أصداء روسية لزيارة بومبيو: تفاؤل حذر باستئناف الحوار

أصداء روسية لزيارة بومبيو: تفاؤل حذر باستئناف الحوار

15 مايو 2019
أول لقاء روسي أميركي بهذا المستوى منذ استقبال بولتون(Getty)
+ الخط -
تناولت الصحافة الروسية، اليوم الأربعاء، نتائج زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إلى منتجع سوتشي، حيث عقد، أمس الثلاثاء، محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما يعد أول لقاء روسي أميركي على هذا المستوى منذ استقبال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، في موسكو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي هذا الإطار، اعتبر الخبير في العلاقات الدولية فلاديمير فرولوف، بصحيفة "ريبابليك" الإلكترونية، أن زيارة بومبيو كان من شأنها استئناف الحوار رفيع المستوى "بلا شروط مسبقة"، الذي تم تجميده منذ واقعة الاشتباك بين العسكريين الروس والأوكرانيين في مضيق كيرتش الرابط بين البحرين الأسود وآزوف في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وما ترتب عليه من إلغاء اللقاء بين بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، على هامش قمة مجموعة الدول العشرين في الأرجنتين.

وفي مقال بعنوان "كيف ننظم التآخي؟ استئناف الاتصالات مع الولايات المتحدة بشروط روسية"، أرجع فرولوف السبب الرئيسي للتحرك الأميركي باتجاه روسيا إلى "مأزق السياسة الخارجية الأميركية تحت القيادة الحكيمة لكل من ترامب وبولتون وبومبيو بالقضايا الحيوية لمصالح الولايات المتحدة، وهي البرنامج النووي الكوري الشمالي ومواجهة إيران ومحاولة تغيير النظام في فنزويلا".

وأشار كاتب المقال إلى أن ترامب بات في وضع قد يضطره للتورط في سياسة التدخلات العسكرية ومخالفة وعوده الانتخابية الخاصة بعدم شن "حروب جديدة"، واصفا زيارة بومبيو إلى روسيا بأنها جاءت بمثابة "طلب السلام وتخفيف التوتر وحتى المساعدة".

من جانب آخر، رأى رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية الروسية، فيودور لوكيانوف، في صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الحكومية، أن التذبذبات في الاتصالات الروسية الأميركية بين تفعيلها وتعليقها في عهد ترامب، لم تعد تأت بأي نتائج، متحولة إلى "محاكاة الحوار".

واعتبر لوكيانوف أن "الأرجوحة" السابقة لتتابع مراحل الصعود والهبوط لم تعد قائمة، إذ "أصبح الصعود وهميا، بينما بات الهبوط واقعيا، ويزداد عمقا مرة تلو الأخرى".

وفي السياق ذاته، تساءل مدير مركز "كارنيغي" بموسكو، دميتري ترينين، حول دوافع زيارة بومبيو إلى سوتشي، معتبرا أن مثل هذه المحادثات رفيعة المستوى في ظروف المواجهة تهدف بالدرجة الأولى إلى "الحد من سوء التفاهم" أكثر منها للدفع بالتعاون المتكامل.

وفي مقال تحت عنوان "التعاون السلبي. لماذا حضر بومبيو إلى روسيا؟"، نشر بموقع مركز "كارنيغي"، استبعد ترينين أن تنجح روسيا من خلال تعاونها مع ترامب في رفع أو تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة عليها، بينما لن تتمكن واشنطن من جهة أخرى، من إبعاد روسيا عن الصين، وجرها إلى السياسات الأميركية للضغط على إيران وكوريا الشمالية.

ومع ذلك، أشار الباحث الروسي إلى مجموعة من الملفات للتفاهم المحدود بين موسكو وواشنطن، ومنها مصير معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية ("ستارت-3") التي تنتهي مدتها في فبراير/شباط 2021، وتحقيق استقرار الأوضاع في أفغانستان، وسورية وفنزويلا وحتى أوكرانيا، في ظل سعي الجانبين لمنع تحول النزاع في منطقة دونباس الخارجة عن سيطرة كييف إلى حرب واسعة النطاق.


وشهدت العلاقات الروسية الأميركية اتصالات مكثفة في الفترة الأخيرة، إذ أجرى بوتين وترامب محادثة هاتفية مطولة في 3 مايو/أيار الحالي، وتلاها لقاءان بين لافروف وبومبيو، أحدهما على هامش منتدى مجلس القطب الشمالي في فنلندا في 6 مايو/أيار، والثاني في سوتشي أمس.

وفي ختام محادثات سوتشي، رحب الجانب الروسي باحتمال عقد لقاء بين بوتين وترامب على هامش قمة مجموعة الدول العشرين في اليابان في يونيو/حزيران المقبل، مؤكدا على اهتمامه بتطبيع العلاقات.

 ​

المساهمون