صراع ألماني فرنسي على رئاسة المفوضية الأوروبية

وسيكون من مهام لقاء اليوم الخميس وغدا الجمعة، لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، في بروكسل، اختيار رئيس المفوضية، ثم عرضه على البرلمان الأوروبي للتصويت، وهو ما يستوجب حصول أغلبية 376 صوتا. ولكن الزعماء الأوروبيين لم ينجحوا بعد في اختيار هذا الاسم.

ويبدو الصراع على أشده، كما التنافس، بين الطرفين الفرنسي والألماني، على الرغم من الوئام والتنسيق اللذين يحاول قادة البلدين المهمين في الاتحاد الأوروبي إظهارَهما للعلن.

وعلى الرغم من دور البرلمان الأوروبي في تحديد سياسات الاتحاد الأوروبي، إلا أن المحدد الأكبر للسياسات يظل هو رئيس المفوضية، الذي من صلاحياته توزيع مَناصب المفوَّضين، وخاصة المنصب الأكثر أهمية، مفوض الاقتصاد، التي يراقب العجز العمومي السنوي.

" على الرغم من دور البرلمان الأوروبي في تحديد سياسات الاتحاد الأوروبي، إلا أن المحدد الأكبر للسياسات يظل رئيس المفوضية "

وسيكون على الزعماء الأوروبيين الاختيار من بين عدّة أسماء مقترحة لتعويض جان كلود يونكر، رئيس المفوضية السابق، إذ تقترح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مواطنَها الألماني مانفريد فيبر، وهو من الحزب الشعبي الأوروبي (اليميني)، في حين أن اليسار، الذي يتوفر على 153 نائبًا، يدعم الهولندي فرانس تيمرمانس، وثمة أخيرًا الدنماركية مارغريت فيستاجر، من مجموعة "تجديد أوروبا" الليبرالية، وتتوفر على 106 نواب، وتحظى بدعم "الجمهورية إلى الأمام"، حزب الرئيس الفرنسي ماكرون.

وعلى الرغم من أن ثمة انعدام توافق بين المكونات الثلاثة الكبرى في البرلمان الأوروبي، إلا أن الألماني مانفريد فيبر، يمكن أن يعتمد على هيمنة الحزب الشعبي الأوروبي (179 نائبا من مجموع 751)، أكبر أحزاب البرلمان الأوروبي، إلا أن الرئيس الفرنسي لا ينظر بعين الرضا لتعيينه، ويخفي، بصعوبة، رغبته في رؤية فرنسي يترأس هذا المنصب الاستراتيجي. ومن بين من يأمل ماكرون رؤيتهم في هذا المنصب، ميشال بارنييه، الذي لم يُخف، قبل أسابيع، قربَه من سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون.

وسيجد الزعماء الأوروبيون أنفسهم، حينما يجتمعون على مأدبة عشاء اليوم الخميس، في عجلة من أمرهم؛ فاختيار هذا المنصب، الذي سيؤكده تصويت البرلمان الأوروبي، ضروريٌّ لتوزيع المناصب الأخرى، ومنها منصب رئيس المجلس الأوروبي، الذي ينتخبه رؤساء الدول والحكومات؛ ورئيس البرلمان الأوروبي، الذي ينتخبه نواب البرلمان الأوروبي؛ ورئيس الشؤون الخارجية. وفي حال فشل القادة في اختيار اسم رئيس المفوضية، فلا مناص من اللجوء إلى التصويت.

ويُشهر الرئيس إيمانويل ماكرون مهنية ميشال بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، وخاصة في ملف "بريكسيت"، لتعزيز حظوظه، في مواجهة انعدام التجربة لدى المرشح الألماني، مانفريد فيبرـ النائب الأوروبي منذ سنة 2004، والذي يجهله الجمهور العريض وأيضا رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي. يرفض الرئيس إيمانويل ماكرون فرض المستشارة أنجيلا ميركل لهذا المرشح الألماني، ومن خلال هذا الرفض، يكشف عن تذمّره من "الهيمنة الألمانية" على دواليب الاتحاد الأوروبي. ​