إحراز أي تقدم، بينما أعلنت فصائل المعارضة عن تدمير دبابة وقتل عناصر من قوات النظام خلال هذه المواجهات.

وذكرت وكالة "إباء"، التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، أن ثلاث مجموعات من قوات النظام سقطت بين قتيل وجريح، بعد وقوعها في كمين أعدته فصائل المعارضة بالقرب من قرية الجبين، مشيرة إلى أن قوات النظام قصفت عدة قرى على خطوط الجبهات في ريف حماة الشمالي، خلال محاولتها التقدم على محاور القتال.

كما أعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير" أن مقاتليها استهدفوا بصواريخ "غراد" قوات النظام أثناء محاولتها التقدم، كما أعطبوا دبابة بعد استهدافها بقذائف المدفعية الثقيلة على محور تل ملح.

وتكرر قوات النظام بشكل شبه يومي محاولاتها استعادة القرى التي سيطرت عليها قوات المعارضة في هجماتها الأخيرة، ويتخلل ذلك اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أسفرت حتى الآن عن مئات القتلى من الطرفين، بحسب المصادر العسكرية.
ويعتبر كل من النظام والمعارضة معركة جبهتي تل ملح والجبين معركة "كسر عظم"، إضافة إلى أنهما في منطقة حاكمة وتقطع طريق محردة - السقيلبية، وبالتالي يريد النظام استعادتهما لإعادة فتح الطريق بين المنطقتين، وإيصال التعزيزات لقواته في بلدة كفرنبودة وقرى الريف الجنوبي لإدلب. وتل ملح هو تل مرتفع يتحصن فيه مقاتلو فصائل المعارضة، وتقع بلدة الجبين في الجزء الشمالي منه.

ويرى قياديون في المعارضة أن سبب عجز النظام عن إحراز تقدم على هذه الجبهات برغم كثافة النيران التي يستخدمها ومعه الطيران الروسي، هو اعتماد الفصائل على أسلوب الكر والفر على مواقع قوات النظام، لإرباك خططها وإجبارها على الانتقال لوضع الدفاع باستمرار، بدل التخطيط لشن هجمات كبيرة، خاصة مع إدراك الفصائل أن النظام والروس يعتمدون سياسة الأرض المحروقة في أي مكان يمكن أن تتقدم إليه الفصائل أو تستقر فيه، لذلك كان "تكتيك" الكر والفر هو الخيار الأنسب، أضف إلى ذلك الدعم التركي للفصائل وتزويدها ببعض الأسلحة.

وكانت فصائل المعارضة قد قدرت أن قوات النظام خسرت خلال الشهرين الماضيين نحو 600 عنصر، بينهم عشرات الضباط.

وفي المقابل، تكبدت فصائل المعارضة خسائر هامة في الأرواح أيضا، نتيجة عمليات القصف المكثفة للنظام والطيران الروسي، إضافة إلى المواجهات العسكرية المباشرة.

وقد نعى فصيل "جيش العزة" العامل في ريف حماة الشمالي، أمس الأربعاء، دفعة جديدة من عناصره، بينهم قيادي، قتلوا في أثناء التصدي لهجوم قوات النظام على المنطقة.

ونشر الفصيل، عبر حسابه في "تلغرام"، صورًا لستة مقاتلين قتلوا في المعارك الأخيرة بريف حماة الشمالي. وكان "جيش العزة" قد نعى في مايو/أيار الماضي، أكثر من 20 مقاتلًا من صفوفه قتلوا في المعارك الدائرة في ريفي حماة الغربي والشمالي.

كما نعى فصيل "لواء سمرقند" التابع لـ"الجيش الوطني"، المدعوم من تركيا، مقاتلين له على جبهات ريف حماة الشمالي.

ونعى فصيل "جيش إدلب الحر"، المنضوي في "الجبهة الوطنية للتحرير"، أمس الأربعاء، أيضا مقاتلين له على جبهات ريف حماة الشمالي، وكذلك فصيل "أحرار الشرقية" المنضوي في الجيش الوطني.

18 قتيلاً بريف إدلب بينهم مسعفون

في غضون ذلك، قتل 18 مدنياً وأصيب نحو عشرون آخرون، نتيجة قصف جوي نفّذته طائرات النظام السوري وروسيا على قرى وبلدات في ريف إدلب.

وقال مصدر من الدفاع المدني لـ"العربي الجديد"، إن طائرة حربية استهدفت بعدة صواريخ بلدة حيش، جنوب إدلب، ما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين وإصابة آخرين.

وأضاف المصدر أن قصفاً مماثلاً استهدف بلدة المسطومة أسفر عن مقتل ستة مدنيين آخرين، وإصابة العديد من الأشخاص، بينما قتل ثلاثة مدنيين في قصف جوي على مدينة معرة النعمان.

كما أشار إلى مقتل مدنيين اثنين، أحدهما في قصف على بلدة معرة مصرين، والآخر توفي متأثراً بجراح أصيب بها في قصف جوي سابق على بلدة البارة.

ولفت إلى أن بين القتلى الذين سقطوا في بلدة المسطومة ثلاثة مسعفين كانوا يحاولون إسعاف الجرحى، فتم استهدافهم بشكل مباشر.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الأحد، إنها وثّقت مقتل 403 مدنيين وإصابة 1227 مدنياً جراء هجوم قوات النظام وروسيا على منطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب وحماة) منذ 26 إبريل / نيسان وحتى 15 يونيو/ حزيران.

وأضافت أنه تم الاعتداء خلال الهجمات على 32 منشأة طبية وعلى 64 مدرسة و43 دار عبادة وثلاثة مخيمات.

وكان 11 مدنياً قد قتلوا وجرح 10 آخرون، أمس الأربعاء، جراء استهداف طيران النظام محلات تجارية على الطريق العام في قرية بينين، جنوب إدلب. كما قتلت سيدتان في بلدة كنصفرة، إحداهما مع جنينها، جراء قصف جوي على البلدة، فيما قتل مدني في قرية ترملا جراء قصف مدفعي.
إلى ذلك، برّرت "قاعدة حميميم" الروسية في اللاذقية أسباب الهبوط الاضطراري للطائرة الحربية الروسية في مطار حماة العسكري، وذلك بعد ساعات من الحديث عن إصابة الطائرة بمضادات الطيران في جنوبي إدلب.

وقالت صفحة "قاعدة حميميم" في "فيسبوك"، إن هناك احتمالًا لـ"حدوث خلل في الطائرة الحربية الروسية من طراز (L 39) بسبب ارتفاع درجة الحرارة في محرك الطائرة، لقد أدى هذا الخلل إلى هبوط الطائرة اضطرارياً في مطار حماة العسكري".

وكانت "هيئة تحرير الشام" قد ذكرت، أمس الأربعاء، أنها تمكنت من إصابة طائرة حربية جديدة أثناء قصفها قرى وبلدات في جنوبي إدلب. وهذه الطائرة هي الثالثة التي تقول الفصائل إنها تمكنت من إصابتها خلال الحملة العسكرية الحالية.