هدوء بعد فشل قوات حفتر في التقدم جنوب طرابلس

هدوء بعد فشل قوات حفتر في تنفيذ أكبر محاولة للتقدم داخل طرابلس

26 مايو 2019
شنت قوات الوفاق هجوماً معاكساً (فرانس برس)
+ الخط -

عاد الهدوء إلى محاور القتال جنوب العاصمة الليبية طرابلس، مع ساعات صباح اليوم الأحد، بعد يوم وصفه قادة قوات حكومة الوفاق بأنه "الأعنف".

ومنذ منتصف ليلة أمس السبت، لم يعد يسمع من محاور القتال الخمسة جنوب العاصمة سوى رشقات قليلة من القذائف بين الطرفين، فيما شن طيران موالٍ لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر غارتين في محيط طريق المطار، الذي باتت تسيطر على أغلبه قوات الحكومة.

ورجح المتحدث العسكري باسم عملية "بركان الغضب" التابعة للحكومة، محمد قنونو، استئناف القتال في أي لحظة، مشيرا إلى أن "قوات حفتر تلقت هزيمة هي الأكبر" منذ هجومها على طرابلس، في الرابع من إبريل/نيسان الماضي.

وقال قنونو لـ"العربي الجديد" إن "قوات حفتر شنت هجوما كثيفا، أمس السبت، هو الأعنف منذ هجومها على طرابلس، وحاولت الضغط من كل محاور القتال، وعددها خمسة، لكن تركيزها كان على محور طريق المطار".

وبثت شعبة الإعلام الحربي التابعة لقوات حفتر، على صفحتها، مساء أمس السبت، فيديو يظهر سيطرة قوات حفتر على معسكر النقلية بطريق المطار، لكن قنونو نفى استمرار سيطرتهم عليه، وقال إن "خططا عسكرية نفّذتها قوات الحكومة أثناء هجوم القوة المعادية، حيث أخلت بعض المواقع المهمة التي دخلتها تلك القوات، قبل أن تتم محاصرتها برا وجوا وتكبيدها خسائر كبيرة، ما اضطرها إلى التراجع والفرار".

وأكد قنونو أن سلاح الجو نفّذ ثماني غارات، أغلبها على القوات المهاجمة أثناء انسحابها، مضيفا أنه "أُسر عدد كبير، وتؤكد معلوتنا أن أعداد القتلى كبير في صفوف حفتر".

وذكر المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، في منشور له على صفحته الرسمية مساء السبت، أن سلاح الجو نفّذ ثماني غارات على مواقع حفتر في الأحياء البرية وقصر بن غشير، مؤكدا أنه ألحق أضرارا كبيرة بالعتاد والأرواح في صفوف قوات حفتر عند انسحابها.

بدورها، نشرت صفحات موالية لقوات حكومة الوفاق صورا لعدد من الآليات العسكرية التابعة لقوات حفتر سيطرت عليها قوات الحكومة، من بينها ثلاث مدرعات حديثة.

وتابع قنونو أن "انسحاب قوات حفتر مكننا من السيطرة على مواقع متقدمة في طريق المطار والتقدم في محور اليرموك إلى ما بعد معسكر الصواريخ".

ومنذ بدء المواجهات جنوب العاصمة، لا ينشر طرفا الصراع الخسائر البشرية في صفوفهما، لكن وسائل إعلام مقربة من قوات حفتر نعت آمر السرية الأولى في اللواء 26، ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺍﻟﻐﺰوي، الذي قالت إنه قتل أثناء معارك، أمس السبت.

وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى قرابة 500 قتيل و1500 جريح، فيما قالت إن أعداد النازحين من مناطق الاشتباكات ارتفع إلى أكثر من 82 ألف شخص.​

وكان قادة من قوات حفتر أعلنوا، خلال مناسبات سابقة في الأيام الأخيرة، عن الإعداد لحملة عسكرية كبيرة للتقدم داخل طرابلس.

وفي وقت سابق، وصف المتحدث العسكري باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، مصطفى المجعي، عملية قوات حفتر، بأنها "الأكبر منذ انطلاق عمليته في الرابع من إبريل الماضي"، مؤكدا أنها تلقّت "هزيمة كبيرة".

وأكد المجعي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "العملية التي نفّذتها قوات حفتر انكسرت تماما مساء أمس، واضطرت قوات حفتر إلى الانسحاب إلى مواقع خلف مواقع سيطرتها السابقة".

وقال المجعي إن "قوات الحكومة تقدمت في بعض أجزاء طريق المطار وقصر بن غشير، بعد صد محاولة الالتفاف التي كانت تعوّل عليها قوات حفتر"، مشيرا إلى أن قوات الحكومة اعتمدت ذات التكتيك بتنفيذ التفاف عكسي، أدى إلى انهيار قوات حفتر وأسر العشرات منهم، بالإضافة إلى تدمير آليات عسكرية.

وذكر المتحدث أن قوات حفتر كانت في وضع الحصار، بعد تقدم قوات الحكومة في مناطق سيطرتها في قصر بن غشير وطريق المطار.

وأعلن حفتر، في 4 إبريل/نيسان الماضي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام طرابلس، بينما ردّت حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، بإطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء على العاصمة الليبية.

وجاءت عملية حفتر قبل أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع في مدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، الذي كان مقرراً بين 14 و16 إبريل/نيسان الماضي، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف حل الأزمة الليبية وإطلاق العملية السياسية، وتم تأجيله إلى أجل غير مسمى.