ترامب ينحاز لشبيهه البريطاني: جونسون رئيس ممتاز للحكومة

ترامب يستبق زيارته لبريطانيا بالانحياز لشبيهه: جونسون رئيس ممتاز للحكومة

01 يونيو 2019
تصريحات ترامب تصبّ الزيت على النار (مات دونهام/فرانس برس)
+ الخط -
قبل الزيارة التي يبدأها غدًا الأحد للمملكة المتحدة، ويلتقي خلالها الرئيسة الحاليّة للوزراء تيريزا ماي، أدلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بتصريحات صحافية قد تتسبب في تعقيدات دبلوماسية بعد انحيازه لشبيهه وزير الخارجيّة البريطاني السابق بوريس جونسون، معتبرًا أنه سيكون رئيسًا "ممتازًا" للحكومة البريطانيّة.

وردًا على سؤال صحيفة "ذا صن" في ما يتعلّق بالمرشحين لمنصب رئيس الوزراء، خلفًا لماي التي تستقيل رسميًا من منصبها في 7 يونيو/ حزيران، قال ترامب إنّ "بوريس سيقوم بعمل جيّد. أعتقد أنه سيكون ممتازًا". وتابع "أحببتهُ على الدوام. لا أعلم ما إذا كان سيتمّ اختياره، لكن أعتقد أنه رجل مناسب للغاية وشخص موهوب جدًّا".

ويعتبر جونسون الشبيه الأقرب لترامب، وإن كانت الاختلافات كبيرة بينهما لناحية تجربتهما السياسية. وفي هذا الصدد، نقلت شبكة "سي إن إن" في تعليقها على الزيارة، أن جونسون يتم النظر إليه في أحيان كثيرة كـ"ترامب البريطاني". وأضافت أن كلاً منهما له باع طويل في الإدلاء بالتصريحات المثيرة للجدل والمشينة أحيانًا، وأن كليهما متهم بالكذب خلال الحملات الانتخابية، بغض النظر عن الشبه في الشكل الخارجي وقصّة الشعر الغريبة.

وأشار ترامب إلى أنّ العديد من المرشحين لقيادة حزب المحافظين طلبوا دعمه، من دون أن يكشف أسماءهم. وفي وقت سابق، قال جونسون، أحد قادة حملة "بريكست" في استفتاء العام 2016، إنه مستعدّ لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "باتفاقٍ أو بدون اتفاق".

وفي المقابلة، كرّر ترامب انتقاده للطريقة التي أدارت بها ماي المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، قائلًا إنّ بريطانيا سمحت لبروكسل "بالإمساك بكلّ الأوراق". وقال: "من الصعب جدًّا اللعب جيّدًا حين يكون لدى طرف واحد كلّ الأفضلية".

من جهتها، نقلت "سي إن إن" في مقال على موقعها، أنه "في الظروف العادية فإن زيارة رئيس للولايات المتحدة الأميركية للمملكة المتحدة، تشكل فرصة للندن لإظهار "العلاقة الخاصة" التي تجمعها مع أميركا". واعتبر المقال أن "أفضل نتيجة لزيارة الدولة التي يجريها ترامب أن تتم بدون أن تثير زوابع".

ويُجري ترامب زيارة دولة للمملكة المتحدة، بين الثالث والخامس من يونيو/ حزيران. وفور الإعلان عن هذه الزيارة، سارع الناشطون المعادون لسياسة الرئيس الأميركي إلى الدعوة لتظاهراتٍ مناهضة له في العاصمة البريطانيّة.

وفي الصدد نقلت شبكة "ان بي سي نيوز"، أنه يتوقع أن يخرج الثلاثاء الآلاف من الأشخاص إلى شوارع عاصمة الضباب للاحتجاج على وجود ترامب، مثل زيارته السابقة في يوليو/ تموز الماضي. وأوضحت الشبكة الإخبارية أن هذا الأمر سبق أن حصل مع الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الابن، الذي قام بزيارته بعد ثمانية أشهر على الغزو الأميركي للعراق.

وخلال مقابلته مع "ذا صن"، لم تسلم العائلة الملكية من تصريحات ترامب النارية، بعدما وصف دوقة ساسكس الأميركية ميغان ماركل بـ "المقرفة".

وقال ترامب: "لم أكن أعلم أنها مقرفة"، على خلفية تصريحات أدلت بها ماركل عام 2016، حين هددت بالهجرة إلى كندا في حال فوزه بالرئاسة.

وقد تزوجت ماركل بالأمير هاري عام 2018. وأنجبا طفلهما الأول آرتشي في مايو/ أيار الماضي.

وكما جميع أسلافه، سيؤكد ترامب "العلاقة المميزة" التي تجمع بين بريطانيا والولايات المتحدة. لكن، كما دائماً، التنبؤ بالخطوات الأخرى للرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة أمر صعب. وقالت هيذر كونلي من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تصريح لوكالة "فرانس برس": "برأيي إن ما ينتظره الرئيس بفارغ الصبر هو لقاءاته مع العائلة المالكة".
وفي صيف عام 2018، احتسى ترامب الشاي مع ملكة بريطانيا في قصر ويندسور، لكنه لم ينل حينها كل امتيازات زيارة الدولة. حالياً، وحتى قبل أن يطأ ترامب التراب البريطاني، أطلقت الدعوات بالتظاهر وانطلق الجدل. ورفض كذلك زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن حضور العشاء الرسمي. واعتبر من غير المناسب بسط السجاد الأحمر لرئيس "يمزق الاتفاقات الدولية الحيوية، ويؤيد نفي وجود تغير مناخي ويتحدث بخطاب عنصري ومسيء للمرأة".
وترى الباحثة هيذر كونلي أنه "إذا توقفنا للتفكير في العلاقة بين واشنطن ولندن، نجد أنها مليئة بالخلافات". وذكرت كونلي مثلاً الموقف من إيران، ورغبة بريطانيا في حماية الاتفاق النووي المهدّد بسبب ترامب. ويضاف إلى ذلك اتفاق باريس حول المناخ، الذي سحب ترامب بلاده منه. وفي هذا الصدد، سيكون لقاء ترامب المقرر مع الأمير تشارلز المنخرط في الدفاع عن المناخ، محط الأنظار. الصين وملف مجموعة هواوي العملاقة للاتصالات الشائك، قد يدخلان أيضاً في المناقشات، بالإضافة إلى مشروع الاتفاق التجاري بين واشنطن ولندن، الذي لم يحصل فيه أي تقدم ملحوظ حتى الآن.


وكان قصر باكنغهام أعلن الزيارة، وأكّدها البيت الأبيض. وخلال زيارة الدولة هذه، من المقرّر أن يلتقي الرئيس الأميركي الملكة إليزابيث الثانية. كما سيُشارك في حفل في بورتسموث، جنوب إنكلترا، لإحياء الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنزال الحلفاء في السادس من يونيو/ حزيران 1944، قبل أن يتوجّه إلى نورماندي في فرنسا لحضور احتفال آخر.

المساهمون