صراعات بمؤتمر "نداء تونس": 4 تيارات تتنافس لقيادة الحزب

4 تيارات تتنافس لقيادة حزب "نداء تونس" ونقاش بشأن عودة يوسف الشاهد

07 ابريل 2019
تنسيقيات محلية وجهوية تقاطع أشغال المؤتمر (أمين بنعزيزة/الأناضول)
+ الخط -
شرع "نداء تونس"، اليوم الأحد، فعليا بالدخول في زخم التدافع الانتخابي مع بروز زعماء قوائم المكاتب التنفيذية المتنازعة، وسط احتدام الصراع بين "حراس المعبدكما يوصفون، ومن يعتبرون أنفسهم "ساعين لضخ دماء جديدة" و"دعاة الإصلاح والتغيير".

وازداد التدافع حدة وبرزت خلافات وولاءات مخفية بين أربعة "تيارات ندائية"، يقود حافظ قايد السبسي، رئيس الهيئة السياسية ونجل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، شقا من المنسقين الجهويين الموالين له، فيما تحرك سلمى اللومي، سيدة قصر قرطاج والوزيرة مديرة الديوان الرئاسي المقربة من الرئيس التونسي، وحافظة أسراره، شقا ثانيا. 

ويقود سفيان طوبال، رئيس الكتلة البرلمانية بمجلس الشعب، تيارا ثالثا، وناجي جلول، وزير التعليم السابق ورئيس مكتب الدراسات الاستراتيجية برئاسة الجمهورية، تيارا رابعا، فيما تتأرجح مجموعة خامسة أقرب إلى جماعة "لمّ الشمل" تتلمس طريقها بعد موجة الانسحابات ومقاطعة المؤتمر من عدد من التنسيقيات المحلية.

وقال المكلّف بالإعلام في حزب "نداء تونس"، منجي الحرباوي، لـ"العربي الجديد"، إنه انتهت رسميا مهام الهيئة السياسية برئاسة حافظ قايد السبسي، بعد تلاوة التقريرين الأدبي والمالي، والمصادقة عليهما، مشيرا إلى أن الورشات انطلقت في مناقشة اللوائح السياسية والبرلمانية، على غرار ورشة النظام الداخلي والقانون الأساسي للحزب والخط السياسي، مبرزا أن هناك مقترحات وتعديلات سيتم النظر فيها والمصادقة عليها.

وبيّن الحرباوي أن "الاختلافات الموجودة أمر طبيعي يحدث في أي مؤتمر انتخابي بين المتنافسين في إطار الديناميكية السياسية في حزب بحجم حزب نداء تونس"، لافتا إلى أنه سيتم انتخاب اللجنة المركزية للحزب المتكونة من 217 عضوا، مساء اليوم، من قبل المرشحين الذي يقارب عددهم 600، قبل انتخاب الهيئة التنفيذية للحزب من 32 عضوا من قبل اللجنة المركزية الجديدة للحزب.

وذكر المتحدث ذاته أنه تمّ تقديم العديد من اللوائح والمقترحات التي تتعلق بالخط السياسي لحزب "نداء تونس"، منها القطع مع مسار "التوافق"، إضافة إلى تنقيح النظام الداخلي للحزب، والتوجه نحو التشديد بخصوص "السياحة الحزبية والبرلمانية"، إضافة إلى مسألة العلاقة مع "الإسلام السياسي" والتحالفات السياسية والحزبية الممكنة، ومقترح رفع تجميد عضوية يوسف الشاهد، رئيس الحكومة، بعد الطلب الذي تقدّم به الرئيس الشرفي لحزب "نداء تونس" الباجي قايد السبسي.

وكشفت كواليس "نداء تونس" خلافا بين القيادية أنس الحطاب، المتحدثة الرسمية باسم الحزب، والتي تقود المدافعين عن فكرة احتواء الشاهد والمنشقين، وناجي جلول، الذي يعارض عودة رئيس الحكومة بشدة للحزب.

ومنذ إعلان الرئيس التونسي عدم رغبته في الترشح للرئاسة من جديد، ودعوته الندائيين لرفع التجميد عن الشاهد، تحولت الأنظار إلى فرضيات ترشيح الأخير للرئاسيات بدعم من "نداء تونس"، وهو ما عززه السبسي الابن بقوله إن "نداء تونس مستعد لدعم أي شخصية للرئاسة، بمن فيهم يوسف الشاهد".

وإن كان حزب "تحيا تونس" الداعم للشاهد، يرفض هذه الدعوات، التي يعتبرها مناورة سياسية جديدة ومحاولة لضرب وحدة الحزب الصاعد، ورئيسه المحتمل يوسف الشاهد، إلا أن "نداء تونس" لم يحسم أمره في هذا الموضوع، الذي يرجح تأجيله إلى يوم غد، الاثنين، مع نقاط أخرى.

وتحتضن نزل محافظة المنستير لقاءات جانبية بين قادة "نداء تونس" قبل الإعلان عن قوائم الترشح إلى الهيئة السياسية الجديدة. فبعد أن كانت سلمى اللومي من مساندي قائمة السبسي الابن، أصبحت تقود قائمة بأكملها، الأمر الذي زاد في إضعاف حظوظه، خصوصا بعدما أعلن سفيان طوبال للمؤتمرين نوايا تقديم قائمة تضم برلمانيين ومنسقين وقيادات بارزة، رغبة منه في إبعاد حافظ قايد السبسي عن الواجهة الأولى لقيادة الحزب دون إقصائه من عضوية الهيئة التسييرية المستقبلية.

 

ويعمل ناجي جلول "القادم من بعيد"، كما يقول مراقبون، على دخول الهيئة السياسية بقوة باحثا عن دفة رئاسة الحزب بوضوح دون مناورات، معتبرا مشروعه الإصلاحي وبرنامجه المستقبلي "هو الأقدر لإصلاح حال نداء تونس".

وقاطعت تنسيقيات محلية وجهوية أشغال المؤتمر، على غرار تنسيقية محافظة المهدية ومكتب محلي بمحافظة أريانة وآخر بمدنية الزريبة بمحافظة زغوان، في وقت يعد انسحاب تنسيقية محافظة سوسة الأثقل على "نداء تونس"، بسبب عدد منخرطيها وخزانها الانتخابي، بعدما تمسك النائب المستقيل رضا شرف الدين مع داعميه بمقاطعة أشغال المؤتمر رغم محاولات استعادته إلى صفوف النداء.

ويرجح أن تتواصل غدا أشغال مؤتمر "نداء تونس"، بسبب صعوبات لوجستية وأخرى سياسية رافقت انطلاقته، وغيرت في جدول أعماله، ما تسبب في تأخير انتخاب مجلسه المركزي، وهو ما انعكس على انتخاب الهيئة السياسية وانتخاب الرئيس والأمين العام الجديد.