قوات "الوفاق" تفشل محاولتين لقوات حفتر للتقدم نحو طرابلس

قوات "الوفاق" تفشل محاولتين لقوات حفتر للتقدم نحو طرابلس

23 مايو 2019
قوات "الوفاق" صدّت محاولة قوات حفتر للتقدم(محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
لا تزال مناطق جنوب العاصمة الليبية طرابلس، تشهد اشتباكات متواصلة بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وقوات حكومة "الوفاق" التي منعتها من التقدم مرتين باتجاه داخل العاصمة، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأكد محمد قنونو المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق"، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ "قوات حفتر فشلت مرتين، خلال الساعات الـ24 الماضية، في التقدّم باتجاه داخل طرابلس من محور منطقة الأحياء البرية، ومن محور وادي الربيع"، لافتاً إلى أنّ "الاشتباكات تدور، حتى صباح اليوم، في محور طريق المطار ووادي الربيع، بشكل متقطع".

وأعلن حفتر في 4 إبريل/ نيسان الماضي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام طرابلس، بينما ردّت حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، بإطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء على العاصمة الليبية.

وجاءت عملية حفتر قبل أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع بمدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، الذي كان مقرراً بين 14 و16 إبريل/ نيسان الماضي، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف حل الأزمة الليبية، وتم تأجيله إلى أجل غير مسمى.

وأوضح قنونو أنّ "قوات حفتر دفعت بكل ثقلها في محور وادي الربيع، عبر القصف المدفعي المكثف، وأكثر من ست غارات جوية، حتى منتصف ليل الأربعاء، لكن قوات الحكومة تمكّنت من صد محاولة التقدم".

وقال إنّ "قوات حفتر تحاول إحداث اختراق في أي محور، والبحث عن نقاط ضعف، للنفاذ إلى أحياء متقدمة داخل العاصمة، لتعويض خسائرها المتلاحقة وتغيير موقف داعميها الذي بات يتغير وينظر إليها نظرة القوات الفاشلة".

وأوضح أنّ "بعض محاولات قوات حفتر للتقدم، خلال الساعات الماضية، تحوّلت عكسياً؛ ففي محور اليرموك تقدّمت قواتنا إلى ما بعد معسكر الصواريخ، بالإضافة لتقدمات أخرى في محور قصر بن غشير"، مشيراً إلى أنّ "سلاح الجو التابع للحكومة، نفّذ ست غارات استهدف خلالها تمركزات لقوات حفتر، ودمّر عربتين لمسلحين، بالإضافة إلى أسر عدد من مقاتليها".

وعن عدم تمكّن قوات حكومة "الوفاق" من حسم المعركة، قال إنّ "الأحياء التي لا توجد بها كثافة سكانية حسمت فيها المعركة مثل السواني وغيرها، لكن قوات حفتر تتمترس داخل أحياء مكتظة بالسكان المدنيين في عين زاره ووادي الربيع وقصر بن غشير، ما يجبرنا على التمهل والتقدم ببطء"، مؤكداً أنّ "قوات حفتر تستخدم أسطح منازل المواطنين للقناصة وتضع الدبابات بينها حتى لا يتم قصفها".

وشدد قنونو في الوقت ذاته على أنّ "المعركة الحاسمة ستكون خلال الساعات القليلة المقبلة"، دون أي تفاصيل أخرى.

وأسفر القتال في العاصمة طرابلس، حتى 13 مايو/ أيار الحالي، عن مقتل 454 شخصاً وإصابة 2154 آخرين، بحسب إحصائية لمنظمة الصحة العالمية. كما أعلنت الأمم المتحدة، الإثنين، ارتفاع أعداد النازحين جراء القتال في طرابلس والمناطق المحيطة بها، إلى أكثر من 78 ألف شخص.

وأمس الأربعاء، أعلنت الرئاسة الفرنسية، أنّ حفتر أبلغ في باريس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنّ "الشروط لم تكتمل" بعد لإقرار وقف لإطلاق النار حول العاصمة طرابلس، لكنّه اعتبر أنّه سيكون من الضروري استئناف الحوار السياسي للخروج من الأزمة.

وأضاف بيان الإليزيه، وفق ما ذكرته "فرانس برس"، أنّ الرئيس الفرنسي طالب من جهته حفتر بضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار "في أقرب وقت ممكن".

ودعت الأمم المتحدة، عشية شهر رمضان، إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوع، غير أنّ حفتر تجاهل هذه الدعوة، على الرغم من أنّ قواته لم تتمكّن من اختراق الدفاعات الجنوبية لطرابلس.

بدوره، أعرب رئيس حكومة "الوفاق" الليبية فايز السرّاج، خلال زيارة إلى تونس، أمس الأربعاء، عن أمله في أن "تراجع بعض الدول موقفها، وأن تنحاز للشعب الليبي وليس لطرف بعينه"، في إشارة إلى حفتر.

وقال السراج، إثر لقائه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي: "لقد طالبنا بأن يكون هناك وضوح وأن تسمّى الأشياء بمسمياتها (...) نحن دعاة سلام، كنا وما زلنا، نرى أنّ الحل في ليبيا هو حل سلمي ولا يوجد حل عسكري".

وأكد السراج، خلال لقائه في العاصمة التونسية، عدداً من سفراء الدول المعتمدين في ليبيا والمقيمين في تونس، بحسب بيان أصدره مكتبه الإعلامي، أنّ "الدعوة لوقف إطلاق النار يجب أن تقترن بعودة القوة المعتدية من حيث أتت".

المساهمون