هجوم حفتر على طرابلس يعيد "داعش" إلى الجنوب الليبي

هجوم حفتر على طرابلس يعيد "داعش" مجدداً إلى الجنوب الليبي

05 مايو 2019
حفتر وقواته تركوا الجنوب في فوضى (ماركو لونغاري/فرانس برس)
+ الخط -

بعد أقل من أسبوع على هجوم مسلح مجهول على حقل الشرارة، ووسط تكهنات بمسؤولية تنظيم "داعش" الإرهابي عنه، أكد الأخير عودة نشاطه في الجنوب عبر تبنيه لهجوم مسلح نفذه، صباح أمس السبت، على مركز للتدريب بمدينة سبها، لقي على أثره مسلحون تابعون لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بمقر الكتيبة 160 مصرعهم.

ويعد هذا أول إعلان عن عودة نشاط "داعش" بعد تأكيد قوات حفتر سيطرتها على كامل الجنوب نهاية فبراير/شباط الماضي، وتحديدا سبها، التي اعتبرتها قاعدة انطلاق عملياتها في الجنوب منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي. 

ويعتبر هجوم سبها الأكثر دموية منذ هجوم التنظيم على قاعدة براك الشاطئ، المتاخمة للمدينة، قبل عامين، موقعا عشرات الضحايا.

واتهم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، أمس السبت، حفتر بمسؤوليته عن عودة نشاط تنظيم "داعش" الإرهابي وظهوره من جديد، بعدما نجحت حكومة الوفاق الوطني عبر قواتها وأجهزتها في القضاء عليه وملاحقة فلوله وخلاياه النائمة.

وأكد المجلس أنه "حذر فور الاعتداء المسلح على العاصمة طرابلس من أن المستفيد الأول من هذا العدوان هو التنظيمات الإرهابية"، مشيرا إلى أن "حفتر وقواته تركوا الجنوب في فوضى، بعد أن كان يزعم أن حربه هناك كان الهدف منها القضاء على الإرهاب، مثلما يزعم الآن في عدوانه على طرابلس".

وكانت تقارير دولية عديدة قد دقت ناقوس الخطر بشأن إمكانية عودة قريبة لـ"داعش" في ليبيا، مركزة في تكهناتها على ظهور زعيمه أبو بكر البغدادي، عبر تسجيل مرئي، في الأيام الماضية، بارك خلاله هجوم التنظيم على بلدة الفقهاء، جنوب البلاد، الشهر الماضي، مؤكدا أن تنظيمه لا يزال قوياً في الأراضي الليبية، ودعا أتباعه إلى تنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية.

وتشير تلك التقارير إلى أن التنظيم بات يتغذى على الانقسامات الخطيرة التي تشهدها البلاد، خصوصا بعد اندلاع المواجهات المسلحة العنيفة في جنوب طرابلس، إثر إطلاق حفتر عملية عسكرية بهدف السيطرة على طرابلس.

وأكد مصدر أمني تابع لقوة "حماية سرت"، وسط البلاد، رصد سرايا الاستطلاع في جنوب المدينة لتحركات مشبوهة في جنوب منطقة الهلال النفطي، وسط ترجيحات تشير إلى علاقة "داعش" بتلك التحركات.

المصدر، الذي تحدث لــ"العربي الجديد"، أكد أن أجهزة أمن حكومة الوفاق، التي تتعاون مع القوة بشكل كثيف هذه الأيام، تعتقد أن "داعش" يمكنه أن يشن هجمات على منشآت النفط بمنطقة الهلال النفطي بعد الفراغ الأمني الذي تركته قوات حفتر المسيطرة على المنطقة، إثر تقدم قواتها وتمركزها قريبا من سرت.

وأشار إلى أن طائرات رصد تابعة لحكومة غربية تكثف من دوريات المراقبة الجوية منذ أيام، خصوصا في القطاع الصحراوي الرابط بين جنوب سرت وعمق الصحراء جنوبا، وقال "خلايا داعش لا تتعدى قوتها 100 سيارة مسلحة، و200 مقاتل، واستمرار وجودها في الأراضي التي يسيطر عليها حفتر في الجنوب أمر مشبوه"، مؤكداً أن "ممراتها وتمركزاتها المتنقلة معروفة لقوات حفتر، لكنها لا تريد القضاء عليها".

وذكر المصدر أن "خلايا داعش تتحرك في مساحات صحراوية بمناطق بونجيم وقريبا من بني وليد، وفي جبال الهروج، وكلها تقع تحت سيطرة حفتر وفي متناول قواته".


وعن استراتيجيات التنظيم الحالية في ليبيا، قال "لن تتعدى شن الهجمات الخاطفة للإضرار بالمصالح النفطية ومواقع عسكرية لحفتر لإبعاد شبهة العلاقة بينهما"، مشيرا إلى أن علاقة "داعش" ليست مباشرة بحفتر، "لكنها عبر مجموعات المعارضة السودانية التي توفر للتنظيم مقاتلين أفارقة عبر شبكات الاتجار بالبشر والسلاح كذلك".

وأكد المصدر رفع مستوى المراقبة والرد في المدن التي تقع تحت سيطرة حكومة الوفاق، لكنه أكد إمكانية أن يتمكن التنظيم من تنفيذ عمليات خاطفة في بعض القرى والأرياف المتاخمة لطرابلس مثلاً، حيث توجد تمركزات قوات الحكومة وخطوط إمدادها، و"هي خدمة مجانية تقدمها لحفتر"، بحسب المصدر.​

واتهمت إيطاليا حفتر، بشكل مباشر، بـ"إنعاش الإرهاب" في ليبيا، إذ قال وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو ميلانيزي، في تصريحات أخيرا: "في أعقاب هجوم حفتر على طرابلس بهدف محاربة الإرهابيين، تم تسجيل انتعاش للإرهاب"، مؤكدا أن عملية حفتر أدت إلى "تأثير مناقض لأهدافه بالقضاء على الإرهاب بإمكانية انتعاش خلايا المجموعات الإرهابية".

المساهمون