سياسي عراقي يروي لحظة اختطاف المليشيات لوزير الداخلية الأسبق

سياسي عراقي يروي لحظة اختطاف المليشيات لوزير الداخلية الأسبق في جرف الصخر

22 مايو 2019
مليشيات تسيطر على جرف الصخر (Getty)
+ الخط -
روى رئيس حزب "الحق" العراقي، المنضوي ضمن تحالف "الإصلاح والإعمار"، أحمد المساري، لحظة اختطاف مليشيات تسيطر على بلدة جرف الصخر بمحافظة بابل (جنوب بغداد)، لوزير الداخلية السابق محمد الغبان 2014 ــ 2016.

وقال المساري، خلال مقابلة متلفزة مع محطة فضائية عراقية تبث من بغداد، إنّ "الغبان الذي كان وزيراً في حكومة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي اعتقل من قبل فصائل مسلحة تسيطر على بلدة جرف الصخر، حين حاول الدخول إلى البلدة التي كنا نعتقد أن هذه الفصائل تحتجز فيها آلاف المغيبين الذين اختطفوا خلال سنوات الحرب على يد تنظيم داعش الإرهابي، من محافظات الأنبار (غرباً)، وصلاح الدين (شمالاً)، ومناطق حزام بغداد".

وأشار رئيس حزب "الحق" إلى تدخل جهات في الدولة العراقية حينها من أجل إنهاء خطف وزير الداخلية الأسبق محمد الغبان.

وتولى محمد الغبان وزارة الداخلية في حكومة العبادي التي تسلمت السلطة عام 2014، إلا أنه لم يكمل دورته بعدما قدم استقالته عام 2016 على خلفية تفجير الكرادة في بغداد، الذي أودى بحياة نحو 300 عراقي.

ملف المغيبين

من جهة ثانية، بين المساري، وهو برلماني سابق، أن ملف المغيبين لم ينته، مؤكداً أنه "لا يزال هناك عدد كبير من الأبرياء في السجون لم يتم إنصافهم حتى هذه اللحظة"، مبيناً أن "المشكلة ليست في المعتقلين الأبرياء وحدهم، بل في المغيبين والمختطفين الذين لا نعلم مصيرهم إلى الآن".

ولفت إلى أن "السلطات العراقية تقول إنهم ليسوا لديها، كذلك الحال مع الجهات الأخرى"، مشيراً إلى "تسجيل 1800 مختطف من منطقة الرزازة الحدودية بين الأنبار وكربلاء، و660 آخرين اختطفوا من بلدة الصقلاوية بمحافظة الأنبار، و400 من مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين، و600 آخرين من مناطق حزام بغداد". وأكد أن قانون العفو العام لم يشمل أياً من هؤلاء لأن السلطات العراقية لم تعترف بوجودهم.


وأضاف "تكلمت مع العبادي، ومع رئيس جهاز الأمن الوطني فالح الفياض"، مبيناً أنّه طلب "منهما معاقبة المذنبين، وإطلاق سراح الأبرياء".

وأضاف أن "المسؤولين العراقيين ينكرون معرفتهم بمصير آلاف المغيبين"، مؤكداً أنّه أبلغهم "بوجودهم في جرف الصخر، إلا أن الحكومة السابقة، وحتى الحالية غير قادرة على دخول البلدة".

وأشار إلى أن الجهات التي تسيطر على جرف الصخر تدعي أنها فصائل تعمل ضمن مليشيات "الحشد الشعبي"، متسائلاً عن "الجهة التي يمكنها الدخول إلى البلدة إذا كانت الدولة غير قادرة على ذلك؟".

وعلى الرغم من تمكن قوات عراقية ومليشيات من استعادة السيطرة على جرف الصخر نهاية عام 2014، إلا أن فصائل مسلحة ترفض عودة السكان إلى البلدة منذ نحو 5 سنوات.

وقال مصدر أمني محلي، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "البلدة تحولت إلى ثكنة عسكرية كبيرة تسيطر عليها مليشيات، مثل كتائب حزب الله، ومليشيا العصائب، ومليشيا النجباء، وفصائل أخرى منضوية ضمن الحشد الشعبي"، مؤكداً أنّ "عشرات آلاف السكان المحليين ممنوعون من الرجوع بأوامر من المليشيات التي حولت جرف الصخر إلى معتقل كبير".

وهذا ما أكده أيضاً الزعيم القبلي عواد الجنابي، الذي قال لـ"العربي الجديد"، إنّه وبقية أفراد عشيرته "ممنوعون من دخول جرف الصخر منذ 5 سنوات"، كاشفاً أن "المنطقة آمنة، ولا يوجد فيها أي خطر، إلا أنها تخضع لعمليات تغيير ديموغرافي من قبل المليشيات المسلحة".

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، محمد الكربولي، في وقت سابق، إن لديه شكوكاً بأن المغيبين والمختطفين موجودون في سجون سرية بجرف الصخر، مطالباً الحكومة بإقناعه وإقناع ذوي المختطفين بأن أبناءهم غير موجودين بالمعتقلات السرية في البلدة.

دلالات

المساهمون