الحكومة البريطانية تؤجل عرض اتفاق "بريكست" على تصويت البرلمان

الحكومة البريطانية تؤجل عرض اتفاق "بريكست" المعدّل على التصويت "الحاسم" في البرلمان

23 مايو 2019
تبدأ عطلة البرلمان الصيفية في 20 يوليو (فيكتور شيمانوفيتش/Getty)
+ الخط -
قررت الحكومة البريطانية تأجيل التصويت الحاسم على اتفاقها المعدل للخروج من الاتحاد الأوروبي، والذي كان مقرراً في الأسبوع الذي يبدأ في 3 يونيو/ حزيران، عقب احتجاجات من مؤيدي "بريكست" المتشددين، بسبب تنازلات قدمتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي.

وصرّح المسؤول في الحكومة مارك سبنسر، أمام النواب، وفق ما أوردته "فرانس برس": "سنطلع مجلس العموم (البرلمان) على نشر وطرح مشروع قانون اتفاق الانسحاب عقب عودتنا من إجازة البرلمان".

وكانت الحكومة تسعى إلى المصادقة على اتفاق ماي، بحلول موعد بدء عطلة البرلمان الصيفية في 20 يوليو/تموز المقبل، ما سيسمح لبريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبي في نهاية ذلك الشهر، طالما أنّ النواب يرفضون إجراء استفتاء ثان.

وقد يتمّ الآن تأخير "بريكست" حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول، وهو الموعد الذي حدّده الاتحاد الأوروبي، أو حتى إلى ما بعد هذا التاريخ إذا منح القادة الأوروبيون بريطانيا تأجيلاً آخر.

وفشلت ماي، في حشد الدعم لاتفاقها الذي يشمل عشر نقاط لـ"بريكست"، والذي أعلنت عنه، الثلاثاء، حيث جاءت ردود الفعل عكسية على مدى الطيف السياسي البريطاني.

واشتملت خطة ماي على عدة تعهدات سيتم إدراجها في قانون الانسحاب، ومنها التعهد بإجراء استفتاء ثان في حال تمرير اتفاقها في البرلمان.

وكانت ماي قد أكدت، أنّ اقتراحاتها هي "الفرصة الأخيرة" بالنسبة إلى البرلمان لإنهاء المأزق السياسي الذي أخّر موعد "بريكست" الذي كان مقرراً في الأصل في مارس/آذار، وأثار غضباً شعبياً عارماً.

ووصفت ماي هذه الاقتراحات بأنّها "اتفاق بريكست جديد" ينبغي على بريطانيا أن تدعمه.

في المقابل، واجهت تعهدات ماي رفضاً شديداً من قبل عدد من وزراء حكومتها، بينما وصفها العديد من النواب البرلمانيين بأنها "سطحية" وغير كافية، بل إنّ أكثر من 20 نائباً عن حزب المحافظين ممن دعموا الاتفاق خلال التصويت الأخير، والذي خسرته ماي بفارق 58 صوتاً، أعلنوا نيتهم التصويت ضده.

وتشمل هذه القائمة أسماء مثل بوريس جونسون ودومينيك راب وجاكوب ريس موغ وديفيد ديفيس، وهم من متشددي "بريكست"، الذين دعموا خطة ماي في المحاولة الأخيرة فقط، عندما وعدت بمغادرة منصبها في حال نجاحها في البرلمان.

وذكرت تقارير وسائل الإعلام البريطانية أنّ النواب المحافظين ناقشوا في اجتماعهم، الأربعاء، تعديلات على القوانين تركز على التخلص من ماي في غضون أيام.

ومساء الأربعاء، قال المشرع البريطاني جيكوب ريس-موج، بحسب ما أوردته "رويترز"، إن خطة ماي الجديدة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي أسوأ من خطتها القديمة.

وقال ريس-موج، وهو مشرع مهم في حزب المحافظين، الذي تتزعمه ماي، إنها قد تخسر التصويت في البرلمان على مقترحها الجديد بأكثر من الهزيمة القاسية التي تكبدتها في محاولتها الأولى لتمرير الاتفاق.

وقال لتلفزيون "آي.تي.في": "إنه أسوأ مما كان عليه في المرة السابقة.. إذا طرحت مشروع القانون بالشكل الذي تقترحه... فقد تخسر بأكثر من 230 صوتاً. أعتقد أنّ المزاج العام انقلب على الاتفاق بشكل حاد".

ونقلت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، اليوم الخميس، عن مصدر أن ماي قد تعلن استقالتها، غداً الجمعة.

وقالت الصحيفة، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز"، إنّ ماي ستظل رئيسة للوزراء، بينما يُنتخب خليفة لها في عملية من مرحلتين يتنافس فيها مرشحان نهائيان للحصول على أصوات 125 ألف ناخب من أعضاء حزب المحافظين.