هجمات الحوثيين داخل السعودية: الطائرات المسيرة بدل الصواريخ الباليستية

هجمات الحوثيين داخل السعودية: الطائرات المسيرة بدل الصواريخ الباليستية

26 مايو 2019
كثف الحوثيون هجماتهم بالطائرات المسيرة (Getty)
+ الخط -

تحوّل استهداف المطارات السعودية منذ ما يقرب أسبوع، إلى أمرٍ شبه يومي للطائرات من دون طيار التابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، مع تركيزها على المناطق الحدودية مع اليمن، بعدما توقفت الجماعة عن إطلاق الصواريخ الباليستية منذ ما يقرب من عام.

وفي أحدث الهجمات الجوية للحوثيين داخل السعودية، أعلنت الجماعة اليوم الأحد تنفيذ عملية هجومية بطائرة "قاصف 2 كي" على مطار منطقة جيزان (جازان)، جنوب السعودية، وقالت إن الهجوم استهدف مرابض الطائرات الحربية في المطار، وإنه جاء "بعد رصدٍ استخباري دقيق، وجرى خلاله إصابة الهدف بدقة عالية"، وفقاً لقناة "المسيرة" الفضائية التابعة للجماعة.

وجاء استهداف مطار جازان، بعدما كثفت الجماعة هجماتها الجوية بالطائرات المسيرة منذ ما يقرب أسبوع، إذ استهدفت مطار نجران الإقليمي ما لا يقل عن ثلاث مرات، عقب أسابيع من إعلان السعودية إعادة فتحه أمام المسافرين، إذ كان مغلقاً لقربه من الحدود اليمنية منذ سنوات.

في السياق، بدا لافتاً تركيز الحوثيين على المطارات في المناطق الحدودية بالطائرة "قاصف 2 كي" كما تسميها الجماعة، وتقول إنها محلية الصنع، بعدما أثبتت قدرتها في وقتٍ سابق على الوصول إلى العمق السعودي، من خلال مهاجمة أهداف نفطية قرب الرياض.

وتعيد هجمات الحوثيين بالطيران المسيّر، الذي يتضمن طائرات "مفخخة"، تنفجر فور اصطدامها بالهدف، الأذهان إلى التصعيد الصاروخي للحوثيين ابتداءً من مارس/ آذار 2018، حين أعلنت الجماعة إدخال صاروخ باليستي قصير المدى نوع "بدر 1"، إلى ترسانة الأسلحة المستخدمة، وأطلقت عدداً كبيراً من الصواريخ حتى يونيو/ حزيران من العام ذاته، إلا أن الصواريخ الباليستية توقفت تقريباً بشكل شبه كلي، باتجاه المناطق السعودية، منذ ذلك الحين.

وفيما كان التحالف السعودي الإماراتي يعلن في العادة، إسقاط الصواريخ الباليستية قبل وصول أهدافها، يبدو أن استراتيجية الطائرات المسيرة جاءت لتحلّ محلّ الصواريخ الباليستية في حرب الحوثيين داخل السعودية. على أن هذه الطائرات، كما يشير الخبراء، أقل تكلفة في إنتاجها وصناعتها من الصواريخ، كما أنها أثبتت فاعليتها بالوصول إلى أهداف بعيدة، كما حصل باستهداف محطتي خط ضخ أنابيب نفطية في الرياض، ما أدى إلى تعطلها قبل أسابيع.

من زاوية أخرى، يبدو أن لدى الحوثيين حسابات سياسية متعلقة بالتوقيت في إيصال رسائل تصعيدية نحو الرياض، في ظل انهماك الأخيرة، ممثلة بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالأزمات الداخلية والضغوط الدولية الناتجة عن استمرار الحرب وما خلفتها من أزمة إنسانية كارثية، وهو ما يجعل الجماعة تتعامل بنوعٍ من اللامبالاة مع التهديدات المتكررة، التي يطلقها المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي، رداً على هجمات "الدرون" الحوثية في الأراضي السعودية.



الجدير بالذكر أن المناطق الحدودية الشمالية الغربية بالنسبة لليمن مع السعودية، تشهد معارك ترتفع وتيرتها من حين لآخر، على طول الشريط الحدودي، حيث ينفذ الحوثيون هجمات باتجاه المناطق السعودية.

وعلى الرغم من حشد الأخيرة لعدد كبير من قواتها، ومن قوات "التحالف" السودانية وقوات من الجيش اليمني الموالية للشرعية على الحدود، فشلت على مدى السنوات الماضية بمنع تهديد الحوثيين.