إيران تدعو الأمم المتحدة لتوفير مظلة دولية لحوار إقليمي
وجاءت الدعوة الإيرانية في رسالة بعثها مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، الإثنين، إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة ورئاسة مجلس الأمن. بينما أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال لقائه الليلة مع رجال الدين الإيرانيين، رفض بلاده إجراء أي حوار مع الإدارة الأميركية في ظل الظروف الراهنة.
وبحسب وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، فقد أوضح تخت روانجي في رسالته أن "أوساطاً خاصة في خارج المنطقة، تبحث عن مصالح غير شرعية لها من خلال بث الأكاذيب وعرض معلومات مزورة وأنباء مضللة وبالاتكال على دعم حلفائها في الشرق الأوسط وإرسال قوات بحرية إليها".
وأضاف المندوب الإيراني أن هذه الأطراف "تهدف إلى بث مزيد من الفرقة بين دول منطقة الخليج الفارسي وتقليل الثقة بينها ونشر الفوضى والتوتر"، مؤكداً أنه "في حال لم يتم احتواء هذا الوضع فيمكن أن يخرج عن السيطرة آجلاً أم عاجلاً وينزلق إلى أزمة غير ضرورية أخرى".
وقال إن بلاده "حذرت مرات عديدة من النوايا التآمرية لهذه الأوساط والتداعيات الواسعة لأهدافها على المستويين الإقليمي والدولي"، مشدداً على أن طهران "كانت ولاتزال ترفض المواجهة والحرب ولم تختر الحرب كخيار أو إستراتيجية لمتابعة سياساتها الخارجية".
وأكد تخت روانجي "أعلن صراحة أنه اذا ما فرضت علينا حرب فإيران ستدافع عن شعبها ومصالحها من منطلق استخدام حقها الذاتي في الدفاع المشروع".
وخاطب المندوب الإيراني الأمم المتحدة قائلاً إن "عدم القيام بالخطوة اللازمة يؤدي إلى خسارة -خسارة وكارثة ينبغي تجنبها"، مضيفاً أن "الحل الوحيد هو تبني توجه ربح ـ ربح من خلال المشاركة الفاعلة".
ورأى أن "القضايا الأمنية المعقدة لا يمكن حلها واحتواؤها إلا من خلال تعامل بنّاء وحوار بين دول الخليج الفارسي"، مشيراً إلى "ضرورة أن ينبني هذا الحوار الإقليمي على أساس الاحترام المتبادل والمبادئ المعترفة بها والأهداف المشتركة، وخصوصا احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي وعدم انتهاك الحدود الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والحل السلمي للخلافات وعدم تهديد أو استخدام القوة والرقي بالسلام والاستقرار والتقدم والازدهار في المنطقة".
وذكر تخت روانجي بمقترح سابق تقدم به وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لإيجاد تجمع للحوار في المنطقة، قائلاً إن "عملية الحوار الإقليمي من شأنها أن تثمر عن اتفاق حول طيف واسع من القضايا من خلال اتخاذ إجراءات لتعزيز الثقة والأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف والعنف وضمان حرية الملاحة البحرية وحرية نقل الطاقة".
ودعا المندوب الإيراني الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى "اتخاذ إجراءات لازمة في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة عملاً بالبند الثامن لقرار 598 لعام 1987 (المتعلقة بالحرب الإيرانية العراقية)، وتوفير مظلة دولية لازمة لتدشين هذا الحوار الإقليمي".
وعلى صعيد متصل، أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الليلة، خلال لقاء له مع رجال الدين، أنه يؤيد التفاوض والدبلوماسية، قبل أن يستدرك قائلاً: "لا أوافق أبداً على إجرائه في الظروف الراهنة"، كاشفاً أنه خلال وجوده العام الماضي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة، "توسط 5 من زعماء العالم المعروفين لكي أتفاوض مع الرئيس الأميركي، وقبل ذلك بعام أيضاً (2017) تقدمت الخارجية الأميركية بثمانية طلبات للدخول في المفاوضات".
ورأى روحاني أن "الظروف الحالية ليست مناسبة بأي حال من الأحوال للتفاوض، بل ظروفنا اليوم هي للمقاومة والصمود".
وأضاف أن "جميع من عمل طيلة أربعين عاماً في البيت الأبيض ضد الجمهورية الإسلامية، معتبرين أن ممارسة الضغوط والحرب هي الطريقة لمواجهة بلادنا، اليوم قد اجتمع جميعهم في الإدارة الأميركية".
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن بلاده "لم تكن البادئة في التوتر"، معتبراً أن "التاريخ سيسجل ذلك".
وكشف روحاني أن "تراجع مداخيل الدولة والقيود المفروضة على المعاملات المصرفية مع العالم من المشاكل الراهنة" لإيران، مذكراً بأن "87 في المائة من المعاملات المالية في العالم تتم من خلال الدولار، لكن ذلك محظور على بلادنا بشكل أحادي وغير قانوني"، حسب قوله.
وأضاف أنه "بالرغم من صعوبات ومشكلات يشعر بها المواطنون في حياتهم، إلا أن الحكومة لم تسمح أن يواجهوا نقصاً في السلع الضرورية".
ومضى قائلاً: "اليوم نواجه ظروف حرب اقتصادية، وكما حصلنا خلال حرب الثماني سنوات على صلاحيات خاصة من الإمام الراحل (الخميني)، وقمنا بإدارة الحرب، وحققنا نجاحات كثيرة، فاليوم أيضاً نحتاج إلى مثل هذه الصلاحيات".
ودعا الرئيس الإيراني إلى "الوحدة والتكاتف" لتجاوز المرحلة الراهنة والحرب الاقتصادية، قائلاً إن "الجميع اليوم متفقون على ضرورة مواجهة أميركا والعقوبات ولا يوجد أي خلافات في هذا الصدد بين الشعب والسلطات".