مذابح لا تنتهي

مذابح لا تنتهي

08 ابريل 2019
تحول اليمن إلى ساحة مذابح متواصلة (محمد حمود/Getty)
+ الخط -

مشهد مروع، ذلك الذي خلفه الانفجار الهائل بالعاصمة اليمنية صنعاء يوم الأحد الماضي، حين اختلطت أشلاء الأطفال من طالبات المدارس بالدفاتر، ليعيد النظر نحو سلسلة لامتناهية من الدماء اليمنية التي تسيل منذ سنوات دون حساب. في 18 مارس/آذار 2011، كانت صنعاء على موعد مع أول مذبحة حديثة العهد، حين قُتل ما يقرب من 50 متظاهراً بنيران مسلحين موالين لنظام علي عبد الله صالح، وهي المذبحة التي شكلت مفترق طرق، وكان لها ما بعدها من التحولات التي نقلت نظام صالح إلى مرحلة اللاعودة.

المؤسف حقاً، بعد سنوات من هذه الواقعة الأليمة، أن اليمن تحول ساحة مذابح لا يكاد يخلو منها شهر من الشهور، منذ اجتياح الحوثيين صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وما لحقه من حرب التحالف التي دخلت عامها الخامس، وما زالت الدماء اليمنية تسيل دون أن تكون هناك مجزرة واحدة، حدثت على ضوئها محاسبة علنية لأي من المسؤولين عن دماء الأبرياء. في انفجار صنعاء المروع الأحد الماضي، ألقى الحوثيون باللائمة على طائرات التحالف التي قالوا إنها قصفت منطقة سكنية قرب إحدى مدارس الفتيات في مدينة سعوان شمال شرق صنعاء. وبعد ساعات من الحادثة خرج التحالف لينفي تنفيذ أي غارة في مكان الواقعة.

مجموع الصور ومقاطع الفيديو المتسربة إلى مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، تُشير إلى أن ما حدث كان أمراً مروعاً يفوق الوصف، في واحدة من أكثر المناطق ازدحاماً وسط العاصمة، إذ تهدمت منازل وقتل ما يقرب من 13 مدنياً وأصيب أكثر من 90، من المدنيين ومن طالبات وطلاب المدارس، الذين كانوا بالقرب من موقع الحادثة. وكلها جاءت لتعيد الأنظار مجدداً، إلى جملة المذابح والكوارث التي شهدها اليمن ويشهدها منذ سنوات. وبصرف النظر عن النفي الصادر عن التحالف أو الاتهامات الموجهة للحوثيين، ليس أمراً صعباً بالنسبة للطرف الثالث الفاعل في اليمن، والمتمثل بالأمم المتحدة والمجتمع الدولي عموماً أن يوثق ما حدث بالفعل، على الأقل بما يمكن لأسر الضحايا والمتضررين مستقبلاً من محاسبة المسؤولين عن جرائم ارتكبت بحق أبرياء لا ناقة لهم في الحرب ولا جمل.

المساهمون