الأمن الفلسطيني يمنع إقامة عزاء لمرسي

الأمن الفلسطيني يمنع إقامة عزاء لمرسي... ومنع صلاة الغائب أمام السفارة بعمّان

18 يونيو 2019
نعي واسع لرحيل مرسي (اتيلغان اوزدل/ الأناضول)
+ الخط -
منع الأمن الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، إقامة بيت عزاء في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، للرئيس المصري الراحل محمد مرسي، في وقت أجبر فيه عدة نشطاء على حذف دعوات لبيت عزاء مرسي من على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بضغط من الأمن الفلسطيني.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي نعيا واسعا لمرسي منذ الإعلان عن وفاته، وأدى المصلون صلاة الغائب على روح مرسي في المسجد الأقصى المبارك.

وقال المحامي وائل الحزام من نابلس، لـ"العربي الجديد"، إن جهاز الأمن الوقائي تواصل معه عبر الهاتف وأبلغه بمنع تنظيم فعالية إقامة بيت عزاء لمرسي في نابلس، بقرار من الجهات السيادية العليا، "ومنعا لأي سوء تفاهم قد يقع مع النظام المصري الحالي، وبناء عليه، حذفتُ منشورا تمت الدعوة فيه إلى بيت العزاء، ونشرت توضيحا بذلك، قلت فيه إن ظروفا قاهرة حالت دون تنظيم بيت العزاء، دون ذكر السبب".

وأوضح الحزام أنه بادر، أمس الإثنين، للإعلان عن فتح بيت عزاء للرئيس محمد مرسي، حيث اتفق مع صاحب قاعة في نابلس لاستقبال المعزين عصر اليوم، في تعبير عن حزن الفلسطينيين جميعا دون النظر لتوجهاتهم السياسية على ما حل بالرئيس المنتخب محمد مرسي، ورفضا للطريقة التي اعتقل بها طيلة السنوات الماضية.

من جهتها، أفادت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، بأن عناصر من جهاز الأمن الوقائي وصلوا إلى القاعة التي كان من المقرر أن تستقبل المعزين بمرسي، وطلبوا من صاحبها إلغاء الفعالية، حيث اصطحبوه إلى المقر الرئيس للأمن الوقائي بنابلس، وهناك تم إبلاغه رسميا بذلك تجنبا لأي إحراج مع مصر. ونقلت تلك المصادر عن صاحب القاعة قوله إن "اللقاء تم دون أي ضغوطات، حيث تمت الاستجابة لطلب الأمن".

وتناقلت وسائل إعلام محلية، ظهر اليوم، نقلا عن مصادر أمنية، أن الأمن الفلسطيني منع إقامة بيوت العزاء لمرسي في الضفة الغربية، لكن بعد وقت قصير جدا تم حذف الخبر، فيما نقل رئيس المكتب الإعلامي لمفوضية التعبئة والتنظيم منير الجاغوب تصريحا للناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية عدنان ضميري أنه لم يدلِ بأي تصريحات صحافية حول بيت عزاء المرحوم محمد مرسي.

وقال ضميري: "إذا أرادت المؤسسة الأمنية إصدار أي أخبار حول أي قضية فلا تختفي خلف مصدر أمني، وعلى وسائل الإعلام تحري الدقة في نشر الأخبار، وأخذها من مصدرها المخول بذلك فقط".

من جانب آخر، أكد نشطاء في حديث لـ"العربي الجديد"، والذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم، أن الأمن الفلسطيني اتصل بهم هاتفيا وطلب منهم حذف دعوات لبيت عزاء مرسي في نابلس.

في هذه الأثناء، أدى المصلون في المسجد الأقصى المبارك صلاة الغائب بعد صلاة العشاء الليلة الماضية، على روح مرسي.

ويؤدي الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، صلاة الغائب على روح الرئيس المصري، وفق ما أفاد به مكتب إعلام الأسرى المحسوب على حركة "حماس".

