تقدير إسرائيلي: التصعيد مع واشنطن سيدفع إيران لاستهدافنا

تقدير إسرائيلي: التصعيد مع واشنطن سيدفع إيران لاستهدافنا

02 يونيو 2019
عدم استبعاد استهداف "حزب الله" للعمق الإسرائيلي (Getty)
+ الخط -
حذر مركز أبحاث إسرائيلي من مغبة أن تفضي نذر المواجهة بين إيران والولايات المتحدة في الخليج إلى إقناع طهران باستهداف العمق الإسرائيلي من خلال عمليات تنفذها قواتها أو منظمات تدور في فلكها.

وحث "مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية" التابع لجامعة "بارإيلان"، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، صناع القرار في تل أبيب على الانطلاق من افتراض مفاده أن إيران ستلزم منظمات متحالفة معها باستهداف "الأراضي الإسرائيلية" وضرب أهداف تل أبيب في الخارج. 

وفي ورقة تقدير موقف أعدها الباحث يعكوف لبن، ونشرها موقع المركز اليوم الأحد، لم

يستبعد أن تستغل إيران إحدى الغارات الإسرائيلية التي تستهدف قواتها في سورية وترد في العمق الإسرائيلي، من خلال إحدى المنظمات المتحالفة معها داخل سورية.

وأشار إلى أن كل الدلائل تشير إلى أن استراتيجية إيران في التصعيد الحالي مع الولايات المتحدة تقوم على محاولة "جباية ثمن مناسب من إدارة الرئيس دونالد ترامب ردا على محاولاتها المس بالاقتصاد الإيراني"، مشيرا إلى أن الهجمات التي ينفذها الحوثيون ضد المرافق النفطية السعودية والخليجية، والتلويح بضرب المصالح الأميركية في العراق، تندرج أيضا في إطار هذه الاستراتيجية.

وذكر المركز أنه "على الرغم من أن إيران تحاول الاعتماد على دور المنظمات المتحالفة معها في استهداف المصالح الإسرائيلية والأميركية، إلا أنه لا يستبعد أن تعمد إيران إلى الإسهام بشكل مباشر في هذا الجهود، من خلال عمليات الحرس الثوري"، مشيرا إلى أن نشر إيران سفن الصواريخ في الخليج وزيادة مستوى استنفار "فيلق القدس" في المنطقة يعد مؤشرا على النوايا الإيرانية.

وأوضح أن إيران تبعث برسالة واضحة لإدارة ترامب، مفادها: "لن نقبل التفاوض من جديد على الاتفاق النووي، ولن نوافق على بحث أية قيود على ترسانتنا الصاروخية".

وأشار إلى أن قرار إيران زيادة مستوى تخصيب اليورانيوم الذي اتخذته مؤخرا يهدف إلى التلويح بأنها يمكن أن تعمد إلى زيادة مستوى تخصيب بشكل يسمح لها بإنتاج السلاح النووي في المستقبل.

ولفت إلى أن "الإيرانيين يلمحون إلى أن العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي تفرضها إدارة ترامب، والهادفة إلى إثارة غضب الجمهور الإيراني ضد النظام في طهران، سيتم الرد عليها بمجموعة خطوات تفضي إلى العصف باستقرار المنطقة، وبشكل يمثل تهديدا كبيرا للمصالح الأميركية والخليجية، إلى جانب استهداف العمق الإسرائيلي".

ودعا المركز إلى بناء تصور حول الأهداف الإسرائيلية التي يمكن أن تعمد إيران إلى ضربها وفحص مدى جاهزية إسرائيل لإحباط ذلك أو مواجهة تبعاته.

وزعم معد التقدير أن أوضح المؤشرات على توظيف إيران للحركات المتحالفة معها في استهداف إسرائيل تمثل في الهجوم الذي شنته حركة "الجهاد الإسلامي" في غزة في الرابع من مايو/ أيار الماضي ضد قوة إسرائيلية كانت تتمركز بالقرب من الحدود في المنطقة الوسطى من القطاع.

ولفت إلى أنه نظرا لحساسية الأوضاع في القطاع، واستنادا إلى تقديرات استخبارية تفيد بأن "الجهاد" معني بالتصعيد ضد إسرائيل، فقد أصدر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي تعليمات واضحة بمنح الاستعداد لاندلاع مواجهة مع غزة أفضلية كبيرة.

وقدّر المركز أن كلا من إيران و"الجهاد الإسلامي" معنيان باستدراج إسرائيل إلى مواجهة طويلة المدى في غزة قد تتطور إلى حرب برية، مشيرا إلى أنه سيكون من الصعب على إسرائيل احتواء الهجمات الصاروخية التي تستهدف العمق الإسرائيلي انطلاقا من قطاع غزة.

واستدرك المركز مشددا على وجوب أن يراعي المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن والمؤسسة الأمنية في إسرائيل عندما يناقش مواجهة الهجمات التي ينفذها "الجهاد الإسلامي" ضرورة الرد بقوة عليها دون أن يسهم هذا الرد في تهديد خارطة المصالح الاستراتيجية الأوسع لإسرائيل. 



ولم يستعبد المركز أن تلجأ إيران إلى "توظيف المليشيات الشيعية" المتمركزة في سورية في تنفيذ هجمات صاروخية أو بواسطة قذائف مضادة للدروع، وعبر تنفيذ عمليات تسلل تنفذها خلايا صغيرة عبر الحدود.

وأشار إلى أن كلا من قيادة المنطقة الشمالية وشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي تعكف حاليا على إعداد قائمة بالعمليات العسكرية التي يمكن تنفيذها ردا على أي هجوم تشنه المليشيات انطلاقا من الأراضي السورية.

ويرى أن أخطر الخطوات التي يمكن أن تقدم عليها طهران تتمثل في السماح لـ"حزب الله" باستهداف العمق الإسرائيلي، مشيرا إلى أن اندلاع مواجهة مع حزب الله سيفضي إلى الحاق دمار كبير بالعمق المدني الإسرائيلي.

واستدرك المركز أن إيران معنية بتوظيف "حزب الله" فقط في حال اندلعت مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل أو كلتيهما معا، مشيرا إلى أن الحزب يتحسب لتأثير الحرب على الدولة والرأي العام اللبناني.