الانتخابات الأوروبية بفرنسا: مخاوف من مكاسب لليمين المتطرف

الانتخابات الأوروبية بفرنسا: مخاوف من مكاسب لليمين المتطرف

16 مايو 2019
مخاوف من صعود اليمين المتطرف (داميين ميير/ فرانس برس)
+ الخط -

مع دنو موعد إجراء الانتخابات الأوروبية يحتدم الصراع بين الأحزاب الفرنسية لكسب أصوات الناخبين أملاً في تحقيق نتائج قوية، في ظل مخاوف من صعود "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، ما حدا بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى الانخراط بشكل أكبر في دعم لائحة حزبه "الجمهورية إلى الأمام".


يأتي ذلك بينما تستعد القيادية في الحزب الاشتراكي سيغولين روايال، للإعلان عن دعمها للائحة ماكرون في الانتخابات الأوروبية. وقبلها أعلن قياديون في أحزاب سياسية أخرى دعمهم للرئيس الفرنسي، ومن بينهم، رئيس الحكومة اليميني الأسبق، جان بيير رافاران، وكذلك القيادي الإيكولوجي المخضرم كوهن بينديت، وآخرون، من بينهم الناطق السابق باسم الحزب الاشتراكي والنائب البرلماني السابق، غازي حمادي.

ورغم كل هذا المدد لا تزال قائمة الأغلبية في وضعية صعبة، ولا يبدو أن رئيستها ناتالي لوازو قادرة على تحقيق اختراق، رغم كل الإمدادات، والتي كان آخرها دعم رئيس الحكومة، إدوار فيليب، لها، عبر حضوره في تجمع انتخابي.

في المقابل تحس رئيسة حزب "التجمع الوطني"، اليميني المتطرف، مارين لوبان، أن لائحتها، التي يترأسها جوردان بارديلا، مقبلة على "إنجاز تاريخي". وتضاعف لوبان من زياراتها الأوروبية، من أجل البحث عن شركاء وحلفاء في البرلمان الأوروبي القادم، قبل لقاء كبير يجمع مختلف ممثلي التيار الشعبوي واليميني في إيطاليا. كما دعا أحد نشطاء حزب "فرنسا غير الخاضعة" اليساري الراديكالي إلى التصويت على لائحة "التجمع الوطني"، الوحيدة، في نظره، "القادرة على هزيمة مشروع إيمانويل ماكرون"، وعلى الانفتاح على الروس.

وتأتي استطلاعات الرأي لتؤكد استمرار بقاء لائحتي "التجمع الوطني" و"الجمهورية إلى الأمام" في الصدارة، مع تصدّر لائحة اليمين المتطرف. وقد أعلن آخر استطلاع للرأي أجراه معهد "هاريس-إيبوكا"، ونشر الخميس، حصول لائحة "التجمع الوطني" على 23 في المائة، متبوعة بلائحة "الجمهورية إلى الأمام" بنسبة 22 في المائة، متبوعتين بلائحة "الجمهوريون"، اليمينية، بنسبة 13 في المائة، و"فرنسا غير الخاضعة" بنسبة 9,5 في المائة، والإيكولوجيين بنسبة 7 في المائة، ثم الاشتراكيين-ساحة عامة بـ5 في المائة.

ماكرون يهبّ لدعم مرشحته
بعد أن صرح الرئيس الفرنسي، علناً، بأنه لن يسمح بانتصار لوبان في الانتخابات الأوروبية، متوعداً بفعل كل شيء، لتحقيق ذلك، أكدت صحيفة "ليزيكو"، أنه سيمنح حواراً للصحف اليومية الجهوية، الأسبوع القادم، إضافة إلى تحركات أخرى لم يحسمها الرئيس بعد، وتتعلق بتنقلات مفاجئة ومبادرات دبلوماسية ومشاركة في لقاءات عمومية. وقد تأكد أنه، في نهاية المطاف، لن يحضر في لقاء "الجمهورية إلى الأمام"، يوم 24 مايو/ أيار، في قاعة "لاميتياليتي" الشهيرة في باريس.

وفي انتظار تحديد كيفية مساهمته في دعم لائحة أغلبيته الرئاسية، فقد رآه الفرنسيون في ملصق جديد للائحته الانتخابية، وهو يغطي ثلاثة أرباع الصورة، مبتسماً، وهو يُثبّت نظره في الأفق، "الأفق الأوروبي"، كما يقول أنصاره، وفي الملصق شعار: "إلى الأمام من أجل أوروبا. 26 مايو/أيار، أصوّت على لائحة "النهضة".

ولكن عائق ماكرون يتعلق بانخفاض شعبيته، على الرغم من كل الإعلانات التي تلت الانتهاء من "الحوار الوطني الكبير". وهكذا، وحسب آخر استطلاع للرأي، قامت به وكالة "إيبسوس-غايم شانجيرس"، ونشر، أمس الأربعاء، فإن الرئيس لا يحظى إلا بتأييد 27 في المائة من الفرنسيين. وإذا قورن برؤساء جمهورية سابقين، في نفس الفترة من الحكم، فهو في وضعية أفضل من وضعية سلفه فرانسوا هولاند (19 في المائة)، لكنه في وضعية أسوأ من وضعية سلفهما نيكولا ساركوزي (45 في المائة).


عشرة أيام، فقط، تفصل عن موعد الانتخابات الأوروبية، ولا تزال حظوظ اللوائح، نظرياً، على الأقل، في إحداث اختراقات، قائمةً، خاصة مع المناظرات السياسية القادمة، التي تتيح قول كل شيء وفضح كل شيء وأيضاً مع الفرنسيين الذين لا يريدون التصويت، ويقترب عددهم من 40 في المائة.

المساهمون