إلى ذلك، نعت الهيئة القيادية العليا لأسرى "حماس" وعموم أسرى الحركة في سجون الاحتلال مرسي، وقالت الهيئة في بيان لها اليوم: "تنعى الهيئة وأسرى حماس إلى الشعب الفلسطيني المرابط والأمة الإسلامية العالم الرباني الرئيس الدكتور محمد مرسي الذي انتقل إلى جوار ربه صابراً محتسباً بعد مسيرة حافلة بالدعوة والجهاد وخدمة قضايا الأمة، وستذكره فلسطين وشعبها ولن تنساه غزة العزة فارساً مقداماً مدافعاً عن الحق وأهله في مواجهة الظلم والحصار والعدوان".

وتابعت الهيئة: "إننا نحن الأسرى نتقدم بخالص العزاء بهذا المصاب الجلل لأسرته وللشعب المصري وللشعب الفلسطيني وأبناء الحركة الإسلامية في العالم ولكل الأحرار والشرفاء سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وينزله منازل الشهداء وحسبنا الله ونعمل الوكيل".


وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي نعيا واسعا لمرسي ونشرا لمواقفه من القضية الفلسطينية منذ الإعلان عن وفاته، مشيدين به وبموقفه من حصار غزة، مؤكدين أن في عهده شهدت غزة تسهيلات في حرية التنقل والحركة عبر معبر رفح.

منع صلاة الغائب بعمان

من جانب آخر، أعلن أمين عام حزب "جبهة العمل الإسلامي"، مراد العضايلة، في تصريحات صحافية، أن محافظ العاصمة الأردنية عمان، سعد الشهاب، أبلغ الحزب بقرار منع إقامة صلاة الغائب على مرسي أمام السفارة المصرية، فيما سمح بذلك في موقع آخر.

وأشار العضايلة إلى أن الحركة ستتقبل التعازي بمرسي في مقر الحزب، وستقيم بعد ذلك صلاة الغائب عليه.

من جهتها، قدمت كتلة الإصلاح النيابية عزاءها بالرئيس المصري محمد مرسي، وقالت في بيان، أمس، إن "الرئيس الشهيد مثال الرئيس الذي حمل أمانة المسؤولية بقوة وثبات، وسعى للنهوض بمصر في كل مجال، والسير بها إلى الاستقلال في الإرادة السياسية، لتعود قوة حاضنة للأمة العربية الإسلامية من جديد، وجابه في سبيل ذلك أعداء الداخل والخارج، الذين تحالفوا ضده عربيا وصهيونيا لإجهاض مسيرة الشعب المصري الحر".

من جانبه، قال المكتب الإعلامي للجماعة في تصريح صحافي، إن "الرئيس استشهد وهو ثابت على مبادئه، متمسك بالحق غير مبدل ولا متراجع، عاش عزيزا وقضى شهيدا مدافعاً عن وطنه وعن حرية شعبه وكرامته وحقه بحياة مدنية ديمقراطية ومنتصرا لقضايا أمته".

وحملت الجماعة سلطات الانقلاب في مصر مسؤولية استشهاده "بعد اعتقاله لمدة 6 أعوام من السجن الانفرادي خلف قضبان الظلم والطغيان منع فيها من أبسط حقوق الإنسان واحتياجاته، وعرض لمسرحية هزلية سميت بالمحاكمة القضائية ولكن حسبه أنه ارتحل إلى قاضي السماء الذي لا يظلم عنده أحد، وعند الله تلتقي الخصوم".

كما حملت المجتمع الدولي مسؤولية "صمته وإقراره لجرائم الانقلاب التي ما كانت لتستمر لولا الموقف الدولي المتخاذل الصامت على سجن عشرات الآلاف من المصريين الشرفاء ومطاردة وتشريد الآلاف منهم حتى وصلت لاستشهاد أول رئيس مدني منتخب من الشعب المصري عبر صناديق الديمقراطية وهو خلف قضبان السجن والظلم والقهر".


ولم يصدر أي موقف أردني رسمي حول وفاة مرسي، إلا أن الملكة نور الحسين وعقيلة الملك الراحل الحسين بن طلال قامت بنشر تغريدة حول نبأ وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي.

ووصفت الملكة نور الرئيس مرسي في تغريدتها بأنه الرئيس المصري الوحيد والأول المنتخب ديمقراطيا، مضيفة "ارتح بسلام".