إغراءات سعودية إماراتية لمصر لإرسال قوات إلى الخليج

إغراءات سعودية إماراتية لمصر لإرسال قوات إلى الخليج

18 مايو 2019
مساعٍ لإرسال قوات تحت مسمى المهام التدريبية (فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر مصرية قريبة الصلة بمؤسسة الرئاسة، لـ"العربي الجديد"، أن المشاورات المصرية السعودية الإماراتية حول تطورات الأوضاع في منطقة الخليج، في أعقاب استهداف 4 سفن في المياه الإماراتية قبالة سواحل الفجيرة، واستهداف منشأة نفطية سعودية، تشهد تبايُناً في وجهات النظر لا يرقى إلى درجة الخلاف، بين مصر من جهة، والسعودية والإمارات من جهة أخرى، بسبب طلب الرياض من القاهرة إعلان موقف عملي داعم، واتخاذ إجراءات عقابية ضد طهران، لتقوية الموقف الخليجي في مواجهة طهران، وهو ما ترى فيه مصر نهجاً لا يتسق مع مواقفها السياسية في المنطقة، والتي ترفض الدخول في مواقف عدائية صريحة مع إيران.

وقال مصدر دبلوماسي، إن القاهرة لا تتناسى ولا يمكن أن تتجاهل أن هناك علاقات دبلوماسية مع إيران، حتى وإن كانت في مستوى منخفض، بينما بعض الأطراف في الخليج يريدون دخول مصر معركة متساوية في المواقف، في وقت ترى فيه القاهرة أن لها مواقف مختلفة، وأن المعركة بالنسبة لها مع طهران ليست صفرية كما هو الحال بين طهران والرياض.

من جهته، كشف مصدر دبلوماسي مصري آخر لـ"العربي الجديد"، أن هناك مفاوضات جارية بشأن دفع القاهرة بقوات عسكرية للأراضي السعودية والإماراتية، في إطار الرسائل التحذيرية المتبادلة بين البلدين وإيران، تحت مسمى المهام التدريبية. وأوضح المصدر أن هناك ممانعة مصرية لهذا المطلب في الوقت الراهن، إلا أن عروضاً من الدولتين بتقديم مساعدات اقتصادية وبترولية واستثمارات مباشرة، ربما تحسم الأمر، مضيفاً أن "السعودية عرضت مدَّ فترة الإمدادات البترولية المجانية المقدّمة من شركة أرامكو التي تقدر قيمتها بنحو 750 مليون دولار شهرياً، بخلاف استثمارات مباشرة، وعدم استرداد الودائع الدولارية السعودية في البنك المركزي المصري التي اقترب موعد استحقاقها، والتي تقدر هي والودائع الإماراتية بنحو 15 مليار دولار من إجمالي الاحتياطي النقدي المصري".



وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد استقبل يوم الأربعاء الماضي، ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، في زيارة مفاجئة له إلى القاهرة، بحثا خلالها تطورات الأوضاع في منطقة الخليج. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، في أعقاب زيارة بن زايد إلى القاهرة، أن الجانبين استعرضا آخر تطورات الأوضاع الإقليمية، لا سيما في ضوء الأحداث التي تشهدها منطقة الخليج وتعرّض 4 سفن قرب سواحل الإمارات إلى أعمال تخريبية، فضلاً عن الهجوم الذي تعرضت له محطتا ضخ بترول في السعودية، قائلاً إن السيسي أعرب عن التضامن الكامل من قبل مصر مع الإمارات والسعودية للتصدي لكافة محاولات النيل من أمن واستقرار البلدين الشقيقين، مشدداً على موقف مصر الثابت تجاه أمن منطقة الخليج العربي باعتباره جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر القومي، على حد تعبير البيان الرسمي الصادر عقب الزيارة.

وأوضح راضي أن بن زايد أكد خلال المباحثات أهمية استمرار التنسيق والتشاور المكثف وتبادل وجهات النظر بين البلدين، ومع الدول العربية الشقيقة، للتصدي لما تواجهه الأمة العربية من تحديات وأزمات، والتصدي للتدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية على نحو يستهدف زعزعة أمن المنطقة وشعوبها، مشيداً في هذا الإطار بدور مصر المحوري والراسخ كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة.

المساهمون