مناظرة مرشحي إسطنبول.. اتهامات متبادلة بستار الديمقراطية

مناظرة مرشحي إسطنبول.. اتهامات متبادلة بستار الديمقراطية

17 يونيو 2019
"العدالة والتنمية" يراهن على الفوز (كريس ماغرات/ Getty)
+ الخط -

شهدت المناظرة التاريخية لمرشحى بلدية إسطنبول الكبرى، مرشح حزب "العدالة والتنمية" عن "التحالف الجمهوري"، بن علي يلدريم، ومرشح حزب "الشعب الجمهوري" عن "تحالف الشعب الأرض" أكرم إمام أوغلو، اتهامات متبادلة، وعرضا للمشاريع المستقبلية، ونقاشاً بقناع الديمقراطية.


وجرت المناظرة على الهواء مباشرة وبثتها القوات التركية الإخبارية 3 ساعات، بزيادة ساعة واحدة عن المتفق عليه، تخللها استراحة لمرتين لمدة عشر دقائق، وأدارها المذيع في قناة "فوكس" المعارضة إسماعيل كوجوك كايا، الذي حاول بكل جهده أن يكون عادلا بين المرشحين، حيث منح كل مرشح ثلاث دقائق من أجل الإجابة عن الأسئلة التي وجهها مدير الجلسة واحتسبها بالثواني، فيما دافع كل مرشح عن الوقت المخصص له محاولا استغلال كل ثانية.
ورغم مساعي مدير الجلسة إلا أنه وقع في خطأين احتسبا لمصلحة إمام أوغلو، منها تقديمه  الأخير بأنه رئيس بلدية إسطنبول، فيما قدم يلدريم على أنه مرشح لبلدية إسطنبول، كما أنه مدح إمام أوغلو مرة على أجوبته بالقول "برافو"، بشكل تلقائي.
وحاول كل مرشح الحفاظ على هدوئه فظهر يلدريم بابتسامته الدائمة في البرنامج من دون انفعال، إلا أنه قاطع إمام أوغلو عدة مرات.
وفي كل مرة كان يطالب فيها إمام أوغلو بإضافة الثواني التي تدخل بها يلدريم، وعاتب يلدريم بأن المناظرة يجب أن تكون حول إسطنبول وليس حول إعادة الانتخابات.
البرنامج بدأ بمحاولة استعراض من الطرفين، اختار خلالها يلدريم قلة الكلام على عكس إمام أوغلو، وتبادل الطرفان الهدايا بمناسبة عيد الأب المصادف يوم الأحد، وكانت هدية إمام أوغلو قلما، فيما أهدى يلدريم منافسه سبحة.
الجزء الأول بدا فيه التوتر واضحا على مرشح المعارضة، وحاول مرارا إظهار نفسه مظلوما، نتيجة سحب وثيقة فوزه في انتخابات 31 مارس/آذار الماضي، على أن يستعيد حقه في انتخابات الإعادة الأحد المقبل، فيما اتهم يلدريم منافسه بالكذب ثلاث مرات، منها اتهامه بتوجيه إهانة لوالي مدينة أوردو، رغم أن قناة "فوكس" المعارضة أكدت حصول الإهانة من قبل المذيع فاتح برتقال، صديق إمام أوغلو، ولم تبث خشية عقوبات من هيئة الرقابة. وواصل إمام أوغلو إنكاره، فاستغل يلدريم ذلك وقال إنه يكذب، الأمر الذي استفز إمام أوغلو فأجاب أن "الكلام يعود على صاحبه".
ونال الوجود السوري في إسطنبول وتركيا نصيبه في الحوار، فأكد إمام أوغلو أن الوجود السوري بات يشكل مشكلة وبحاجة لحل، قائلا إنه "لا تكفي النوايا الطيبة لحلها"، رافضا ممارسات بحقهم مثل منعهم من ارتياد الشواطئ. في المقابل أكد يلدريم أن تركيا تحملت وحدها أزمة اللجوء من دون دعم دولي، وأن السوريين تحت الحماية المؤقتة وأُعيد 500 ألف منهم، إلى مناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون". وأضاف أنه "عقب تشكيل المنطقة الآمنة شرق الفرات ستجري إعادة السوريين، وحتى هذه الفترة سيتم ترحيل من يشكل تهديدا للنظام العام في أحياء إسطنبول، بالتعاون مع الوزارات المعنية".
كما تحدث كل مرشح عن مشاريعه، وكان واضحا تركيز يلدريم على إنجازاته كما كان متوقعا، وأنه قادر على إنجاز مشاريعه، ومنها توفير فرص العمل للشباب، وحل أزمة المواصلات وتطويرها، في حين ألقى إمام أوغلو بالتهمة على "العدالة والتنمية" بعدم حل مشاكل إسطنبول رغم حكم المدينة منذ سنوات طويلة.
ومن المنتظر أن تؤثر المناظرة في الرأي العام التركي، وأن تكون نتائج الاستطلاعات التي ستجري في الأيام المقبلة، الأقرب إلى الواقع، في الأسبوع الأخير للمنافسة، بعد أن وجد حزب "العدالة والتنمية" نفسه مضطرا للمواجهة لسحب هذه الورقة من يد المعارضة التي تقول إنه ينسحب من أي مواجهة.

 كما وجه كل مرشح للآخر سؤالا، فسأل إمام أوغلو أولا "من سرق الأصوات في الانتخابات، لماذا أعيدت؟ ولماذا قطعت وكالة الأناضول تدفق المعلومات". والهجوم على وكالة "الأناضول" كان مكررا منه، فيما سأل يلدريم منافسه لماذا طلب نسخ معلومات البلدية عبر أشخاص من الخارج، متهما إياه باتباع أساليب جماعة "الخدمة"، المتهمة بالمحاولة الانقلابية، فيما نفى إمام أغلو وجود أي علاقة له سابقة مع هذه الجماعة.

دلالات