الاستخبارات الداخلية الألمانية: التيار اليميني المتطرف يزداد زخماً

الاستخبارات الداخلية الألمانية: التيار اليميني المتطرف يزداد زخماً

13 مايو 2019
هاليدنفانغ يحذر من خطر اليمين المتطرف (توبياس شوارتز/فرانس برس)
+ الخط -

قال رئيس هيئة حماية الدستور بألمانيا (الاستخبارات الداخلية)، توماس هاليدنفانغ، إنه يوجد ديناميات جديدة لليمين المتطرف في ألمانيا وخصوصاً شرقها، موضحاً أن الهيئة رصدت عمليات تشبيك وتواصل مكثفة بين أفراده، وصولاً إلى بثهم الأخبار المزيفة والوهمية والدعاية الكاذبة.

تصريحات هاليدنفانغ جاءت اليوم الإثنين، في حديث مع مجموعة "ايه ار دي" الإعلامية، دعا خلالها لمواجهة تصاعد اليمين المتطرف من خلال مزيد من الرقابة على الشبكة العنكبوتية. وذكر المسؤول الأمني أن تطور عمل المجموعات المستعدّة للعنف، من الممكن أن تتشكل منها جماعات إرهابية صغيرة على غرار ما ظهر في الصيف الماضي، خلال أحداث مدينة كيمنتس الواقعة في ولاية ساكسونيا شرق البلاد.

ولفت هاليدنفانغ إلى أن هناك أيضاً نوعاً من التطرف اليميني الفكري، يظهر براعته في "أنشطة معقدة للغاية"، داعياً المواطنين إلى الحذر والاستعداد لمراقبة المشهد بشكل أفضل. ومن دون أن يغفل الإشارة إلى أن الهيئة تحتاج إلى رؤى ثاقبة، للمواقع غير العامة على الشبكة والفضاءات غير المتاحة، مطالباً بالمزيد من الصلاحيات للسلطات للرقابة على الإنترنت، وأن تتكفل السلطات التشريعية باستصدار قوانين لضمان ذلك.

وبحسب المراقبين، فإن هذه التحولات تعود إلى المزاج المضطرب في شرق ألمانيا، بعد أن توقف التقارب الاقتصادي بين شرق ألمانيا وغربها وحيث الإنتاج الصناعي في مرحلة نموّ، والأجور والمعاشات تشهد فروقات بنسبة 15% للقاطنين في الولايات الغربية، وهذا ما تظهره المقارنة بالأرقام بين الناتج الإجمالي والتطور الديمغرافي في الغرب، والفقر وندرة اليد العاملة الماهرة في الشرق، حيث المطلوب المزيد من التنمية في خمس ولايات الشرقية؛ أبرزها سكسونيا معقل اليمين المتطرف.

وكانت صحيفة "دي فيلت" نشرت أخيراً تحذيرات عن المخابرات الألمانية، مع تحليلات مفادها أن هناك بنية تنظيمية ونهجاً وإمكانات إرهابية لدى المجموعات اليمينية المتطرفة، وفق ما تبين لها بعد الاطلاع على تحليل سرّي معدّ من قبل الاستخبارات الداخلية.


وبينت الصحيفة أن التحليل تطرق أيضاً إلى تطور التيارات والأطياف اليمينية الشعبوية المتطرفة، موضحة أن الصعوبة ازدادت في مراقبتهم. كما توقفت عند بروز أفراد كلاعبين أساسيين ضمن المجموعات المتطرفة، مع تراجع الدور للمجموعات اليمينية التقليدية، التي تضم أفراداً خارجين عن القانون جمعتهم شعارات موحدة، بينها معارضة سياسات الهجرة ومعاداة الإسلام.