ميركل تتمسك بالائتلاف الكبير وسط شكوك في استمراريته

ميركل تتمسك بالائتلاف الكبير وسط شكوك في استمراريته

03 يونيو 2019
تعاني الحكومة الألمانية من تصدعات (Getty)
+ الخط -

فجرت الاستقالة المفاجئة لزعيمة "الاشتراكي الديمقراطي"، أندريا ناليس، يوم الأحد، من منصبها صدمة في الوسط السياسي والإعلامي الألماني، وتوالت ردود الفعل بين من دعا إلى ضرورة ترتيب الوضع والحفاظ على الائتلاف الكبير وبين من طالب بإجراء انتخابات مبكرة.


الرسالة التي وجهتها ناليس لأعضاء الحزب لم تعلن فيها فقط نيتها التخلي عن منصبيها كزعيمة للحزب والكتلة البرلمانية في البوندستاغ، بعد 13 شهرا من توليها القيادة الحزبية، إنما أيضا اعتزالها الحياة السياسية وولايتها البرلمانية كنائب عن الاشتراكي الديمقراطي.

وبعد الظهر، عقد اجتماع أزمة للاشتراكي نتج منه إسناد قيادة الحزب المؤقتة لرئيسة وزراء ولاية رانلاند بفالس مالو دراير، فيما تولى نائب رئيس الكتلة رولف ميتزينتش قيادة كتلة حزبه في البوندستاغ. وفي هذا الإطار، تترقب البلاد الخطوات التي سيعتمدها الاشتراكي، بينها الدعوة إلى مؤتمر حزبي انتخابي أقله خلال ثلاثة أشهر لانتخاب خليفة لناليس بعدما كان مقررا أن ينعقد المؤتمر الحزبي العام في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

اللافت كان ما صدر عن المستشارة أنجيلا ميركل التي أكدت تمسكها بالائتلاف الكبير وبمواصلة العمل الحكومي بكل إخلاص وقبل كل شيء بإحساس كبير بالمسؤولية لأن القضايا التي يتعين حلها تهم ألمانيا وأوروبا والعالم، قبل أن تشيد بشخصية ناليس وقرارها واصفة الأخيرة بأنها ديمقراطية اجتماعية ذات قلب وروح، فيما دعا حزبا اليسار والبديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي لإجرء انتخابات جديدة.

إلى ذلك، عبرت شخصيات سياسية متعددة داخل الاشتراكي عن موقفها تجاه انسحاب ناليس، بينها الزعيم الأسبق للحزب زيغمار غابريال الذي لفت إلى أن الاشتراكي يحتاج إلى التخلص من السموم، أما سكرتير الدولة في وزارة الخارجية مايكل روث فاعتبر أن "التعامل مع ناليس كان مخزيا". في المقابل، اعتبر النائب الاشتراكي فلوريان بوست أن الاستقالة تشكل الفرصة الأخيرة لإصلاح التصدعات والانقسام، علما أن الأخير كان قد وجه خلال الأيام الماضية انتقادات حادة لناليس.

بدورها، أعلنت زعيمة المسيحي الديمقراطي أن الوقت ليس للاعتبارات السياسية الحزبية، ونحن نؤيد استمرارية الائتلاف الكبير، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن الائتلاف الكبير ليس غاية بحد ذاته، بدوره اعتبر زعيم الاجتماعي المسيحي الشريك الأصغر في الائتلاف أن ألمانيا تحتاج إلى حكومة جيدة وقوية، أما زعيم كتلة حزبه ألكسندر دوبرندت فدعا الاشتراكي الى إعطاء إشارة واضحة إلى نيته الاستمرار في الائتلاف الحاكم. من جانبها، قيادة الخضر أملت حل أزمة قيادة الاشتراكي كي يركز الحزب على المهام التي تنتظره، أما زميلها في الحزب المدير التنفيذي مايكل كيلنر فقد حسم في تصريحات صحفية إمكانية مشاركة حزبه في تغيير للائتلاف يضم المسيحي الديمقراطي والخضر والليبرالي الحر من دون انتخابات جديدة.


أما البديل أكثر المتحمسين لرحيل ميركل، فاعتبر أن ما حصل يشير إلى بداية تفكك للحكومة الاتحادية، وطالب الزعيم المشارك للبديل في تعليق على تويتر باستقالة ميركل وحكومتها من أجل إفساح الطريق لمسار وبداية جديدَين فعليَين.

أما رئيس كتلة اليسار في البوندستاغ، ديتمار بارتش، فأشار في حديث مع القناة الثانية في التلفزيون الألماني إلى أن الائتلاف الكبير يسوده حال من الفوضى، معبرا عن اعتقاده أن الحل العادل هو الاحتكام لأصوات الناخبين.