رياض المالكي: واشنطن تصوغ خطة استسلام لا اتفاق سلام

وزير الخارجية الفلسطيني: واشنطن تصوغ خطة استسلام لا اتفاق سلام

10 مايو 2019
استبعد المالكي أن يقدم الأميركيون حلاً عادلاً(Getty)
+ الخط -
قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أمس الخميس، أمام اجتماع في الأمم المتحدة حضره المفاوض الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، إن الولايات المتحدة تصوغ على ما يبدو خطة لاستسلام الفلسطينيين لإسرائيل، وليس اتفاقاً للسلام، في إشارة إلى ما بات يسمى بـ"صفقة القرن"، وهي الخطة التي تعدها إدارة دونالد ترامب، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، ومن المتوقع الكشف عنها في شهر يونيو/ حزيران المقبل.

وقال المالكي، خلال الاجتماع غير الرسمي للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لمناقشة قضية المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن الفلسطينيين لا يملكون رفاهية عدم الانخراط في أي جهود للسلام، لكن جهود الإدارة الأميركية لا يمكن وصفها بجهود للسلام، ولا ترقى إلى ذلك مع الأسف.

وأضاف وزير الخارجية الفلسطيني أن كل شيء يشير حتى الآن إلى أن الخطة ليست خطة للسلام، لكنها شروط للاستسلام، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي قدر من المال يمكنه أن يجعل هذا مقبولاً.

وقال المالكي إن هناك من يرى أن الأميركيين ربما يقدمون ما يفاجئ الجانب الفلسطيني، لكن الفلسطينيين كانوا سيشعرون بتفاؤل أكبر ما لم يتجاهل الأميركيون المطالب الفلسطينية، وما لم يغضوا الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية، وما لم يعملوا على إسكات أي حديث عن أساسيات السلام.

ولم يشر جاريد كوشنر وغرينبلات، اللذان عكفا لعامين على إعداد "الخطة"، إلى ما إذا كانت تدعو إلى حلّ الدولتين الذي كان هدفاً لجهود السلام السابقة.

من جهته، قال غرينبلات خلال الاجتماع الذي نظمته إندونيسيا إن "رؤية السلام التي سنتقدم بها قريباً ستكون واقعية وقابلة للتنفيذ، لكنها ستتطلب تنازلات من كلا الطرفين".

وأضاف "نأمل حقاً أن يلقي الإسرائيليون والفلسطينيون نظرة صادقة على رؤيتنا للسلام عندما نصدرها قبل اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب".

وكشف جاريد كوشنر، في مستهل الشهر الجاري، بعض التفاصيل عن خطته المنتظرة للسلام في الشرق الأوسط، مؤكدا أنها لن تأتي على ذكر حلّ الدولتين الذي طرح منذ فترة طويلة، وستكرس القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.

ويتوقع أن يقدم كوشنر الشهر المقبل خطته المنتظرة منذ فترة طويلة، باسم الإدارة الأميركية التي تقف في صف الجناح اليميني في إسرائيل.

وصرح كوشنر في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "إذا قلت (دولتين)، فهذا يعني شيئاً للإسرائيليين وشيئاً آخر مختلفاً عنه للفلسطينيين". وأضاف "لهذا السبب قلنا إنّ علينا ألا نأتي على ذكر ذلك. فلنقل فقط إنّنا سنعمل على تفاصيل ما يعنيه ذلك".

ورفض كوشنر الإعلان عن مزيد من تفاصيل خطته قبل كشفها. لكنه ردا على سؤال عما إذا كانت ستشمل الوضع النهائي بين إسرائيل والفلسطينيين، قال "هذا صحيح، سنعمل عل ذلك".

وكانت السلطة الفلسطينية قد أعلنت أنها لن تقبل بوساطة من قبل إدارة ترامب التي تؤيد قاعدتها المسيحية الإنجيلية إسرائيل بلا تحفظ، والتي تشمل مبادراتها حيال الدولة العبرية الاعتراف بالقدس بشطريها عاصمة لها. وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها "الأبدية والموحدة".


(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون