المعارضة السودانية مرتاحة لنتائج الإضراب: الرسالة وصلت للعسكر

المعارضة السودانية مرتاحة لنتائج الإضراب: الرسالة وصلت للعسكر

الخرطوم

عبد الحميد عوض

avata
عبد الحميد عوض
28 مايو 2019
+ الخط -

أجمعت قيادات بالمعارضة السودانية على نجاح الإضراب العام الذي دعت إلى تنفيذه اليوم وغداً الأربعاء، "قوى إعلان الحرية والتغيير" ضمن جدول كامل للتصعيد الثوري، بعد أن توقفت المفاوضات مع المجلس العسكري إثر خلاف حول رئاسة مجلس السيادة المُقترح ونسبة العسكريين والمدنيين فيه.


وقطع جعفر حسن عثمان، القيادي في "قوى إعلان الحرية والتغيير"، والمتحدث باسم "التجمع الاتحادي" المعارض، بنجاح الإضراب العام الذي شهد مشاركة قطاعات واسعة ومهمة فيه، مثل المستشفيات والصيدليات والطيران والكهرباء والبنوك وشركات الاتصال.

وقال في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "مشاركة السودانيين الواسعة في الإضراب تضع رسالة في بريد المجلس العسكري عن حجم التأييد الذي تحظى به قوى الحرية والتغيير من قبل مكونات الشعب السوداني الذي أسمع مطالبه بشأن نقل السلطة للمدنيين بوضوحٍ لا مراء فيه".
وأبدى عثمان استغرابه من تصنيف الإضراب من قبل المجلس العسكري على أنه تصعيد يضر بالعملية التفاوضية، مشدداً على "أن الإضراب إنما هو وسيلة مدنية ديمقراطية مشروعة للمطالبة بالحقوق، على عكس تصريحات قيادات المجلس المستفزة من شاكلة فصل المشاركين في الإضراب، أو حملهم على العمل بالقوة".
وأشار إلى أنه في حال عدم استجابة المجلس للاستفتاء الشعبي الذي أظهره السودانيون بدعمهم لقوى الثورة فإنهم ذاهبون إلى مزيد من التصعيد، وصولاً إلى عصيان مدني يشل مفاصل الحياة بالبلاد.
من جهته، قال الأمين العام لحزب "المؤتمر السوداني"، خالد عمر يوسف، لـ"العربي الجديد" إن نسبة مشاركة السودانيين في الإضراب العام الذي دعت إليه قوى الحرية والتغيير تخطت حاجز 90 بالمائة.
واعتبر يوسف المشاركة الواسعة في الإضراب، بأنها رسالة واضحة للمجلس العسكري، عن تطلعات الشعب لحكومة مدنية، داعياً المجلس إلى تقييم الأوضاع بشكل موضوعي لا يجر إلى مواجهات بين الشعب والقوات النظامية.
وندد بما أسماه عمليات فقدان للسيطرة من قبل المجلس العسكري على الأوضاع، ومحاولاته دفع بعض الموظفين الحكوميين على العمل عنوة، كما حدث في أحد فروع الجمهور التابعة للهيئة القومية للكهرباء، على حد تعبيره.
إلى ذلك، يرى الطبيب والناشط السياسي بـ"قوى إعلان لحرية والتغيير"، محمد نقد الله، أن "أعلى نسبة نجاح للإضراب حدثت في قطاع الأطباء لسببين، الأول الريادة في الحراك الثوري والثاني عملية الاستهداف المباشر للأطباء وتهديدهم". وأضاف لـ"العربي الجديد" أن "على حكماء المجلس العسكري قراءة الواقع بشكل صحيح وعدم التعامل مع الحرية والتغيير كخصم بل كشريك، وبدون مزايدات أو تهديدات".
على الضفة الأخرى، سعت مصادر قريبة من المجلس العسكري ومناصرون للنظام القديم للتقليل من حجم المشاركة ووزعت منشورات وصوراً على وسائط التواصل الاجتماعي للتدليل على مزاعمها. وعلى المضمار نفسه مضى رئيس اتحاد عام نقابات عمال السودان، يوسف علي عبد الكريم، الذي نقلت عنه وكالة السودان للأنباء قوله إن العمل بجميع المؤسسات سار بصورة طبيعية، وأن العاملين أدوا واجبهم بروح وطنية عالية.


وزعم أن جميع الخدمات من كهرباء ومياه وطيران ونقل ومواصلات واتصالات ومصارف ومخابز لم تتأثر بدعوات الإضراب، وأن الاتحاد العام لنقابات السودان يشكر ويشيد بالمسؤولية الوطنية للعاملين وأنه مع قضايا العاملين وحقوقهم ولا يتقيد بالإضراب السياسي الذي لا يخدم مصالح المواطنين ولا العمال.

ذات صلة

الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة
أيقونة ملف الإضراب العالمي تضامنا مع غزة (العربي الجديد)

اقتصاد

لاقت الدعوات العالمية لتنظيم إضراب شامل تضامنا مع غزة ضد الحرب الإجرامية التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي، استجابة واسعة من دول عربية أصاب الشلل أسواقها.
الصورة
نازحون سودانيون في مدرسة في وادي حلفا 1 (أشرف شاذلي/ فرانس برس)

مجتمع

في فناء رملي لمدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء للنازحين في شمال السودان، يلعب أطفال بالكرة. من حولهم، ينتظر عشرات الأشخاص المنهكين الفارين من الحرب، منذ أشهر، تأشيرة دخول الى مصر.
الصورة
تشاد (مهند بلال/ فرانس برس)

مجتمع

فرّ مئات الآلاف من السودانيين من الحرب في بلادهم إلى تشاد، ووجدوا الأمان في أكواخ هشّة في مناطق صحراوية، لكنّهم باتوا أمام تحدٍّ لا يقلّ صعوبة وهو إيجاد الرعاية الطبية والأدوية للبقاء على قيد الحياة.

المساهمون